عميد دائرة الاتصالات السيد باولو روفيني عميد دائرة الاتصالات السيد باولو روفيني 

رسالة عميد دائرة الاتصالات باولو روفيني إلى الجمعية العامة للاتحاد الافريقي للبث الإذاعي

التحديات التي تفرضها وسائل الاتصالات الحديثة، وأهمية التركيز على البعد الإنساني كان هذا محور رسالة وجهها السبد باولو روفيني عميد دائرة الاتصالات إلى الجمعية العامة للاتحاد الافريقي للبث الإذاعي المنعقدة حاليا في مراكش.

تُعقد في مراكش المغربية من 25 حتى 29 آذار مارس الجاري الجمعية العامة الثانية عشرة للاتحاد الافريقي للبث الإذاعي، ولهذه المناسبة وجه عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية السيد باولو روفيني رسالة إلى المشاركين أعرب في بدايتها عن سعادة الكرسي الرسولي، ممثَّلا في دائرة الاتصالات، لتَلَقيه دعوة المشاركة في هذا الحدث، كما ويشرفه الشعور بالقرب من هذه القارة العزيزة بالنسبة للبابا فرنسيس.

توقف السيد روفيني في رسالته بعد ذلك عند موضوع الجمعية العامة الثانية عشرة للاتحاد الافريقي، أي الوسائل الجديدة وتأثيرها على الإنتاج السمعي البصري في القارة، وتحدث عميد الدائرة عن أهمية هذا الموضوع نظرا للتحديات التي تفرضها الوسائل الحديثة. وتابع متحدثا عن الثورة الرقمية التي لا تشمل القارة الافريقية وحدها، وأشار إلى أن الجزء الأكبر من الوسائل التقنية التي كانت مستخدَمة حتى عقد واحد مضى قد هُمشت، إن لم يمكن تم استبعادها، ينما تهز الوسائل التقنية الحديثة أسس الصناعة السمعية البصرية. تحدث عميد الدائرة أيضا عن تداخل الوسائط التي كان يعمل كل منها بشكل مستقل، حيث تجمع اليوم منصة واحدة، مثل البوابة أو الشبكة، الكلمة المكتوبة والصورة والصوت. هناك من جهة أخرى تحديات تواجهها تجارة وتبادل البرامج، ومن بينها ضمان حق المؤلف أو حماية المنتجين ذوي الميزانيات الضئيلة، وأكد بالتالي أن هناك ضرورة إعادة التفكير في نظام الإنتاج والتوزيع بكامله. وفي حديثه عن قارة افريقيا تحديدا شدد عميد دائرة الاتصالات على ضرورة ألا تكون متضررة في الأسواق التي يحتكرها كبار المنتجين، كما ويجب ألا تكون وسائلها منصة انطلاق لصناعة الشركات الكبيرة من أجل غزو السوق الافريقي.

خصص السيد روفيني بعد ذلك جزءً كبيرا من رسالته إلى الجمعية العامة للاتحاد الافريقي للبث الإذاعي للتشديد على ضرورة ألا ننسى البعد الإنساني أمام هذا التغير الكبير في عالم الاتصالات، وذكّر في هذا السياق بما كتب قداسة البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الـ 53 للاتصالات الاجتماعية: "وفيما يتعلّق بالتحولات العميقة المطبوعة من التكنولوجيا إلى منطق الإنتاج، والانتشار، والاستفادة من المحتويات، يسلّط العديد من الخبراء الضوء أيضًا على المخاطر التي تهدّد البحث عن معلومات حقيقية على صعيد عالمي ومقاسمتها. إن كان الإنترنت يمثل إمكانية مميّزة للحصول على المعرفة، لكنّه صحيح أيضًا أنّه ظهر كأحد الأماكن الأكثر عرضة للتضليل والتشويه الواعي والمتعمِّد للوقائع والعلاقات الشخصيّة التي غالبًا ما تأخذ شكلاً من أشكال النيل من المصداقيّة". وعاد السيد روفيني إلى الرسالة مجدَّدا للتذكير بحديث البابا فرنسيس عن صورة الشبكة، والتي تدعونا "للتفكير حول تعدّد المسارات والعقد التي تضمن ثباتها في غياب مركز وهيكليّة تراتبيّة وتنظيم عمودي. إنّ الشبكة تعمل بفضل مشاركة جميع العناصر".

وفي ختام رسالته إلى الجمعية العامة الـ 12 للاتحاد الافريقي للبث الإذاعي، المنعقدة في مراكش، أعرب عميد دائرة الاتصالات باولو روفيني عن قناعته بأن الوسائل الحديثة لا تؤثر فقط على الصناعة السمعية البصرية في القارة الافريقية، بل وعلى أسلوب عيشنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وبأن الاتصالات يمكنها أن توحِّد أو أن تفرِّق. وشدد انطلاقا من كلمات البابا فرنسيس في الرسالة لمناسبة اليوم العالمي الـ 53 للاتصالات الاجتماعية على أهمية الحوار، وتمنى للمشاركين في الجمعية العامة تبادلا مثمرا للآراء عبر الحوار كما وأكد التمنيات بالنجاح باسم الأب الأقدس، مشيرا إلى روح التعاون بين وسائل اتصالات الكرسي الرسولي والاتحاد الافريقي للبث الإذاعي.  

27 مارس 2019, 14:15