رئيس الأساقفة أوزا رئيس الأساقفة أوزا 

مداخلة لرئيس الأساقفة أوزا بشأن الهوية الجندرية

شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا في اجتماع عُقد يوم أمس الأربعاء في القصر الزجاجي حول موضوع "المساواة الجندرية والأيديولوجية الجندرية: حماية النساء والفتيات".

ألقى الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلة خلال الأعمال استهلها معبرا عن سروره للمشاركة في اللقاء الذي يسلط الضوء على ضرورة توفير الحماية للنساء والفتيات، وذكر بأن المجلس الاقتصادي والاجتماعي يستضيف سنوياً اللجنة المعنية بأوضاع النساء بهدف السعي إلى تعزيز القضايا المرتبطة بحقوق المرأة السياسية والاقتصادية والمدنية والاجتماعية والتربوية. وأضاف أنه منذ انعقاد أول اجتماع لهذه اللجنة في العام 1947 جرت مناقشات مختلفة بين النساء في جميع القارات ومن خلفيات متعددة بشأن الأهداف التي ينبغي أن تسعى إليها المرأة وسبل تحقيق هذه الأهداف، ومن بينها تحقيق المساواة الجندرية ومكافحة العنف ضد المرأة وتوفير التربية للفتيات وأجور متساوية بين العاملين من الرجال والنساء.

ولم تخل كلمة الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى ميل البعض إلى القول إن كون الكائن البشري امرأة لا علاقة له بالجنس، أو بطبيعة الجسد، بل تتعلق المسألة بكيفية اعتقاد الإنسان والتعبير عن نفسه. ويطالب هؤلاء بمعاملة كل إنسان يشعر بأنه امرأة على أنه كذلك بغض النظر عن طبيعته البيولوجية. وقد أثارت هذه النقاشات المجموعات المدافعة عن حقوق المثليين والمتحولين جنسياً بالتعاون مع مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وتمت المطالبة بتبني مفهوم للنساء والفتيات يرتكز إلى الهوية والتعبير الجندري لا إلى الجنس البيولوجي. وذكر أوزا بأن هذه المسألة لم تكن مطروحة على طاولة النقاش لاثنتين وستين سنة خلت لأن الكل كان يعلم آنذاك، وبشكل واضح لا لبس فيه، ما معنى كلمة "امرأة".

ولفت سيادته إلى أن البابا فرنسيس يشجع الكاثوليك وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة على دعم واستيعاب ومرافقة ومحبة الأشخاص الذين لا تتلاءم هويتهم الجندرية مع جنسهم البيولوجي، من أجل التأكيد على كرامتهم البشرية والدفاع عن حقوقهم الإنسانية الأساسية وكي يتحرروا من العنف والتمييز المجحف، كما قال فرنسيس في حديثه إلى الصحفيين في الثاني من تشرين الأول أكتوبر من العام 2016 على متن الطائرة في طريق عودته من أذربيجان.

هذا ثم لفت مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن البابا فرنسيس قلق حيال فرضية تعليم الهوية الجندرية للأطفال في المدارس، بشكل يحمل الفتيان والفتيات على التشكيك بجنسهم منذ نعومة أظافرهم، إذ يمكن أن يُقال لهم إن كل إنسان حرّ في اختيار الجندر الذي ينتمي إليه. وذكّر رئيس الأساقفة أوزا في ختام مداخلته بأن البابا فرنسيس عبر في أكثر من مناسبة عن قلقه البالغ حيال الضغوط الثقافية الممارسة في هذا الاتجاه، وحيال ما سماه بالاستعمار الأيديولوجي بحق بلدان وثقافات وأفراد يسعون جاهدين إلى مقاومة هذه النظرة الأنتروبولوجية الحديثة والراديكالية.

21 مارس 2019, 13:11