رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا  

المطران أوزا يقول إن الأمم المتحدة تعتمد على البابا فرنسيس

ما تزال تتردد في مختلف الأوساط الدولية أصداء الخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس يوم الاثنين الفائت أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي في اللقاء التقليدي لتبادل التهاني مع حلول العام الجديد.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا الذي شدد على ضرورة التصدي للنزعات القومية من أجل إيجاد حلول ناجعة للأزمات الراهنة في عالمنا المعاصر. ولفت إلى ما قاله البابا فرنسيس في خطابه عندما حذّر من مغبة السعي إلى حل المشاكل بطرق أحادية الجانب لأن هذا الأمر يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تسلّط القوي على الضعيف مشددا في الوقت نفسه على ضرورة الحفاظ على المنظومة المتعددة الأطراف التي هي سبب وجود منظمة الأمم المتحدة.

وأكد الدبلوماسي الفاتيكاني في هذا السياق أن النسبة الأكبر من الدول الأعضاء في المنظمة الأممية تدرك المشاكل التي أثارها البابا في خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي، وذكّر سيادته بأن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أجرى، العام الماضي، مشاورات مع جميع رؤساء البعثات من أجل التأكد من سلامة المنظومة المتعددة الأطراف، وتبين أنه على الرغم من كل الصعوبات الراهنة ما تزال الأمم المتحدة تعزز السياسة المتعددة الأطراف، وهذا ما تنوي فعله أيضا في المستقبل. لكن ثمة حاجة إلى تفكير معمّق بشأن الآليات التي يمكن أن تعرقل البحث عن حلول متقاسمة بين كل الدول الأعضاء. وأشار المطران أوزا في هذا السياق إلى حق النقض، أو الفيتو، الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي مسألة يمكن أن تتأثر بالمصالح القومية أو الإقليمية وغيرها من العوامل. واعتبر أن هذا الأمر يشكل تحدياً ينبغي على المنظمة الأممية أن تواجهه.

بعدها انتقل مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة إلى الحديث عن موضوع آخر تناوله البابا فرنسيس في كلمته يوم الاثنين الفائت عندما حذّر من الأشكال الجديدة للاستعمار الأيديولوجي. ولفت سيادته في هذا السياق إلى وجود ميل لدى الدول المانحة للمساعدة نحو فرض إرادتها على البلدان التي تستفيد من المعونات، ومن هذا المنطلق لا بد من إعادة النظر في السياسة الخارجية المتعلقة بالمساعدات من أجل التنمية. هذا ثم ذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بأن البابا دعا الجماعة الدولية لأن تكون صوت من لا صوت لهم، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تسعى إلى القيام بهذه المهمة على الرغم من الصعوبات والتحديات المطروحة أمامها. وأوضح أن النظام الحالي للأمم المتحدة لم يعد يتماشى مع الأزمنة الراهنة، مشيرا إلى وجود مساعٍ من أجل تبني نظام جديد يكون قادراً فعلاً على مساعدة البلدان المهمّشة والمتألمة. ورأى أن الحل لا يكمن في إنشاء وكالات جديدة خصوصا إزاء عدم توفّر الموارد الاقتصادية. وأشار إلى أن الأموال المخصصة للنمو ضئيلة جداً قياساً بتلك التي تُستثمر من أجل حل الصراعات المسلحة، ومن هنا تبرز ضرورة تحقيق توازن في الأموال المتوفرة لدى المنظمة الأممية.

لم تخل كلمات المطران برنارديتو أوزا من الإشارة إلى الأوضاع الراهنة في سورية وذكّر بأن البابا فرنسيس يعتبر أن حل الأزمة السورية ومساعدة اللاجئين السوريين ينبغي أن يشكل أولوية بالنسبة للجماعة الدولية ولفت سيادته إلى أن الأمم المتحدة تقاسم البابا نظرته. وأضاف أنه إذا ما نظرنا إلى الحرب الدائرة في سورية يتبيّن لنا بوضوح أن هذا البلد يشكل ساحة لمواجهات بين قوى إقليمية ودولية. ومن هذا المنطلق – مضى يقول – لا بد أن تسعى القوى الإقليمية للتوصل إلى اتفاق فيما بينها يضمن حلاً لائقا للأزمة التي تتخبط فيها سورية. وفيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين أشار أوزا إلى الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الذي وقعت عليه دول عدة العام المنصرم وقال إن الكرسي الرسولي قدّم إسهامه من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق العالمي، وأوضح أن الأمم المتحدة، التي رعت الاتفاق، شاءت أن يكون البابا فرنسيس حاضراً خلال المؤتمر الذي عُقد مراكش، وحيث وُقع الاتفاق، لكن هذا الأمر لم يكن ممكناً. وختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة حديثه لموقعنا مؤكدا أن المنظمة تعوّل على صوت البابا المدافع عن اللاجئين، لأنها واثقة بأن هذا الصوت يمكن أن يؤثّر على الدول التي تبنّت مواقف صلبة تجاه الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة.

10 يناير 2019, 11:21