أنتونيو سبادارو أنتونيو سبادارو 

مدير مجلة شيفيلتا كاتوليكا يعلّق على خطاب البابا إلى السلك الدبلوماسي

في أعقاب اللقاء التقليدي الذي جمع البابا يوم أمس الاثنين إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع مدير مجلة La Civiltà Cattolica الكاهن اليسوعي أنتونيو سبادارو الذي أكد أن فرنسيس أراد أن يسلط الضوء على الدرب الواجب أن تتّبعها الدبلوماسية المتعددة الأطراف.

لفت سبادارو إلى أن خطاب البابا إلى الدبلوماسيين تضمن نداء إلى الجماعة الدولية من أجل معالجة القضايا الراهنة بطريقة متعددة الأطراف، وهذا الأمر يتطلب تعاوناً من قبل الأمم من أجل مواجهة التحديات الراهنة على الصعيد العالمي. ومن هذا المنطلق – تابع الكاهن اليسوعي يقول – شكلت الدبلوماسية المتعددة الأطراف محور خطاب البابا وأكد أن المشكلة تكمن في السعي إلى حل المشاكل الراهنة بطرق أحادية الجانب بعيدا عن الحوار وهذا الأمر يؤدي في نهاية المطاف إلى تسلّط القوي على الضعيف. واعتبر أن الطريقة الوحيدة الكفيلة بمواجهة التحديات تتثمل في العمل داخل المنظمات الدولية التي طالما شكلت فسحة للحوار والتلاقي بين البلدان.

وفي رد على سؤال بشأن مشكلة العنف ضد المرأة وقد تطرق إليها البابا فرنسيس يوم أمس في خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي، قال سبادارو إن البابا تطرق إلى المرأة ثلاث مرات في كلمته، وتحدث عن آفة الانتهاكات الجسدية والنفسية ومن هنا تنبع ضرورة البحث عن علاقات عادلة ومتّزنة تستند إلى الاحترام والاعتراف المتبادل بين الرجل والمرأة. وتناول فرنسيس أيضا موضوع التمييز ضد النساء في بيئة العمل، وهي مشكلة برزت إلى العلن بشكل قوي، كما شدد على ضرورة وضع حد لانتهاك القانون الإنساني الدولي ما يسبب آلاما كبيرة لاسيما للنساء اللواتي يعشن في أوضاع مطبوعة بالصعوبات والضعف. وبهذه الطريقة شاء البابا أن يشد الأنظار نحو هذه المشاكل الثلاث التي ينبغي على الجماعة الدولية أن تجد حلولا لها.

هذا ثم انتقل مدير مجلة La Civiltà Cattolica إلى الحديث عن الأوضاع الراهنة في العديد من بلدان العالم، والتي تطرق إليها البابا في خطابه التقليدي، خصوصا تلك التي تعاني من الحروب وتفتقر إلى السلام وقال إن فرنسيس أراد أن يسلط الضوء على التزام الكرسي الرسولي على الصعيد الدولي في الدفاع عن شرائح العائلة البشرية الأكثر ضعفاً وتهميشاً، فضلا عن المساعي الرامية إلى بناء جسور بين الشعوب وإعادة النظر في المصير المشترك. ومن هذا المنطلق حاول البابا أن يرسم خارطة للدول التي تعاني من مشاكل خطيرة تحتاج إلى حلول، كما قام في الوقت نفسه بتسليط الضوء على بعض فسحات الأمل مشيرا على سبيل المثال إلى الاتفاق السلمي الذي وُقّع مؤخرا بين أثيوبيا وإرتريا. وأراد أيضا أن يتناول بعض الأحداث والتطورات الهامة التي طبعت العام 2018، وشاء أن يدل إلى الأوضاع التي تحتاج إلى حلول ومواقف شجاعة مُظهرا في الآن معاً أنه عندما تتوفّر الشجاعة اللازمة توجد الحلول.

ختاماً ذكّر سبادارو بأن خطاب البابا تضمن إشارة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها المهاجرون واللاجئون وهو ينظر إلى هذه المشكلة من وجهة نظر عالمية شاملة. كما تطرق البابا إلى مشكلة أخرى ألا وهي التعديات على القاصرين، مذكرا بحلول الذكرى السنوية الثلاثين لتبنّي المعاهدة بشأن حقوق الطفل ومشددا على ضرورة الانتقال من القول إلى الفعل. وتناول فرنسيس في خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي – تابع سبادارو قائلا – موضوعا آخر بالغ الأهمية ألا وهو علاقة الإنسان بالأرض. وهو يدرك المخاطر التي تترتب على الاحتباس الحراري، وهي مخاطر تتخطى النطاق الإيكولوجي متخذةً أبعاداً اجتماعية لأن التدهور البيئي يحمل العديد من الأشخاص على الهجرة.           

08 يناير 2019, 10:37