بحث

الكاردينال بارولين الكاردينال بارولين 

الكاردينال بارولين يتحدث عن دروس السلام في تعاليم وكتابات بريمو ماتسولاري

نظمت بعثة الكرسي الرسولي لدى منظمة اليونيسكو بالتعاون مع أبرشية كريمونا ومؤسسة الكاهن بريمو ماتسولاري مؤتمراً عُقد في مقر الهيئة الأممية في العاصمة الفرنسية باريس حول موضوع "رسالة وعمل السلام للكاهن بريمو ماتسولاري".

من بين المشاركين في هذا الحدث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي ألقى مداخلة شدد فيها على أن هذا الكاهن الإيطالي الذي عاش بين عامي 1890 و1959 عمل على بناء السلام وشاء أن يسلط الضوء على التزام هذا الرجل الدؤوب في مجال مناهضة العنف. قال بارولين إن ماتسولاري عمل بجهد على بناء السلام، وتذكّرنا تعاليمه التي تركها لنا بأن السلام هو خير ينبغي أن يُطلب من أجل الجميع، حتى من أجل الأشخاص الذين لا يستحقون السلام مشددا أيضا على أن السلام يأتي ثمرة لالتزام جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة.

ولفت نيافته إلى أن الجهود التي بذلها هذا الرجل ساهمت في مواجهة مأساة الحرب العالمية الثانية ونضجت لديه قناعات راسخة قادته ليصير من بين بناة السلام في القرن العشرين. من هذا المنطلق، وفي عالم يتعطش اليوم إلى السلام، شاء المسؤول الفاتيكاني أن يقدم لمحة عن شخصية هذا الكاهن والنبي الإيطالي، كما سمّاه، الذي عايش مآسي الحربين العالميتين، وقد ساعدته خبرته على أن يدرك أنه توجد بين الإنجيل والعنف هوة شاسعة. وقد تسلّح هذا الرجل بشجاعة التصدي لكل أشكال الظلم والعنصرية خلال الحقبة الفاشية، كما قدّم الدعم إلى المقاومة الإيطالية ضد الفاشية والنازية كممارسة لضمير يريد الحفاظ على البشرية وحمايتها من كابوس العنف.

وأوضح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن أهم التعاليم التي تركها لنا الكاهن بريمو ماتسولاري تتمثّل في تمييز ما هو خيّر وحقّ وسط واقع مطبوع بالحرب، واقع لا يمكن أن يكون شفافا على الإطلاق، كما كان يتمتع هذا الرجل بحدس كبير، إذ كان يفكّر آنذاك في ضرورة إنشاء مؤسسة دولية تفوق صلاحياتها صلاحيات الدول كي تكون الضامن للسلام. وأكد بارولين أن من الأهداف الكامنة وراء تأسيس منظمة اليونيسكو العمل على بناء السلام، وأشار إلى أن الكنيسة حاضرة في تلك المنظمة الدولية من أجل مساعدة الشعوب والعالم بأسره في عملية البحث عن السلام، معتبرا أن الإرث الذي تركه الكاهن ماتسولاري في هذا السياق بالغ الأهمية.

وتابع الكاردينال بارولين مداخلته خلال المؤتمر الدولي متحدثا عن دورس في الحياة تركتها لنا الخبرة التي عاشها ماتسولاري والكتابات التي ألفها وهي تأتي بمثابة منجم يستلهم منه الباحثون والمفكرون وجميع الرجال ذوي الإرادة الحسنة. الدرس الأول هو أن السلام، الذي لا يمكن فرضه بل ينبغي تقديمه للغير، يولد بين البشر عندما تُجرّد القلوب والترسانات من الأسلحة. أما الدرس الثاني فهو أن السلام يولد من ضرورة عدم النظر إلى التربية من وجهة نظر منفعية وحسب، الدرس الثالث هو أن السلام يولد من التزام الجميع في عيش التاريخ بمحبة، وفي إطار الالتزام الملموس والشخصي.

في ختام مداخلته أمام المشاركين في مؤتمر "رسالة وعمل السلام للكاهن بريمو ماتسولاري"، ذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بالزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى ضريح هذا الكاهن الراحل في منطقة بوتسولو في العشرين من شهر حزيران يونيو من العام الماضي، ولفت بارولين ختاماً إلى ضرورة أن يبقى السلام دائماً "التعنّت المتواصل" لكل شخص وفي كل زمان، كما كان يقول بريمو ماتسولاري.   

01 ديسمبر 2018, 13:08