بحث

الكاردينال ساندري الكاردينال ساندري 

مداخلة الكاردينال ساندري لمناسبة تقديم: الشرق الكاثوليكي

أصدر مجمع الكنائس الشرقية النسخة الخامسة من مجلد "الشرق الكاثوليكي" والذي يقع في ثلاثة أجزاء وقد تم تقديم هذا العمل خلال مؤتمر عُقد يوم أمس الثلاثاء في مقر سفارة منظمة فرسان مالتا لدى الكرسي الرسولي بروما بحضور رئيس المجمع الكاردينال ليوناردو ساندري.

استهل نيافته كلمته مشيرا إلى التقدير الكبير الذي لاقاه هذا العمل من قبل شخصيات مرموقة في طليعتها البابا فرنسيس والبابا الفخري بندكتس السادس عشر وبطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول وغيرهم من ممثلي الكنائس الكاثوليكية الشرقية. بعدها أكد ساندري للحاضرين أنه يود أن يسلط الضوء على العلاقات التي تربط بين أبناء وبنات الكنائس الشرقية الكاثوليكية أكان في أرض الوطن أم في بلاد الشتات وأشار إلى توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون شاءه عدد كبير من قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويرمي إلى مساعدة ضحايا عمليات الإبادة التي حصلت على مدى السنوات الماضية في سورية والعراق ومحاسبة مرتكبيها. وقال إن هذا القرار جاء تلبية لمطالب أبناء الجاليات الشرق أوسطية المنتمية إلى مختلف الكنائس والتي طالبت بأن تُصان حقوقها، بدءا من الحق في العيش في أرض الوطن الذي يعاني من العنف والقتل والحرب.

بعدها انتقل نيافته إلى الحديث عن أوضاع المسيحيين في مصر وأشار إلى التغيرات التي طرأت خلال السنوات العشر الماضية، بعد سقوط نظام الرئيس مبارك ووصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، ثم الرئيس السيسي وقال إنه يتذكّر مشاهد المواطنين المصريين الذين تظاهروا ورفعوا الصليب والقرآن جنبا إلى جنب، وشاؤوا أن يناضلوا في سبيل الحرية والديمقراطية في مصر. هذا فضلا عن انتخاب البطريرك سيدراك والبابا تواضروس في العام 2013. وأشار ساندري أيضا إلى الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى مصر في العام 2017.

وفي سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة في الأرض المقدسة قال رئيس مجمع الكنائس الشرقية إن الآمال بتحقيق السلام في تلك البقاع لا تلوح اليوم في الأفق، بل ترتفع الجدران وتزداد المشاكل تعقيدا. وذكّر نيافته بما كتبه البابا بولس السادس في العام 1974 بعد زيارة الحج التي قام بها إلى الأرض المقدسة، مشيرا إلى أن كنيسة أورشليم تحتل مكانة هامة بالنسبة للكرسي الرسولي والعالم المسيحي بأسره، فيما تحظى الأرض المقدسة، بما في ذلك مدينة القدس، باهتمام كبير وسط الأمم والمنظمات الدولية الساعية إلى الحفاظ على سلامة الأراضي وضمان حق العبادة وممارسة الشعائر الدينية للجميع.

ولم تخل مداخلة الكاردينال ساندري من الإشارة إلى اللقاء من أجل الصلاة والحوار في الشرق الأوسط والذي عُقد في مدينة باري الإيطالية في السابع من تموز يوليو الماضي بحضور البابا فرنسيس وبطاركة الشرق الكاثوليك. وقال إن اللقاء كان مؤثراً وشكل نداء وُجه إلى ضمائر الجميع، بمن فيهم اللاعبون الدوليون، عبر عنه البابا فرنسيس في المداخلتين العامتين اللتين ألقاهما في باري. كما شكل اللقاء فرصة للتأمل في الكنيسة في الشرق الأوسط، لاسيما في سورية والعراق ومناطق أخرى، وما معنى أن يعيش أبناء تلك الكنائس في أرضهم ولا يجدون أنفسهم مرغمين على الهجرة أو الهروب بسبب الصراعات المسلحة والحروب والاضطهاد. واعتبر نيافته أن وجود المسيحيين في الشرق الأوسط ينبغي ألا يقتصر فقط على حق الوجود لأن هذا الأمر يجعل من هؤلاء جماعة ضعيفة وهشة. فيجب أن يكون البقاء في تلك الأرض عبارة عن دعوة وخيار حر.

بعدها لفت ساندري إلى المشاكل التي تعاني منها أوكرانيا حيث تدور حرب منسية، سببت عددا كبيراً من المهجرين داخلياً وولدت معاناة جمة للمواطنين. وذكّر بأن هذا الوضع حمل البابا فرنسيس على إرسال مساعدات بقيمة خمسة عشر مليون يورو إلى هذا البلد. وفي خضم المشاكل العاصفة بالكنيسة الأرثوذكسية، عبّر نيافته عن أمله بأن تتمكن جماعة الروم الكاثوليك، التي تعد زهاء خمسة ملايين مؤمن، من مواصلة العيش في الحرية التي اكتسبتها من جديد لخمس وعشرين سنة خلت.

في ختام كلمته توقف رئيس مجمع الكنائس الشرقية عند الوضع في لبنان الذي يقدم الضيافة لأكثر من مليون نازح سوري وأشار إلى المشاكل السياسية التي يعيشها هذا البلد مؤكدا أن حضور الكنائس الشرقية الكاثوليكية يشكل دعوة للتوافق بين مختلف المواقف بغية الحفاظ على الهوية الخاصة والمميزة للبنان.   

19 ديسمبر 2018, 12:47