بحث

مهاجرون مهاجرون 

بيان لدائرة خدمة التنمية البشرة المتكاملة عشية مؤتمر مراكش لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة

أصدر قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة بيانا حول مؤتمر يومَي 10 و11 كانون الأول ديسمبر الذي تنظمه الأمم المتحدة في مراكش من أجل اعتماد الاتفاق العالمي حول الهجرة.

عشية مؤتمر الأمم المتحدة المزمع عقده في مدينة مراكش المغربية يومي 10 و11 كانون الأول ديسمبر الجاري لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، الذي أنهت الجمعية العامة للأمم المتحدة وضع نصه في تموز يوليو المنصرم، أصدر قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة بيانا يحمل توقيع وكيلَي القسم الأب مايكل تشيرني والأب فابيو باجو. تحدث البيان أولا عن مشاركة الكرسي الرسولي مع حكومات الكثير من دول العالم في مراكش في اعتماد أول اتفاق دولي شامل حول الهجرة، وذكَّر من جهة أخرى بأن اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت الشهر المنصرم في نيويورك الاتفاق العالمي حول اللاجئين.

توقف البيان بعد ذلك عند التزام الكرسي الرسولي منذ البداية بتطبيق مقاربة البابا فرنسيس مع هذا الموضوع التي عبّر عنها من خلال أربعة أفعال: الاستقبال، الحماية، التعزيز والدمج. وقد طور قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية حسب ما تابع البيان هذه الأفعال الأربعة في 20 نقطة عمل، وذلك للمساهمة في برمجة وتقييم النشاط الرعوي، وكانت هذه النقاط محور المساهمات الرسمية للكرسي الرسولي في مشاورات عام 2017 ومباحثات عام 2018. وأعرب وكيلا القسم بالتالي عن الرضا لاحتواء النص النهائي للاتفاقين حول الهجرة واللجوء على الكثير من المبادئ والإجراءات الواردة في النقاط العشرين، وذلك بشكل خاص في 15 من بين الأهداف الـ 23 للاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة.

أشار بيان قسم المهاجرين واللاجئين بعد ذلك إلى كون الاتفاق المرتقب اعتماده في مراكش غير ملزِّم، فهو ليس معاهدة أو اتفاقية بل يهدف إلى اقتراح أفعال لضمان بعض القيم العالمية مثل إنقاذ الحياة البشرية، الوقاية من الاتجار بالبشر، توفير معلومات دقيقة، تسهيل سياسات اختيار صحيحة، تخفيف الضعف المرافق للهجرة، إدارة الحدود بشكل فعال، والاستثمار في تطوير الكفاءات. ويرافَق كل من هذه الأهداف بقائمة من التطبيقات الجيدة التي تتضمن مبادرات مثل توفير التربية وفتح ممرات إنسانية، مرافقة المهاجرين في دول العبور وتعزيز اللقاء ما بين الثقافات من أجل تسهيل الدمج في دول الوصول. وتابع البيان واصفا الاتفاق العالمي بمثال هام على التعددية والتي تُعتبر الأسلوب الوحيد حسب كثيرين للتمكن من مواجهة المشاكل الكبيرة التي تؤلم البشرية.

إلا أن الكرسي الرسولي ومع تعبيره عن الرضا عن الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة لديه بعض التحفظات والملاحظات حول بعض المصطلحات والمبادئ والخطوط التوجيهية التي ليست جزءً من اللغة المتفق عليها على الصعيد الدولي من جهة، ولا تتماشي من جهة أخرى مع العقيدة الكاثوليكية، مثل الإشارة إلى وثائق تقترح ما يطلَق عليه اسم حزمة الحد الأدنى من الخدمات الأولية، والخدمات الصحية المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية بما في ذلك الإجهاض، وأيضا بالمثليين وازدواجي الجنس والمتحولين جنسيا. وأعرب البيان، ورغم هذه التحفظات والملاحظات، عن الترحيب برجاء باعتماد الاتفاق العالمي حول الهجرة في مراكش، وبإقرار الاتفاق العالمي حول اللجوء في نيويورك.

هذا وتحدث وكيلا قسم المهاجرين واللاجئين من جهة أخرى عن قدرة الكنيسة على عمل الكثير في مجال تنقل الأشخاص، وذلك بأسلوب متكامل على الصعيدين الروحي والمادي، في استقبال وحماية وتعزيز ودمج المهاجرين الأكثر ضعفا، كما أن الكنيسة ستواصل تطبيق هذه الأفعال الأربعة حتى في الدول التي لن تعتمد الاتفاق العالمي. وسيكون إسهام الكنيسة هذا، حسب ما ختم البيان الصادر عن قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة، من خلال اقتراح ممارسات وتطبيقات يمكنها أن تقدم المساعدة وتسد احتياجات المعوزين ممن يصلون للتو من المهاجرين، ومَن يعيشون في حالة هشاشة رغم إقامتهم منذ فترة في دولة مختلفة. وأكد البيان الذي يحمل توقيع وكيلَي القسم الأب مايكل تشيرني والأب فابيو باجو أن الهدف النهائي هو التنمية البشرة المتكاملة للجميع، المهاجرين واللاجئين، جماعاتهم الأصلية والجماعات التي تستقبلهم.

07 ديسمبر 2018, 13:52