الكاردينال بارولين يحتفل بقداس ليلة الميلاد مع بطريرك بابل للكلدلن الكاردينال ساكو في بغداد 24 كانون الأول ديسمبر 2018 الكاردينال بارولين يحتفل بقداس ليلة الميلاد مع بطريرك بابل للكلدلن الكاردينال ساكو في بغداد 24 كانون الأول ديسمبر 2018 

احتفال الكاردينال بارولين بالميلاد في العراق

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين المسيحيين في العراق الاحتفال بالميلاد المجيد ناقلا إليهم تحيات البابا فرنسيس وقربه وبركته. وتحدث إليهم عن نور الميلاد ورجائه، عن السلام والفرح اللذين يهبهما الله للجميع، ودعاهم إلى أن يكونوا دائما صانعي سلام وأخوّة ومحبة.

في إطار زيارته إلى العراق، والتي بدأت في 24 كانون الأول ديسمبر، احتفل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في كاتدرائية مار يوسف للكلدان في بغداد بالقداس الإلهي في ليلة الميلاد وذلك مع غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو. وبدأ عظته محييا الجميع وذلك أيضا باسم قداسة البابا فرنسيس، ثم توقف عند ليلة الميلاد المليئة بالنور والتي هي دائما ليلة جديدة رغم تشابهها مع ليالٍ لم يتمكن فيها شعب العهد من النوم، وهو ما حدث أيضا لعائلاتكم خلال تجربة المعاناة التي عاشتها في هذه السنوات حسب ما قال الكاردينال بارولين للحضور، إلا أن هذه الليلة تظل فريدة لأن البشارة صارت فيها واقعا. وانطلق أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بعد ذلك من القراءة الإنجيلية للتذكير بالسلام والفرح اللذين يهبهما الله كل يوم، وهذا ما يجعلنا نتطلع إلى الأمام برجاء، هذا هو ينبوع المحبة التي تجعلنا نعيش كأخوة ونقبل الجميع. وتابع الكاردينال بارولين أن السلام الذي يمنحه إيانا الله ليس كسلام العالم، وهو ما قاله المسيح لتلاميذه: "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم" (راجع يو 14، 27). فسلام الله لا يُكسب بالسلاح والانتصارات العسكرية، بل هو سلام يعكس محبة الله لنا، سلام يأخذ شكل القدرة على محبة الآخرين بصدق متجاوزين ما يطلق عليها البابا فرنسيس اسم ثقافة الإقصاء واللامبالاة، سلام يرى في الآخر أخا يجب أن نحبه ونساعده حتى وإن تصرف كعدو، سلام يمر عبر تنقية اللغة من تعابير الكراهية والعنف وعبر تصالح العقول والقلوب. توقف الكاردينال بارولين بعد ذلك عند عيش الميلاد والذي يعني استقبال سلطة الطفل يسوع، سلطة المحبة، وجعلْها تغيرنا في أعماقنا، وأن نقبل تبديل أنفسنا لعيش حياة جديدة تطبعها المحبة. تحدث من جهة أخرى عن ترسخ المسيحيين في الله واثقين فيه رغم المصاعب، بل وحتى الرفض والعنف أحيانا. ثم ختم الكاردينال بارولين عظته في ليلة الميلاد في كاتدرائية مار يوسف للكلدان ببغداد مؤكدا قرب البابا فرنسيس من المسيحيين في العراق وصلاته من أجلهم، كما شكرهم على شهادتهم التي أصبحت مثلا حيا للمسيحين في العالم باسره، ودعاهم إلى البقاء راسخين في الإيمان والمحبة، وأن يكونوا دائما بشكل أكبر بناة عالم سلام وأخوّة.

هذا وكان أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان قد شارك في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد في الاحتفال بالقداس الإلهي الذي تضمَّن طقس إشعال النار الرمزي، وتحدث إلى الجميع مؤكدا في البداية شكر الله على نعمة الاحتفال بالميلاد مع هذه الجماعة التي عاشت الألم في الماضي، ولكنها عرفت أيضا عزاء الله الذي عزز ارتباطها به. وذكّر في هذا السياق بالشهداء في هذه الكاتدرائية التي تعرضت لهجوم إرهابي عام 2010 هو علامة كراهية وعنف يواصلان طبع زمننا. إلا أن محبة الله، واصل أمين السر، تتغلغل إلى مآسي التاريخ ولا تنهزم أبدا أمام شر البشر. ثم تحدث عن الميلاد، عن الله الذي صار بشرا ودخل تاريخنا ليقود خطواتنا نحو الخلاص، وأكد الكاردينال بارولين أننا كمسيحيين وكرعاة مدعوون إلى أن نكون شهودا لتواضع مَن افتقر لأجلنا وهو الغني لنغتني بفقره (راجع 2قور 8، 9). أكد بعد ذلك للحضور أن وجودهم في هذا الاحتفال هو علامة إيمانهم ومثابرتهم، علامة المحبة التي تهزم الكراهية والشر. ذكّر من جهة أخرى بحنان الله الذي لا يغيب أبدا حتى في لحظات الظلام والمعاناة. ثم تضرع إلى الرب كي يعزينا ويملأنا فرحا وسلاما.

أما قداس الميلاد فاحتفل به أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في كاتدرائية اللاتين في بغداد، ونقل في عظته تحيات وبركة البابا فرنسيس لمسيحيي العراق وللعراق بكامله. وفي حديثه عن ميلاد يسوع ذكّر الكاردينال بارولين باعتيادنا اليوم تلقي أنباء سيئة، حيث تتزايد الصعاب والتحديات في عالم اليوم، وعاد في هذا السياق إلى ما عاشه العراق وعاشته المنطقة بكاملها في السنوات الأخيرة من عنف وإرهاب، ولهذا فنحن في حاجة إلى تلقي البشرى السارة، الكلمة الذي صار بشرا. وعلامة هذه البشرى نجدها في ذلك الطفل المقموط في مذود، علامة تتناقض مع مفهومنا البشري ومعاييرنا، فعظمة الله وقوته تظهران في ضعف طفل صغير. وتابع أمين السر أننا في هذا الطفل نتأمل رحمة الله ومحبته اللامتناهية. ودعا إلى أن نترك حنان الله الذي المخلِّص يلمسنا، وإلى أن نعيش بامتنان روح الميلاد الحقيقية أي جمال أن نكون محبوبين من الله. وتحدث الكاردينال بارولين عن جعل حضور الله يبدلنا من الأعماق كي نعيش كأبناء حقيقيين له، وكي نختبر الحياة الجديدة التي حملها إلينا، حياة المحبة والمغفرة واحترام الآخر، السلام والوفاق. تضرع أمين السر بعد ذلك كي يحفز سر الميلاد المؤمنين على أن يقدموا بسخاء إسهامهم لهذا البلد الذي يحبونه وهذا المجتمع الذي ينتمون إليه كأعضاء كاملين، وإلى العالم بأسره، وكي يواصل وجود المسيحيين في بلدهم العراق وفي منطقة الشرق الأوسط كونه حضورا للمسيح، فرسالتهم هي أن يكونوا صانعي مصالحة وسلام وشهود محبة ومغفرة، أخوّة وشركة، وحياة خدمة ومحبة كينبوع خير وبركة للجميع. وختم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان عظته في كاتدرائية اللاتين في بغداد احتفالا بقداس الميلاد داعيا المسيحين إلى مواصلة عيش انتمائهم إلى الكنيسة، وعيش رسالتهم بسخاء وثقة ورجاء. ثم أكد الأمنيات للجميع وللعراق الحبيب بعيد ميلاد سعيد، متضرعا إلى الله كي ينعم على الجميع بالفرح والسلام من أجل مستقبل أخوّة.   

27 ديسمبر 2018, 13:23