بحث

الكاردينال بارولين الكاردينال بارولين 

الكاردينال بارولين يتحدث عن أهمية النشاط الدبلوماسي

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مؤتمر عقدته في روما الجمعية الدولية المعروفة باسم "المحبة السياسية".

تخللت اللقاء مداخلة مسهبة للمسؤول الفاتيكاني استهلها متحدثا عن ضرورة تحقيق التنمية والأمن والسلام فضلا عن تنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية، تماشيا مع دعوات البابا فرنسيس في هذا الصدد. وشدد نيافته أيضا على أهمية تعزيز العلاقات والحوار بين رجال ونساء زماننا الراهن، على الرغم من تنوع الانتماءات العرقية والثقافية واللغوية والدينية. ولفت إلى أن مستقبل الشعوب يعتمد على هذا التنوع بين البشر، فضلا عن استقرار الدول، من أجل تحقيق تنمية بشرية متكاملة، تتجاوب مع تطلعات الإنسان واحتياجاته الرئيسة.

وتطرق الكاردينال بارولين أيضا إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي كأداة أساسية تعمل من خلالها الجماعة الدولية على تحقيق النمو، ولفت إلى أن الكرسي الرسولي يدعم كل النشاطات التي تصب في هذا الاتجاه، ويثني على الجهود التي تبذلها الدول والمنظمات الدولية بغية التوصل إلى هذا الهدف. ولم يُخف نيافته قلقه إزاء الأزمات التي يعيشها عالمنا المعاصر، ولا تقتصر على عدم تمويل مشاريع التنمية وحسب، إذ تتعلق أيضا بغياب القيم القادرة على تفعيل التزام حقيقي من أجل التنمية. وأشار بارولين في هذا السياق إلى الخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، الفاو، في السادس عشر من تشرين الأول أكتوبر 2017 عندما شدد على أهمية أن يشكل التضامن والمحبة وثقافة العطاء والأخوة والرحمة ركيزةً للتعاون الدولي.

تابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان مداخلته لافتا إلى حرص الدبلوماسية على العلاقات الطيبة بين الأمم، لذا إنها تسعى إلى بنائها، لكن بغية تحقيق هذا الهدف لا بد أن تغتني الدبلوماسية بقيم جديدة تتجاوب مع متطلبات الأزمنة. وأكد أن هذا النهج يميّز اليوم نشاط الكرسي الرسولي الدبلوماسي يشجعه تعليم البابا فرنسيس، لافتا أيضا إلى أن الدبلوماسية مدعوة اليوم إلى تطوير أفكار واستراتيجيات حديثة من أجل البحث عن حلول جديدة ومستدامة، وقد شدد على هذا الأمر البابا فرنسيس في الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي في الحادي عشر من كانون الثاني يناير من العام 2016.

هذا ثم أكد بارولين أنه إزاء التحديات الجديدة وضرورة اتخاذ خيارات مستدامة، لا بد أن يصبح الحدس والتمييز أداة توضع بتصرف الدبلوماسي من أجل مواجهة وتخطي الانقسامات التي تميّز حياتنا اليومية، فضلا عن الإحباط الناجم عن انتشار الفقر وانعدام النمو.

ولم تخل مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى اللقاء الذي تم بين البابا فرنسيس والشعوب الأصلية في منطقة الأمازون، عندما شدد على أهمية بذل كل الجهود الممكنة من أجل خلق فسحات مؤسساتية تضمن الاحترام والإقرار بالآخر والحوار مع الشعوب الأصلية. وموقف البابا هذا يتماشى مع الإعلان بشأن حقوق الشعوب الأصلية الصادر عن الأمم المتحدة في العام 2007.

في ختام مداخلته أمام المشاركين في مؤتمر الجمعية الدولية "المحبة السياسية" لفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى التزام الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية في إبعاد شبح الصراعات ومرافقة الشعوب في عمليات السلام والمصالحة والبحث عن حلول تفاوضية لتلك النزاعات. وذكر أيضا بكلمة البابا قبل تلاوته صلاة التبشير الملائكي في الأول من أيلول سبتمبر 2013 عندما أشار إلى أن الدبلوماسية ينبغي أن تشكل قناة للحوار والتعاون والمصالحة تحل مكان المواجهات بين الأخوة، والنظر إلى الآخر كعدو ونبذه، وتحل مكان اللجوء إلى القوة باعتبار أنها الطريق الأسرع لكنها لا تقود إلى السلام.

09 نوفمبر 2018, 13:13