بحث

الكاردينال بارولين الكاردينال بارولين 

بارولين يشدد على ضرورة تعزيز نظرة إيجابية حيال الهجرة

صدر يوم أمس الاثنين كتاب جديد قام بإعداده طلاب مدرسة سينديريزي التابعة لمركز الإيمان والثقافة في جامعة غريغوريانا الحبرية بروما تحت عنوان "الهجرات: فهم ومقترحات"، كتب مقدمته أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي حثّ الزعماء السياسيين ووسائل الإعلام على التخلي عن الثقافة السائدة، ثقافة إقصاء الآخر ونبذه، وعدم التقليل من شأن الممارسات الحسنة شأن ضيافة اللاجئين ودمجهم في المجتمع.

تضمنت مقدمة الكاردينال بارولين إشارة إلى الرسالة التي أصدرها البابا فرنسيس في الرابع عشر من حزيران يونيو من هذا العام لمناسبة المفاوضات بين الكرسي الرسولي ودولة المكسيك، عندما شدد على ضرورة الانتقال من اعتبار الآخر تهديداً لرخائنا إلى التعامل معه كشخص قادر، من خلال خبرة حياته وقيمه، على تقديم إسهام كبير لصالح غنى المجتمع الذي يستضيفه. وسطر نيافته أهمية الفرص التي تقدمها موجات الهجرة المعاصرة، وسلط الضوء على المسؤوليات الملقاة على عاتق رؤساء الدول والقيمين على وسائل الإعلام في مجتمعاتنا المعاصرة، لافتا إلى أن هؤلاء مدعوون إلى تعزيز نظرة إيجابية حيال ظاهرة الهجرة، والسعي إلى تبديد الأحكام المسبقة والمخاوف، والتخلي عن ثقافة الإقصاء والتهميش المهيمنة في عالم اليوم، وأكد بارولين أن البابا فرنسيس أطلق نداءات عدة في هذا الصدد.

وتحدث نيافته في المقدمة عن وجود ميل واضح نحو تسليط الضوء على الأنباء السيئة التي تعني المهاجرين واللاجئين، فيما يُغض الطرف عن العديد من النواحي الإيجابية للهجرة المعاصرة: كالممارسات التي تصب في صالح تعزيز الضيافة والاندماج فضلا عن العمل التطوعي الذي يأتي كترجمة واقعية وملموسة لحس التضامن والتعاضد المنتشر في المجتمع. واعتبر نيافته أنه من الأهمية بمكان أن يتم التصدي للخطاب السلبي حول المهاجرين واللاجئين.

أما المونسينيور سامويلي سانغالي، الذي أشرف على تنفيذ هذا العمل، فأكد في حديث لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أن هذا المجلد جاء ثمرة مسيرة سنوية من التمييز قامت بها مدرسة سينديريزي، يشارك فيها سنوياً أكثر من ستين طالباً يتوقفون للتفكير بأبرز التحديات الاجتماعية المطروحة اليوم في عالمنا المعاصر. وأكد أن من بين هذه التحديات تحدي الهجرة، مشددا على أهمية النظر إلى الهجرة كتحد لا كتهديد! من هذا المنطلق يسلط الكتاب الضوء على ضرورة أن نغيّر مقاربتنا حيال هذه الظاهرة كي لا تتمثل ردة الفعل الأولى إزاء هذا التحدي في بناء الجدران.

وشدد المونسينيور سانغالي في حديثه لموقعنا الإلكتروني على ضرورة الدفاع عن القيم الأساسية، وفي طليعتها قيمة الكرامة البشرية وحقوق الإنسان. وقال: إذا كانت هذه القيم تصحّ بالنسبة لنا فلماذا لا تصحّ بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الوافدين إلينا ليس بدافع الترفيه، بل لأنهم مضطهدون، وقد تعرضوا للمذلة وطُردوا من أرضهم. وختم مذكرا بأن شعار الثورة الفرنسية كان "حرية، مساواة وأخوة"، مضيفا أن مجتمعاتنا اليوم قد نسيت ربما قيمة الأخوة.     

27 نوفمبر 2018, 12:33