البابا فرنسيس يستقبل غبطة البطريرك مار كيوركيس الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية 9 تشرين الثاني نوفمبر 2018 البابا فرنسيس يستقبل غبطة البطريرك مار كيوركيس الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية 9 تشرين الثاني نوفمبر 2018  

كلمة غبطة البطريرك مار كيوركيس الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية إلى قداسة البابا فرنسيس الذي استقبله صباح اليوم

وجه غبطة البطريرك مار كيوركيس الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية كلمة تحية إلى قداسة البابا فرنسيس الذي استقبله صباح اليوم في القصر الرسولي، شدد فيها على الالتزام المشترك من أجل الأخوة والأخوات المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط، وأشار إلى الإعلان المشترك الذي وقِّع عقب اللقاء.

خلال زيارته البابا فرنسيس في القصر الرسولي صباح اليوم وجه غبطة البطريرك مار كيوركيس الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية كلمة إلى قداسة البابا أعرب في بدايتها عن الفرح وشكره الرب يسوع المسيح لتوجيهه التحية للمرة الثانية إلى كنيسة روما وأسقفها. ثم تحدث عن لقاء اليوم باعتباره علامة ملموسة للعناق الأخوي في الوحدة المسيحية بين الكنيستين، وذكّر هنا بكلمات القديس بولس في رسالته إلى اهل أفسس: "لِذلِك، فإنِّي أَنا أَيضًا.... لا أَكُفُّ عن شُكرِ اللهِ في أَمْرِكم، ذاكِرًا إِيَّاكُم في صَلَواتي لِكَي يَهَبَ لَكم إِلهُ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَبو المَجْد، رُوحَ حِكمَةٍ يَكشِفُ لَكم عَنه تَعالى لِتَعرِفوه حَقَّ المَعرِفَة".

ثم تابع غبطة البطريرك متحدثا عن كون لقاء اليوم هو أيضا لتأكيد الالتزام من أجل الحرية الدينية حول العالم باعتبارها أحد الحقوق الإنسانية الأساسية الداعمة لكرامة الشخص البشري. وأضاف أنه ومعه الأساقفة والإكليروس يريدون ومع الأب الأقدس رفع أصواتهم بشكل خاص للتعبير عن قلق مشترك وحقيقي حول أخوتنا وأخواتنا المسيحيين الذين يواصلون المعاناة من الاضطهاد بسبب إيمانهم بربنا يسوع المسيح في المنطقة التي وُلدت فيها المسيحية، والتي كانت أول منطقة تعلَن فيها رسالة الإنجيل. ثم توقف مار كيوركيس الثالث عند معاناة الجماعات المسيحة في الشرق الأوسط وتحدث عما نشهده في العراق وسوريا كشهادة حية على الإبعاد القسري والنزوح لملايين المسيحيين من منطقة الشرق الأوسط. تحدث أيضا عن التطرف الديني الذي يخيف جيلين من أطفال وصبية لم يعرفوا في حياتهم السلام والعدل، وأيضا عن معاناة البالغين والمسنين من رجال ونساء. وأكد غبطة البطريرك أن الحرب والعنف الديني في الشرق الأوسط قد سببا المعاناة لأكثر الأشخاص ضعفا في المجتمع، إلا أن الخظيئة الأكبر هي تضرر القلوب والنفوس بشكل لا يمكن إصلاحه، فقد حلت المعاناة وعدم الإحسان على الجار وعدم التسامح الديني والإقصاء محل خير النفوس وحس الضيافة والتدين المتجذر بعمق في شعوب الشرق الأوسط.             

هذا وأشار غبطة البطريرك مار كيوركيس الثالث في ختام كلمته إلى الإعلان لمشترك المزمع توقيعه عقب اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس، فتحدث عن تأكيدهما الوقوف إلى جانب الأخوة المضطهدين ليكونا صوت من لا صوت له، والعمل معا على مساعدتهم من أجل بداية حياة جديدة. تحدث غبطته أيضا عن تأكيده مع قداسة البابا فرنسيس أن الشرق الأوسط بدون مسيحيين لن يكون بعد الشرق الأوسط.

وختم غبطة البطريرك مار كيوركيس الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية كلمته إلى البابا فرنسيس خلال لقائهما صباح اليوم في القصر الرسولي موجها الشكر إلى الأب الأقدس باسم مسيحيي العراق بشكل خاص، وذلك على جهود الكرسي الرسولي من أجل زيادة وعي الجماعة الدولية بمعاناة المسيحيين الأشوريين وغيرهم من الجماعات المسيحية في العراق وسوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط. دعا بعد ذلك إلى مواصلة الصلاة والرجاء كي يصبح السلام والعدل والتناغم بين جميع الشعوب والأديان في الشرق الأوسط واقعا تختبره جماعاتنا المسيحية بشكل فعلي في حياة أطفالها والأجيال القادمة. 

09 نوفمبر 2018, 14:28