بحث

مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا 

مداخلة الكرسي الرسولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول نزع السلاح النووي

كان رفض الكرسي الرسولي القاطع والمتواصل للأسلحة النووية والتهديد باستخدامها، إلى جانب الدعوة إلى حوار عالمي للقضاء النهائي على هذه الأسلحة، محور مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك.

في إطار أعمال اللجنة الأولى، أي لجنة نزع السلاح والأمن الدولي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك، شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا بمداخلة في النقاش حول نزع السلاح النووي. وتحدث في البداية عن كون الحرب النووية كارثة لا يمكن تخيل أبعادها، مضيفا أن حتى مجرد الاستخدام المحدود للأسلحة النووية يؤدي إلى مقتل أعداد لا تُحصى من الأشخاص وإلى أضرار بيئية رهيبة ومجاعات. ذكّر المراقب الدائم بعد ذلك بتحذير الأمين العام للأمم المتحدة من خطر أن يؤدي خطأ ميكانيكي أو إلكتروني أو بشري إلى كارثة يمكنها أن تمحو مدنا بكاملها من الخارطة. وتابع رئيس الأساقفة مكررا قناعة وفد الكرسي الرسولي بأن استمرار وجود ما يزيد عن 14 ألفا من الأسلحة النووية لدى حفنة من الدول هو أحد أكبر التحديات الأخلاقية في زمننا.

هذا وتوقف رئيس الأساقفة أوزا في كلمته عند التاريخ الطويل لرفض الكرسي الرسولي لهذه الأسلحة، فعاد إلى تحذير البابا بيوس الثاني عشر عام 1943 من خطر اكتشاف الانشطار النووي وإعراب قداسته عن المخاوف أمام الاستخدام العنيف للطاقة النووية، وكان هذا سنتين ونصف قبل اختبار ترينيتي أي تجربة أول تفجير لسلاح نووي عام 1945. تتابعت بعد ذلك، حسب ما واصل رئيس الأساقفة، تحذيرات الكرسي الرسولي من الخطر المتزايد الذي تواجهه البشرية بسبب الأسلحة النووية، وكان البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون قد دعا إلى حظر هذه الأسلحة وذلك في الرسالة العامة "السلام في الأرض" والتي صدرت عام 1963 عقب أزمة صواريخ كوبا عام 1962.

عاد المراقب الدائم بعد ذلك إلى الوثيقة المجمعية الدستور الرعوي في الكنيسة في عالم اليوم "فرح ورجاء"، مذكرا بما جاء فيها: "إن السباق الى التسلح جرح بالغ الخطورة في جسم الإنسانية، ويؤذي الفقراء بصورة لا تطاق" ("فرح ورجاء"، 81). وتابع مؤكدا أن الحفاظ على الأسلحة النووية يواصل اليوم امتصاص موارد ضخمة كان يمكن استخدامها في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وخاصة القضاء على الفقر والجوع.

أما في حديثه عن حبرية البابا فرنسيس فذكَّر رئيس الأساقفة بحديث الأب الأقدس عن أن الردع النووي والتهديد بالتدمير المتبادل لا يمكن لهما أن يكونا أساس تعايش أخوي وسلمي، وأيضا بإعراب البابا فرنسيس عن المخاوف إزاء التبعات الكارثية على الصعيدين البشري والبيئي للأسلحة النووية، وتحذير قداسته أيضا من خطر وقوع حوادث أو أخطاء مدينا بالتالي التهديد باستخدام هذه الأسلحة وأيضا امتلاكها.

أعرب مراقب الكرسي الرسولي الدائم بعد ذلك عن الأسف أمام عدم احترام الدول التي تملك أسلحة نووية لما تنص عليه معاهدة الحد من انتشار هذه الأسلحة، أي الالتزام بالتفاوض القائم على النوايا الحسنة من أجل إزالة الأسلحة النووية. ثم تحدث عن معاهدة حظر الأسلحة النووية التي تبنتها الأمم المتحدة في 7 تموز يوليو 2017، والتي يعتبرها وفد الكرسي الرسولي خطوة أكبر نحو إزالة الأسلحة النووية كافة. وذكر في هذا السياق أن الكرسي الرسولي كان من بين الدول الأولى الموقِّعة على هذه المعاهدة والمصدِّقة عليها، ودعا حكومات الدول كافة إلى القيام بالخطوة ذاتها حيث تدخل هذه المعاهدة حيز التنفيذ في حال المصادقة عليها من قِبل 50 دولة.

ثم ختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلته في جلسة اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك، وموضوعها نزع الأسلحة النووية، مؤكدا أنه قد حانت ساعة العمل أمام تحذير الخبراء من مخاطر الأسلحة النووية ومع إدانة البابا فرنسيس القاطعة لامتلاك هذه الأسلحة. وأضاف أننا في حاجة إلى حوار على الصعيد العالمي يشمل الدول المالكة وغير المالكة للأسلحة النووية وأيضا منظمات المجتمع المدني، وذلك لبلوغ حظر نهائي لهذه الأسلحة لما فيه خير بيتنا المشترك حسب ما ذكر البابا فرنسيس في رسالته إلى المشاركين في مؤتمر فيينا حول تأثير الأسلحة النووية على الإنسان في 7 كانون الأول ديسمبر 2014.    

23 أكتوبر 2018, 13:50