رئيس الأساقفة غالاغر رئيس الأساقفة غالاغر 

مداخلة للكرسي الرسولي في نيويورك حول حقوق الإنسان والهجرة

ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر مداخلة يوم أمس الاثنين أمام المشاركين في أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في القصر الزجاجي بنيويورك.

استهل الدبلوماسي الفاتيكاني كلمته مبلغاً الوفود المشاركة في الجمعية العامة تحيات البابا فرنسيس وذكّر بأن الجماعة الدولية ستحتفل في العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل بالذكرى السنوية السبعين لتبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948، وشدد في هذا السياق على ضرورة إيقاظ الوعي حيال الحقوق الإنسانية بدءا من احترام كرامة الكائن البشري التي تشكل ركيزة للحريات والعدالة والسلام في العالم كله. كما أن هذا المبدأ يحرك البحث عن السلام ويدفع بالأفراد والجماعات والدول إلى احترام الوعود والمعاهدات وباقي أدوات القانون الإنساني الدولي. واعتبر سيادته أنه يتعين على العالم اليوم أن يتبنى نظرة شاملة حيال الشخص البشري، والكرامة البشرية وحقوق الإنسان، ويجدد التزامه في الدفاع عن هذه الحقوق.

وأشار غلاغر إلى تحقيق تقدم على الصعيد العالمي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان خلال العقود السبعة الماضية، لكن على الرغم من ذلك ما يزال طفل من أصل عشرة أطفال في العالم يخضع للعمل القسري، كما أنه يوجد معتقل واحد من بين ثلاثة أدخل السجن بدون محاكمة، فضلا عن وجود تسعة وعشرين بالمائة من الأطفال دون الخامسة لا يملكون شهادة ولادة، وأكثر من مائتين وخمسين مليون امرأة في العالم زُوجن دون الخامسة عشرة من العمر. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بالخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس مطلع هذا العام أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول السنة الجديدة، مؤكدا أن مفاهيم حقوق الإنسان تتعارض اليوم مع الثقافة السائدة في العديد من البلدان. وحذر أيضا من خطر بروز إيديولوجيات جديدة يمارسها الطرف الأغنى والأقوى على حساب الفقراء والضعفاء.

ولم تخل مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المهاجرون واللاجئون اليوم في العديد من مناطق العالم، وذكّر بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يشدد على حق كل شخص في الأمن الاجتماعي وفي ضمان حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل يصون كرامته ويساهم في نمو شخصيته. وأكد أن هذا الحق لا يمكن تحقيقه في غالب الأحيان في الدول التي تعاني من النزاعات المسلحة والفقر المدقع والكوارث الطبيعية ويحمل هذا الوضع ملايين الأشخاص على ترك مسقط رأسهم بحثا عن مستقبل أفضل في مكان آخر، كي يلبوا احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.

وأشار سيادته إلى التحديات الكبيرة التي تطرحها ظاهرة الهجرة اليوم، مذكرا بأن الجماعة الدولية تقوم بنقاش مفتوح وشفاف حول هذا الموضوع، قد أدى ذلك إلى صياغة اتفاق عالمي بشأن هجرة آمنة ومنظمة سيتم تبنّيه خلال شهر كانون الأول ديسمبر المقبل خلال مؤتمر دولي سيُعقد في مراكش بالمغرب. وأضاف غالاغر أن بلدانا كثيرة تعاني من الضغوط الناجمة عن استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين، ولذا ثمة حاجة إلى مزيد من التضامن الدولي وتقاسم الأعباء فضلا عن الالتزام الدولي في توفير ظروف حياة آمنة وكريمة للأشخاص كي يعيشوا بأمن واستقرار في بلدانهم. وهذا الأمر يتطلب مزيدا من الاستثمار في مجال التربية والخدمات الصحية والبنى التحتية فضلا عن توفير التدريب والتنشئة للشبان كي يتمكنوا من إيجاد مكان لهم في مجتمعاتهم. كما لا بد أن تتم معالجة الأسباب الرئيسة الكامنة وراء الهجرة والتي ترغم ملايين الأشخاص على مغادرة بلدانهم. 

02 أكتوبر 2018, 11:45