SYNOD-CUPICH SYNOD-CUPICH 

المطران فورتيه: السينودس وجه كنيسة تصغي

"إن هذا السينودس لا يتعلّق بجانب معيّن من حياة الكنيسة الراعوية وحسب بل هو سينودس قد أطلق أسلوبًا جديدًا لكنيسة تصغي" هذا ما قاله المطران برونو فورتيه رئيس أساقفة كييتي – فاستو في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز في ختام أعمال الجمعيّة العامة الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة حول موضوع "الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات"

"أرغب أولاً في تسليط الضوء على قوّة الحدث والمعنى الذي يحمله لإيماننا وللكنيسة بأسرها: هذا ما قاله المطران برونو فورتيه رئيس أساقفة كييتي – فاستو في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز في ختام أعمال الجمعيّة العامة الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة حول موضوع "الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات"، وقال لقد كان حدث نعمة حقيقيّ، حدث سينودسي كما ينبغي عليه أن يكون؛ أي حدث نسير فيه معًا مع بطرس وتحت إشراف بطرس. لقد شعرنا أنَّ البابا فرنسيس قد اجتهد لكي يتمكن الجميع من تقديم اسهاماتهم ومداخلاتهم بحريّة كبيرة بدءًا من الشباب الذين شاركوا كمستمعين والذين قدّموا اسهامًا أساسيًّا. 

تابع رئيس أساقفة كييتي – فاستو يقول لذلك يبدو لي أن هذا الحدث قد أظهر وجه كنيسة تصغي، بدءًا من الأب الأقدس الذي وضع نفسه في موقف إصغاء للجميع. لنفكّر أيضًا بهؤلاء الأساقفة الذين يمثلون جميع القارات والذين أصغوا وسمحوا للشباب أن يحفّزوهم ويحثّوهم ويقودوهم؛ ولذلك يشكّل هؤلاء الرعاة العلامة لكنيسة تصغي مع خليفة بطرس، كنيسة تعترف بعلامات الأزمنة، وبالتالي فالروح القدس أيضًا يكلّم هؤلاء الشباب الذين يشكّلون حاضر العالم ومستقبله. من ثمَّ هناك جانب آخر أثر فيَّ أيضًا بشكل خاص وهو أننا عشنا خبرة كنيسة فرح؛ وما ظهر في حوارنا مع الشباب هو أنّهم يملكون طاقة كبيرة للرجاء والفرح تتناغم بشكل عميق مع الفرح الذي يعطيه المسيح للقلب والكنيسة. وبالتالي فهذا السينودس ليس كغيره، بل هو سينودس فريد ظهر من خلاله شباب الكنيسة كعلامة رجاء للعالم. حتى الوثيقة الختاميّة بصيغتها قد سجّلت الجوانب العديدة لواقع الشباب في العالم والتحديات التي يعيشونها والنداءات التي يوجّهونها للكنيسة والالتزامات التي نحن مدعوين لعيشها كمعمّدين لكي تكون هذه الكنيسة مطيعة للعلامات التي يعطيها الروح القدس إياها.

أضاف المطران برونو فورتيه يقول ينبغي أن نسلِّط الضوء أيضًا على واقع أنَّ هذا السينودس هو الأول الذي يُعقد بحسب توجيهات الدستور الرسولي "Episcopalis communio" وبالتالي فالتوجيهات لم تكن توجيهات سينودس تجتمع فيه الكنيسة لمناسبة معيّنة وإنما لكنيسة سينودسيّة بأسرها، تسير تحت إشراف الرعاة ويحقُّ فيها للجميع أن يتكلّم وحيث يتمُّ الإصغاء للجميع معًا في تمييز الرعاة لنتمكّن من بناء المستقبل الذي يريده المسيح لكنيسته. أعتقد أنَّ السينودسيّة هي أيضًا الأسلوب الذي يستعمله البابا فرنسيس في قيادة الكنيسة، فهي لا تخفف من سلطة أسقف روما والأساقفة الذين هم في شركة معه لا بل تغني هذه الشركة بإسهامات الجميع لأنّه حيث تكون السينودسيّة تكون هناك حاجة للتمييز والقيادة وهذه هي مهمّة خليفة بطرس في الكنيسة الجامعة وكلُّ أسقف في الكنيسة المحليّة الموكلة إليه.

تابع رئيس أساقفة كييتي – فاستو يقول لقد ذكّر البابا فرنسيس في كلمته في ختام أعمال السينودس أن نتيجة السينودس لا يمكن أن نحدّها بوثيقة ختاميّة وحسب وإنما هذه الوثيقة التي أعدها السينودس ووافق عليها توكل الآن للروح القدس وآباء السينودس لكي تعمل في القلوب. لقد قال لنا الأب الأقدس أن هذه الرسالة هي موجّهة لنا أولاً وبذلك هو يؤكِّد أنّها ليست مجرّد كلمات مكتوبة بل هي كلمات حياة ينبغي أن تتَّقد في قلوبنا وينبغي أن تغيّر قلوبنا وقلب الكنيسة لكي تغيّر قلب البشريّة. فالبابا لا يكتفي بنص مكتوب لأنّه يعرف أنّه قد أصبح لدينا العديد من الوثائق المهّمة بلا شك ولكنَّ ما يهمّه أكثر هو عمليّة تفعيل ما كتب في مسيرة حياة؛ ويبدو لي أنَّ هذه هي أيضًا الوصيّة الكبرى التي يعطيها السينودس للكنيسة.

أضاف المطران برونو فورتيه يقول إن هذا السينودس لا يتعلّق بجانب معيّن من حياة الكنيسة الراعوية وحسب بل هو سينودس قد أطلق أسلوبًا جديدًا لكنيسة تصغي، كنيسة سينودسيّة تسير مع الجميع بدءًا من الشباب؛ كنيسة تعيش الشركة تحت قيادة الرعاة، بدءًا من قيادة خليفة بطرس؛ وعيش السينودسيّة بهذه الطريقة يغني الكنيسة بإسهام الجميع. وبالتالي ها قد بدأنا مسيرة ينبغي علينا أن نتابعها منفتحين على مفاجآت الله. فالبابا لا يخاف من المستقبل ولا من كنيسة تخرج وتنطلق ويريد ان يعدينا جميعًا بهذا الموقف العميق للثقة والرجاء والاتكال على الروح القدس الذي يكلّمنا من خلال الوثيقة الختاميّة ويطلب منا بالتأكيد أن نذهب أبعد من الكلمات ونعيشها ونكون شهودًا فرحين لمستقبل الكنيسة والعالم.  

30 أكتوبر 2018, 11:28