الذكرى السنوية الستون لرحيل البابا بيوس الثاني عشر الذكرى السنوية الستون لرحيل البابا بيوس الثاني عشر 

الذكرى السنوية الستون لرحيل البابا بيوس الثاني عشر

تصادف يوم غد الثلاثاء الموافق التاسع من تشرين الأول أكتوبر الذكرى السنوية الستون لرحيل البابا بيوس الثاني عشر، أوجينيو باتشيلّي، والذي وافته المنية في المقر البابوي الصيفي بكاستل غندولفو في التاسع من تشرين الأول أكتوبر من العام 1958.

للمناسبة نُظمت يوم أمس الأحد طاولة مستديرة في كنيسة القديس Tommaso da Villanova، حول موضوع "أوجينيو باتشيلي بين الحداثة والتقليد"، شارك فيها أسقف أبرشية ألبانو المطران مارشيلو سيميرارو فضلا عن مدير جريدة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية جوفاني ماريا فيان والسيد جوليو ألفانو من جامعة اللاتيران الحبرية. وقد نشرت الصحيفة الفاتيكانية مقالا سلطت فيه الضوء على شخصية هذا البابا الراحل، الذي انتُخب في الثاني من آذار مارس من العام 1939 في يوم عيد ميلاده الثالث والستين. وكان هذا الرجل مطلعاً تماما على الأوضاع الدولية، وكل المشاكل التي تعني الأمم ومستقبل البشرية. وإزاء التبدلات التي شهدها السيناريو الدولي في تلك الحقبة وخلال حبرية باتشيلي التي دامت قرابة العقدين تميز بيوس الثاني عشر بالصلاة كما كان رجلا صارما مع نفسه ومع الآخرين وركز اهتماماته على المسؤوليات والمواظبة على العمل.

وأوضح المقال أن السنوات الأخيرة من حبرية باتشيلي تزامنت مع نهاية مرحلة الاستعمار في العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية، ومن هذا المنطلق شدد هذا البابا على أهمية حقوق الشعوب في الاستقلال، وقد شكل هذا الأمر محور العديد من الرسائل الإذاعية لمناسبة عيد الميلاد. وقد أصدر رسالتين عامتين تناول فيهما تنظيم الهرمية الكنسية مع التأكيد على النشاط الإرسالي للكنيسة، بشكل يساعد الجماعات المسيحية الفتية على مواجهة التحديات والصعوبات التي تعترضها. وخلال الحرب العالمية الثانية توجه باتشيلي – من خلال خطاباته ورسائله الإذاعية – إلى جميع الأشخاص وعرض العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية في ضوء العديد من القضايا والمشاكل التي كانت قائمة في تلك الحقبة.

وقد عاش هذا البابا في مرحلة تمكنت فيها الإذاعة والسينما من بلوغ شريحة كبيرة من الناس، وبفضل هاتين الوسيلتين تمكن المؤمنون من التعرف عن كثب على البابا، وهو أمر لم يكن ممكنا في السابق. وأثناء الحرب العالمية الثانية استطاع بيوس الثاني عشر مخاطبة الناس بشكل مباشر، خلافا للبابا بندكتس الخامس عشر الذي كان يوجه رسائل خطية خلال الحرب العالمية الأولى. هذا وعُرف البابا باتشيلي بالتزامه في تعزيز الحوار بين الإيمان والعلم، وقد لعبت دورا في هذا المجال الأكاديمية البابوية للعلوم التي أسسها سلفه بيوس الحادي عشر، ولم يتوقف نشاطها خلال الحرب.   

08 أكتوبر 2018, 11:36