الكاردينال ساكو الكاردينال ساكو 

صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو تجري مقابلة مع الكاردينال ساكو

على أثر الرسالة التي بعث بها إلى أبناء الكنيسة الكلدانية ووعد فيها بالحفاظ على العهد الذي قطعه لخمس سنوات خلت لدى انتخابه بطريركاً على كنيسة بابل للكلدان، أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع الكاردينال لويس ساكو الذي اعتمر القبعة الكاردينالية من يد البابا فرنسيس في كونسيستوار الثامن والعشرين من حزيران يونيو الماضي.

تطرق نيافته في المقابلة إلى أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهها اليوم هذه الكنيسة وقال إن الوضع معقد وصعب للغاية نتيجة المشاكل الداخلية الراهنة، في طليعتها الصراع على السلطة والمال، والذهنية الطائفية السائدة في المجتمع هذا ناهيك عن تدخل الدول الأجنبية، القريب منها والبعيد. وأضاف أنه ينظر إلى تعيينه كاردينالا كرسالة لصالح ثقافة الحوار والاحترام والسلام والحياة. هذا ولفت ساكو إلى أن العراق تعلّم الدرس بعد خمس عشرة سنة من الحرب والتجربة المأساوية التي مر بها، وعلى أثر الكم الهائل من الموت والدمار مشيرا إلى أن الجميع يتحدث اليوم عن تشكيل حكومة مدنية وغير طائفية وهذا الهدف يتطلب وقتاً ليتحقق.

وفي رد على سؤال بشأن استمرار نزوح المسيحيين من الشرق الأوسط تحدث الكاردينال ساكو عن ضرورة وضع مشروع يتضمن نشاطات اجتماعية وثقافية واقتصادية وفقا للمعايير العصرية، كما لا بد من الاستجابة إلى متطلبات المرحلة الراهنة، وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نتخطى هذه المشكلة ونحافظ على حضور المسيحيين في المنطقة.

أما فيما يتعلق بالنازحين داخلياً فأشار البطريرك الكلداني إلى أهمية ضمان حياة كريمة ولائقة لهؤلاء الأشخاص لاسيما في الموصل ومنطقة سهل نينوى، لافتا إلى ضرورة العمل على إعادة بناء المنازل المهدمة وخلق فرص للعمل وضمان الحقوق الرئيسة لهؤلاء النازحين. وقال إن الكنيسة تطالب السلطات المعنية بتلبية هذه الاحتياجات لأن المكون المسيحي هو جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي.

وفي معرض حديثه عن التطورات الراهنة على الساحة السورية أكد الكاردينال ساكو أن الحلول العسكرية لن تؤدي إلى نتيجة بل على العكس إنها تساهم في تفاقم المشاكل، معتبرا أن سورية تحتاج إلى حوار مدني وشجاع، كما لا بد أن يُساعد السوريون على الجلوس حول طاولة المفاوضات ليبنوا مستقبلا أفضل لبلادهم.

ولم تخلُ كلمات نيافته من الإشارة إلى أبرز الأولويات بالنسبة للكنيسة الكلدانية اليوم وقال إن اهتمامها يتمحور حول مسائل مركزية مترابطة مع بعضها وهي التربية، الانفتاح المسيحي وخدمة المحبة. وشدد في هذا السياق على ضرورة تغيير المناهج التربوية لتكون بعيدة عن السطحية وتهتم بالإنسان العراقي، بما في ذلك المواطن المسيحي.

وفي ختام حديثه لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية تحدث بطريرك بابل للكلدان عن الاستشهاد، وقال إنه كان وما يزال حاضرا في الكنيسة الكلدانية التي ترفع يوميا الأناشيد لشهدائها. وقال إن هؤلاء يشكلون نموذجا للأمانة وتعبيراً عن المحبة اللامتناهية للرب. وتحدث عن سقوط عدد من الشهداء وسط أبناء الكنيسة خلال السنوات العشر الماضية بينهم أسقف وبعض الكهنة وعدد كبير من العلمانيين. وذكر أيضا بأن المسيحيين الاثني عشر ألفا الذين طردتهم الدولة الإسلامية من أرضهم وغادروا دون أن يأخذوا معهم شيئاً، اضطُهدوا لمجرد كونهم مسيحيين لافتا إلى أن أيا من هؤلاء لم ينكر إيمانه والتضحية التي قاموا بها وصبرهم مهدا الطريق أمام عودتهم إلى ديارهم.

26 يوليو 2018, 11:52