بحث

مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش 

ملاحظات رئيس الأساقفة يوركوفيتش حول الاتفاق العالمي للجوء

في إطار الجولة الأخيرة للقاءات التي تنظمها الأمم المتحدة لمناقشة القانون العالمي المرتقب الخاص باللاجئين أجرى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش، مداخلتين يومَي 3 و4 تموز يوليو الجاري.

أكد في بداية مداخلته الأولى على أن الاتفاق المرتقب، ورغم كونه غير إلزامي، يتضمن توجيهات يمكن اعتبارها إلزاما أخلاقيا للمجتمع الدولي. وأراد بعد ذلك تقديم بعض الملاحظات حول مسودة الاتفاق، فشدد مجددا على أهمية أن يكون الشخص البشري محور الاتفاق وأن ينطلق برنامج العمل من كرامة كل شخص وحقوقه الإنسانية الأساسية. ثم واصل معربا عن تقدير بعثة الكرسي الرسولي للإشارة في مسودة الاتفاق إلى مبادئ الإنسانية والتضامن الدولي وأيضا إلى عدم تسييس الاتفاق، ودعا إلى تطبيق هذه المبادئ في منصات العمل المقترحة. رحب من جهة أخرى بحديث المسودة عن كون حركة الهجرة ظاهرة مركبة، ما يعني أنها وإلى جانب اللاجئين قد تشمل أشخاصا آخرين، وبإشارة المسودة إلى تأثير الكوارث الطبيعية والتردي البيئي على هذه الظاهرة. هذا واقترح رئيس الأساقفة تغيير كلمة "اختلافات" المذكورة في عبارة "أخذ بعين الاعتبار الاختلافات" بكلمة "الاحتياجات المختلفة" لأنها تعكس بشكل أفضل الأبعاد المختلفة لاستضافة اللاجئين وبالتالي الجوانب الأساسية للشخص البشري إلى جانب الحاجة إلى الحماية، وتشمل من جهة أخرى احترام الجماعات المحلية. حيا المراقب الدائم بعد ذلك إشارة مسودة الاتفاق إلى دور المنظمات القائمة على مبادئ دينية وذكَّر بالحضور الفعال لهذه المنظمات في التعامل مع ظاهرة الهجرة واللجوء، وبكونها في أغلب الحالات أول مَن يقدم المساعدات والحماية خلال حالات الطوارئ.

أما في مداخلته الثانية في 4 من الشهر فشدد المراقب الدائم على ضرورة مقاربة متكاملة لقضية اللجوء مع التركيز على الشخص البشري ومركزيته، مقاربة قادرة بالفعل على تحسين ظروف حياة ملايين اللاجئين وأيضا الجماعات المضيفة. وأعرب عن ترحيب الكرسي الرسولي بتشديد مسودة الاتفاق على أهمية التربية والصحة والعمل الكريم وإشارتها أيضا إلى تطوير بدائل عن احتجاز الأشخاص والذي حسب ما أضاف رئيس الاساقفة لا يمكن أن يكون باي شكل في صالح الأطفال. شدد من جهة أخرى على ضرورة إشارة المسودة إلى عدم تسييس قطاع هام مثل قطاع الصحة أو جعله مجالا يُستغل لتحقيق مصالح خاصة. وتحدث المراقب الدائم في هذا السياق عن ضرورة عدم الإشارة في المسودة إلى مراجع، مثل بعض وثائق منظمة الصحة العالمية، لم يتم إقرارها في الأمم المتحدة ولا تقوم على القانون الدولي للجوء. وطالب بتشديد المسودة على أهمية التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني، القطاع الخاص والجمعيات المهتمة باللاجئين والسكان المحليين من أجل التوصل إلى حلول مشتركة للرد على الاحتياجات الصحية للاجئين.

هذا وختم مراقب الكرس الرسولي الدائم مداخلته مذكرا بالرجاء الذي أعرب عنه البابا فرنسيس في أن تصل الدول إلى اتفاق كي توفر، بمسؤولية وإنسانية، المساعدة والحماية لمن يُجبر على ترك بلده.        

08 يوليو 2018, 15:00