مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا 

مداخلة رئيس الأساقفة أوزا في مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب

في إطار مشاركته في المؤتمر رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب الذي نظمته الأمم المتحدة في نيويورك يومَي 28 و29 حزيران يونيو تحدث مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا، عن ضرورة لعب الأمم المتحدة دورها الرائد في مكافحة الإرهاب بشكل كامل.

أشار رئيس الأساقفة أولا إلى ما لدى المنظمة الأممية من أدوات لمساعدة الدول الأعضاء الأكثر تعرضا لهذا الخطر من مكافحته، ومن بين ما ذكر من موارد لدى الأمم المتحدة خبراء الحوكمة والتنمية والاتصالات والأمن ومكافحة الإرهاب، وأضاف أن على الأمم المتحدة توحيد مواردها المختلفة هذه عند حاجة الحكومات إلى دعم لمحاربة انتشار الإيديولوجيات الإرهابية والتطرف العنيف.

ثم تطرق المراقب الدائم إلى عمل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والذي تتمتع قيادته الاستراتيجية ووظيفته في مجال التنسيق بأهمية حيوية للدول الأعضاء. وعلى هذا المكتب حسب ما واصل رئيس الأساقفة استخدام دوره التنسيقي المركزي من أجل النظر إلى ما هو أبعد من التحليل السياسي والأمني التقليدي، وللتأسيس على خبرة الأمم المتحدة في مجالات مثل حقوق الإنسان والتنمية والتربية. فبهذا الشكل فقط يمكن للأمم المتحدة أن تساعد الدول على مواجهة نشاطات التطرف العنيف قبل أن تتطور إلى تهديدات للسلام والأمن الدوليَّين.

شدد رئيس الأساقفة من جهة أخرى على أهمية دور القانون وإعلانات حقوق الإنسان وقوانين المساعدات الدولية لتفادي استخدام الإرهابين انتهاكات حقوق الإنسان ذريعةً لأفعالهم الكريهة. ثم دعا المراقب الدائم الأمم المتحدة وكافة مكاتب ووكالات مكافحة الإرهاب على الأصعدة الدولية والإقليمية والوطنية إلى تعزيز التعاون مع المجتمع المدني وأهم المنظمات المحلية، وذلك لجعل عملها أكثر فعالية على أرض الواقع، وأشار بشكل خاص إلى أهمية هذا التعاون لتفادي تحول الأشخاص والمجموعات إلى متطرفين وإرهابيين. أراد المراقب الدائم أيضا لفت الأنظار إلى أن نجاح أو فشل استراتيجيات مكافحة الإرهاب يتوقف في الغالب على القدرات والمبادرات المحلية، ويجب بالتالي لمكافحة الإرهاب أن تُشرك السكان المحليين. وتابع أن الحكومات ومنظمات القاعدة الشعبية هي في الصفوف الأمامية للجبهة ولها دور كبير في تعبئة الشباب ضد الإرهاب، كما أن توفير فرص تربية وعمل يُبعد الشباب عن التطرف. وأشار رئيس الأساقفة إلى قدرة المجتمع المدني على تحفيز وحث الحكومات على احترام حقوق الإنسان وكسب مساندة السكان لمكافحة الإرهاب. وفي سياق الحديث عن الحقوق توقف المراقب الدائم عند حق حرية التجمع والكلمة مشددا على أهمية هذه الحقوق في ردع التطرف العنيف، وذلك لأن الحرية توجِّه إلى التعبير عن الرفض والمعارضة من خلال الديمقراطية، ما يضعف التوجه نحو العنف.

وختم المراقب الدائم مذكرا بعمل الكرسي الرسولي مع قادة الديانات الأخرى والجماعات الدينية على تفادي التحريض على التطرف والعنف، وبتعزيزه حوارا صادقا بين الأديان وبين الثقافات وتعاونا مثمرا. أكد أيضا كون الإرهاب خطرا يهددنا جميعا، ويحب علينا محاربته مهما اختلفت الراية التي يرفعها أو الوسائل التي يستخدمها.  

01 يوليو 2018, 10:08