البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر نُظم في المئوية الأولى لانعقاد أول مؤتمر جامع للأديان
استهل البابا خطابه مرحباً بالحاضرين الذين ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة، وقد قدموا من كيرالا ومناطق أخرى من العالم ليحتفلوا بمرور مائة عام على أول مؤتمر جامع للأديان نظمه القائد الروحي والمصلح الاجتماعي الغورو نارايانا. ولفت فرنسيس إلى أن المؤتمر الدولي المنعقد اليوم نُظم بالتعاون مع الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان من أجل إحياء ذكرى هذا الحدث البالغ الأهمية في تاريخ الحوار بين الأديان في الهند وفي القارة الآسيوية عموما. وأشار إلى أن الموضوع الذي تم اختياره لهذا المؤتمر، ألا وهو "الأديان معاً من أجل إنسانية أفضل" هو آني وهام بالنسبة لزماننا الحاضر. بعدها توقف البابا عند الصفات التي ميّزت الغورو نارايانا الذي كرس حياته لتعزيز التحرر الاجتماعي والديني، مطلقاً رسالة مفادها أن جميع البشر، وبغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية، أعضاء في عائلة بشرية واحدة. وقدد شدد أيضا على ضرورة عدم وجود تمييز بين الأشخاص ومما لا شك فيه أن رسالته هذه تتلاءم جداً مع عالمنا اليوم، حيث نشهد تنامياً مقلقاً في انعدام التسامح والحقد بين الشعوب والأمم. وذكّر البابا بأن واقع التمييز والإقصاء، والتوترات والعنف المرتكز إلى العرق واللون واللغة والدين، ما يزال وللأسف الخبرة اليومية التي يعيشها العديد من الأشخاص والجماعات، لاسيما الفقراء والضعفاء ومن لا صوت لهم. لم تخل كلمة البابا فرنسيس من الإشارة إلى الوثيقة حول الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك، التي وقعها مع إمام الأزهر، لافتا إلى أنها أكدت على أن الله خلق جميع البشر متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم ليعيشوا كأخوة فيما بينهم. وأكد الحبر الأعظم في هذا السياق أن جميع الديانات تعلم حقيقة أساسية ألا وهي أننا مدعوون، لكوننا أبناءً لله الواحد، إلى أن نحب ونكرم بعضنا بعضاً وأن نحترم الاختلافات والتنوع بروح من الأخوة والاشتمال، وأن نعتني ببعضنا البعض وبالأرض التي هي بيتنا المشترك. واعتبر البابا أن عدم احترام تلك التعاليم النبيلة للديانات هو من بين الأسباب الكامنة وراء الأوضاع المؤلمة التي يشهدها العالم اليوم. وقال إن رجال ونساء زماننا يمكنهم أن يعيدوا اكتشاف قيم التعاليم الدينية إذا ما التزموا جميعا في عيشها وفي تنمية علاقات من الأخوة والصداقة مع الجميع، بهدف تعزيز الوحدة في التنوع، وضمان التعايش المتناغم بين الاختلافات، والعمل من أجل السلام على الرغم من الصعوبات والتحديات التي نواجهها. هذا ثم ذكّر البابا ضيوفه بضرورة التعاون مع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة من أجل تعزيز ثقافة الاحترام والكرامة والرأفة والمصالحة والتضامن الأخوي. وأكد أنه بهذه الطريقة يمكننا أن نساهم في التغلب على ثقافة الفردانية والإقصاء واللامبالاة والعنف، الآخذة بالانتشار. وأكد فرنسيس أنه من خلال الاستقاء من الحقائق الروحية والقيم المشتركة نستطيع أن نسير ونعمل معاً من أجل بناء إنسانية أفضل، مع البقاء متجذرين في معتقداتنا وقناعتنا الدينية. في ختام كلمته شكر البابا فرنسيس ضيوفه على حضورهم وعلى التزامهم لصالح الحوار وعلى سعيهم إلى إرساء أسس التفاهم بين أتباع مختلف الديانات. وأكد أنه يصلي من أجلهم وسألهم أن يتذكروه في صلواتهم. |