بحث

1681547941263.JPG

البابا فرنسيس يتحدث عن جمال حمل يسوع إلى الآخرين وشكر الله على اختيارنا لهذه الرسالة

العمل معا كي نكون شهودا لرحمة الله ومحبته وحمل يسوع إلى الآخرين. هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله وفد مؤسسة "أم الرجاء" من Talavera de la Reina من محافظة توليدو الإسبانية.

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت وفد مؤسسة "أم الرجاء" من Talavera de la Reina من محافظة توليدو الإسبانية. ورحب الأب الأقدس في بداية كلمته بالجميع معربا عن سعادته لتمكُّنه من أن يتقاسم معهم الاحتفال بقيامة الرب والتي نواصل الاحتفال بها عشية الاحتفال الأحد القادم بأحد الرحمة، قال قداسته. وتابع مشيرا إلى احتفال ضيوفه أيضا بمرور خمسين عاما على تجمعهم في هذه المؤسسة حيث يعملون ويكبرون معا، ووصف هذا بالشيء الجميل.

وواصل البابا فرنسيس حديثه قائلا لأعضاء وفد المؤسسة إن مسيرة الحياة تشبه رتبة درب الصليب التي ينظمونها كل عام لمرافقة يسوع الناصري، فهناك الكثير مما يجب إعداده والقيام به، الإصغاء والتعلم والتجريب أي المساعدة المتبادلة، مع التحلي بالتواضع لإدراك أن ليس بإمكاننا عمل هذا بمفردنا. نطلب من الرب بعد ذلك شجاعة الخروج إلى الطرقات، تابع البابا، حاملين صورته كي يتمكن الجميع من التأمل فيها، وهكذا تحملون يسوع إلى القريبين، قال الأب الأقدس، بأفعالكم وصلاتكم وإنشادكم. وتحدث البابا بالتالي عن جمال أن نكون رغم صغرنا شهودا ليسوع ورسلا لرحمته ومحبته

وواصل قداسة البابا تشبيه الحياة برتبة درب الصليب فقال إن في الحياة أيضا لنا جميعا مهمة وواجب، وأضاف أن يسوع ينظر إلينا ويفرح لجهودنا وللمحبة التي لدينا القدرة على نقلها. أشار البابا بعد ذلك إلى كون بعض أعضاء المؤسسة فنانين يصنعون أعمالا فنية حقيقية ويبيعونها، وأشار إلى أهمية القدرة على الكسب من اجل عيش الحياة وإلى أن كل مَن يعمل يستحق أجرا، إلا أن منفعة هذا العمل هي أكبر بالنسبة لمن يتلقون هذه الأعمال الصغيرة كهدية أيضا في بعض الأحيان ويرون ما وضعتم فيها من محبة. وأضاف الأب الأقدس: كم هو هام أن نكون قادرين على أن نرى في عمل كل شخص الرغبة في التعلم وصبر مَن علم هؤلاء الأشخاص وعمل الفريق القادر على جعل القدرات المختلفة لكل فرد تتحد في نتيجة نهائية هي للجميع. ويبدو من غير القابل للتصديق أن كل هذه المحبة توجد في شيء بمثل هذا الصغر.

تابع الأب الأقدس حديثه إلى أعضاء المؤسسة عائدا إلى رتبة درب الصليب التي ينظمونها سنويا فقال إنه قد رأى في إحدى الصور كيف يحملون يسوع سجينا ومقيد اليدين. وأضاف أن تقديم يسوع في هذه الصورة يسعى إلى أن ندرك أن هناك الكثير من الأخوة والأخوات القريبين منا الذين لا يشعرون بأنفسهم قادرين على أن يفعلوا ما يفعل الآخرون ويشعرون وكأنهم مقيدو الأيادي. ولكن ليس هذا صحيحا، قال الأب الأقدس، فمعا متحدين مع يسوع يمكننا أن نفعل الكثير من الأشياء الحسنة. وشبَّه البابا فرنسيس ضيوفه من وجهة النظر هذه بيدَي يسوع حين يعملون معا، وتابع أنهم أيضا قَدما يسوع وصوته وقلبه حين يخرجون وينطلقون كي يتقاسموا مع الآخرين فرح لقاء يسوع، وذلك بشكر الله على آبائكم وأخوتكم ومعلميكم وكهنتكم وجميع مَن يحبونكم، قال البابا.

وعاد الأب الأقدس إلى صورة يسوع التي تحدث عنها والتي نجد قيها الصليب ملوَّنا، فقال إن هذا يدعونا إلى الحلم بالقيامة، فقد جاء يسوع إلى العالم كي يعلِّمنا السير نحو السماء وكي يفتح لنا أبوابها، وهذا هو الفرح الكبير الذي نحتفل من خلاله بالقيامة: ما لدينا من حرية لعمل الخير وللسير نحو هذا الهدف، قال البابا. وتابع قداسته إن صليبنا، أي جهودنا وصبرنا ومشقتنا، يسفر عن عمل فني جميل مفعم بالألوان وبالرجاء يمنحنا القوة، حين يتقد في قلوبنا، ويحفزنا على السير قدما.

وفي ختام كلمته إلى أعضاء وفد مؤسسة أم الرجاء من Talavera de la Reina من محافظة توليدو الإسبانية، الذين استقبلهم اليوم السبت، شدد البابا فرنسيس على أهمية مواصلة العمل معا وشُكر الرب ممتلئين بالفرح لاختيار يسوع لنا للقيام بهذه الرسالة.

15 أبريل 2023, 12:05