البابا يستقبل أعضاء الجمعية الدينية للمعاهد الاجتماعية – الصحية
استهل البابا كلمته معربا عن سروره للقاء أعضاء الجمعية الملتزمين في إدارة المنشآت الصحية ذات الإلهام المسيحي، حيث ينال المرضى التعزية والرجاء. وعبر عن امتنانه للالتزام الذي يقوم به ضيوفه في العديد من المنشآت الصحية في إيطاليا حاثا إياهم على المثابرة في عملهم سائرين على خطى المؤسسين الذين كرسوا حياتهم لهذه الرسالة. بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن الكنيسة أوكلت اهتماما خاصا بشرائح المجتمع الفقيرة والمتروكة، من خلال الرعاية الصحية، ولم يخل تاريخها من العديد من الشهود الذين خدموا المسيح المريض والمتألم وصولا إلى التضحية بالذات. ولفت فرنسيس إلى ثقافة الإقصاء التي تظهر نتائجها المؤلمة في القطاع الصحي بنوع خاص، وذلك عندما لا يوضع المريض في المحور ولا تُؤخذ كرامته في عين الاعتبار. هذا ثم تساءل البابا ما هو واجب المؤسسات الصحية ذات الإلهام المسيحي ضمن السياق الإيطالي حيث توجد رعاية صحية موجهة للجميع، ولفت إلى الكاريزما المؤسسة للصحة الكاثوليكية، المدعوة إلى الاهتمام بنوع خاص بالفقراء، مؤكدا أن الكنيسة مدعوة في المقام الأول إلى تلبية الاحتياجات الصحية للفقراء والمهمشين ومن لا تلبى احتياجاتهم لأسباب اقتصادية أو ثقافية. تابع البابا فرنسيس كلمته متحدثا عما سماه بـ "فقر الصحة" الآخذ بالتنامي في إيطاليا، لاسيما في الأقاليم التي تعاني من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، مشيرا إلى عدم قدرة العديد من الأشخاص على دفع رسوم الطبابة فضلا عن لوائح الانتظار الطويلة. وقال إن كل هذه المشاكل تعرض للخطر كرامة الأشخاص، لاسيما المسنين. وشدد فرنسيس على أن لكل شخص الحق في الحصول على الدواء. بعدها ذكّر البابا بأن المؤسسات الصحية المسيحية مدعوة إلى الدفاع عن حق الجميع في الطبابة، لاسيما شرائح المجتمع الأشد فقرا، وهذا الأمر يتطلب أن تتكيّف الخدمات الموجودة مع الواقع الراهن. وقال إن كل شخص مريض هو شخص هشّ، فقير، يحتاج إلى المساعدة، ودعا ضيوفه إلى التفكير بالعديد من مؤسسي الجمعيات الرهبانية متسائلا ماذا كان هؤلاء ليفعلوا في السياق الراهن. مضى الحبر الأعظم إلى القول إن المستشفيات الدينية لديها رسالةٌ ألا وهي الاهتمام بالمهمشين، وهذه كانت نبوة العديد من المؤسسات الصحية ذات الإلهام المسيحي، بدءا من نشأة المستشفيات نفسها، وأمل أن يشهد ضيوفه لهذا الواقع اليوم، وأن تكون هذه الشهادة مرفقة بالكفاءة القادرة على التوفيق بين البحث والابتكار والاهتمام بالآخِرين والرؤيا الاشتمالية. وذكر البابا ضيوفه بأنه يمكننا اليوم أن نواجه هذا الواقع المعقد إذا ما أقامت المؤسسات الصحية ذات الإلهام الديني شبكة بعيدا عن روح التنافس، وقامت بتوحيد الكفاءات والموارد. وتوجه إلى الحاضرين داعيا إياهم إلى عدم الخوف من سلوك دروب جديدة، من أجل الحفاظ على وجود المستشفيات المهددة بالإقفال لأسباب اقتصادية. هذا ثم شجع فرنسيس ضيوفه على مرافقة الأشخاص من خلال رعاية متكاملة، لا تهمش البعد الروحي والديني لدى المرضى وعائلاتهم والعاملين الصحيين، ما يتطلب إيلاء اهتمام كامل بالشخص كي لا يشعر أي شخص أنه وحيد في مرضه، إذ لا بد أن يرافَق في السير برجاء على الدرب المسيحية للمرض، التي قد تكون أحياناً طويلة وشاقة. في ختام كلمته إلى أعضاء الجمعية الدينية للمعاهد الاجتماعية – الصحية دعا البابا ضيوفه إلى الحفاظ على كاريزما المؤسسين وعلى الاقتداء بهم، لا من أجل الدفاع عن الماضي وحسب بل بغية بناء حاضر ومستقبل يُعلن فيه قربُ الله من المرضى، خصوصا ممن يهمشهم منطق الربح. ثم سأل الله أن يبارك نشاط الجميع وطلب منهم أن يصلوا من أجله. |