بحث

البابا فرنسيس: إن إعلان الإنجيل يعني أن نشهد بحياتنا أن هناك إله رحمة ينتظرنا ويسبقنا ويحبنا البابا فرنسيس: إن إعلان الإنجيل يعني أن نشهد بحياتنا أن هناك إله رحمة ينتظرنا ويسبقنا ويحبنا 

البابا فرنسيس: إن إعلان الإنجيل يعني أن نشهد بحياتنا أن هناك إله رحمة ينتظرنا ويسبقنا ويحبنا

"على صورته: لا تسمحوا لهذه الكلمات، بدافع العادة، أن تصبح "كلمات في مهب الريح"، أو أن تُختَزَل إلى كتابة على الشاشة. حافظوا على دهشة هذه الكلمة، لكي تتمكّنوا من أن تنقلوها" هذا ما قاله البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء فريق تحرير الب التلفزيوني "A Sua Immagine"

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء فريق تحرير البرنامج التلفزيوني "A Sua Immagine"، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال كما تعلمون، غالبًا ما أتابع، على الأقل جزئيًا، برنامجكم، الذي ولد من التعاون بين الـ RAI ومجلس أساقفة إيطاليا. في الواقع، يتزامن جدول يوم الأحد، في الجزء الأخير، مع تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس. لذا، قبل أن أُطلَّ من النافذة، أحب أن أتابع برنامجكم لبضع دقائق، وأحيانًا أذكر بعض المحتوى الذي يكون قد أثّر فيي بشكل خاص.

تابع البابا فرنسيس يقول أود أن أهنئ من اختار لست وعشرين سنة خلت اسم البرنامج: "A Sua Immagine" أي "على صورته". تشير هذه الكلمات إلى بداية الكتاب المقدس، إلى سفر التكوين، حيث يقول الله في ذروة الخليقة: "لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا". نحن قد خلقنا "على صورة" الله! لا يجب أن نتعود على هذا التعبير، ولا يجب أن يتوقف أبدًا عن إدهاشنا: في كل إنسان أشعل الله، بطريقة فريدة، شرارة من نوره. "على صورته": لا تسمحوا لهذه الكلمات، بدافع العادة، أن تصبح "كلمات في مهب الريح"، أو أن تُختَزَل إلى كتابة على الشاشة. حافظوا على دهشة هذه الكلمة، لكي تتمكّنوا من أن تنقلوها. هذا أمر مهم. يشهد تغيير العصر الذي نعيشه في الواقع على فقدان الكثير من الأشخاص للوعي بأنهم أبناء الله الذين خُلقوا "على صورته". وبالتالي هناك حاجة إلى إعادة إحيائه. لأننا في هذه "الصورة"، نجد أصل وأساس الكرامة الإنسانية غير القابلة للانتقاص؛ أصل وأساس كوننا جميعًا إخوة، لأننا أبناء للآب الواحد، الذي يحبنا وخلقنا "على صورته".

أضاف الأب الأقدس يقول تماشياً مع هذه الرؤية، يقدم برنامجكم وجوه وقصص رجال ونساء عصرنا. وهو يقوم بذلك، بشكل خاص، من خلال إعطاء صوت للأشخاص الأشدَّ ضعفًا وللذين يتألَّمون؛ ويقوم بذلك من خلال رواية خبرة الذين يعيشون الإنجيل في الضواحي الجغرافية والوجودية في إيطاليا والعالم؛ ويقوم بذلك عن طريق فتح "نوافذ" على المواقف والأماكن التي غالبًا ما تفلت من رادار الرأي العام. من خلال الضيوف ومقاطع الفيديو، تقدّمون، أحدًا بعد أحد، بلطافة وبدون صراخ، شهادة للعديد من خبرات الحياة والخدمة. وتذكروننا أن هناك شبابًا قادرين على الإلتزام وعلى بذل ذواتهم في سبيل الآخرين، كما تظهرون أيضًا مأساة البشريّة وإنما من خلال قصص تسمح لنا بالحفاظ على الرجاء حيًا، لأنها تسمح لنا بأن نرى جمال الإنجيل المعاش.

تابع الحبر الأعظم يقول أشجعكم على الاستمرار على هذا الدرب. هناك حاجة إلى "عولمة" التضامن لا اللامبالاة. إن إعلان الإنجيل يعني أن نشهد بحياتنا أن هناك إله رحمة ينتظرنا ويسبقنا ويريدنا ويحبنا. وأنتم بعملكم المحدد، يمكنكم أن تساهموا كثيرًا بهذا المعنى. وفي هذا الصدد، أشكركم أنتم والـ RAI  لأنكم تساعدون في إعطاء صدى للنداءات التي أوجهها، بعد صلاة التبشير الملائكي أو بعد صلاة إفرحي يا ملكة السماء، من أجل الإخوة والأخوات الذي يعيشون في ظروف صعبة، فتساعدون هكذا المشاهدين لكي لا ينسوهم ولكي يكونوا قريبين منهم في الصلاة، والمساعدة الملموسة والالتزام اليومي.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأصدقاء الأعزاء، أشكركم على عملكم وعلى الطريقة التي تقومون به بها. أرافقكم ببركتي، وأبارككم جميعًا مع أحبائكم. وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي.

04 مارس 2023, 13:21