بحث

2023.03.11 Partecipanti all'Incontro promosso dalla Strategic Alliance of Catholic Research Universities e dalla Fondazione Centesimus Annus Pro Pontefice

البابا فرنسيس يتأمل في إسهام النساء ويشدد على أهمية الدمج والاحترام ومواجهة التحديات الجديدة

النساء وتميزهن وإسهامهن في العناية وفي الخير العام، هذا ما تطرق إله البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله أعضاء مؤسسة السنة المائة والاتحاد الاستراتيجي لجامعات البحث الكاثوليكية

استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت أعضاء مؤسسة السنة المائة و Strategic Alliance of Catholic Research Universities، الاتحاد الاستراتيجي لجامعات البحث الكاثوليكية. وعقب توجيه التحية للجميع تحدث الأب الأقدس عن أن هذا اللقاء يأتي لمناسبة تقديم كتاب بعنوان "قيادة نسائية أكبر من أجل عالم أفضل" للسيدة أنا ماريا تارانتولا رئيسة مؤسسة السنة المائة، ويتمحور الكتاب حول العناية كمحرك لبيتنا المشترك. وقال البابا لضيوفه إن الكتاب يتطرق إلى موضوع يهمه كثيرا ألا وهو العناية وأهميتها، وأضاف أن هذا كان من بين الرسائل الأولى التي أراد توجيهها إلى الكنيسة منذ بداية حبريته مذكرا بنموذج القديس يوسف كحارس حنون لمخلصنا يسوع المسيح.

وواصل البابا فرنسيس أنه يريد، وقبل أن يتوقف عند بعض جوانب هذا الكتاب، أن يشدد على عنصر هام، ألا وهو كون الكتاب ثمرة إسهامات عديدة تم جمعها وإعدادها بفضل تعاون غير مسبوق بين بعض الجامعات الكاثوليكية في مناطق مختلفة من العالم ومؤسسة فاتيكانية علمانية بالكامل، أي مؤسسة السنة المائة. وتحدث الأب الأقدس عن شكل جديد وهام من التعاون ينطلق ما يميزه من محتوى غني مما تم الإسهام به من خبرات وكفاءات ومقاربات مختلفة ومتكاملة فيما بينها، وذلك في مثال على تعدد المواضيع والثقافات وتقاسم حساسيات مختلفة، وأضاف قداسته أن هذه قيم هامة لا فقط بالنسبة لكتاب بل ومن أجل عالم أفضل.

ثم توقف البابا فرنسيس عند ثلاثة جوانب من العناية محور الكتاب، وهي إسهام النساء من أجل دمج أفضل واحترام أفضل للآخر ولمواجهة التحديات الجديدة بشكل جديد. تحدث قداسته بالتالي عن الدمج الأفضل أولا، فأشار إلى أن الكتاب يتطرق إلى مشكلة التمييز الذي غالبا ما يتعرضن إليه النساء وغيرهن من فئات ضعيفة في المجتمع. وذكَّر البابا هنا بتشديده مرات كثيرة وبقوة على أن الاختلاف لا يجوز أبدا أن يقود إلى لامساواة بل يجب أن يسفر عن قبول متبادل قوامه الامتنان. وتابع أن المعرفة الحقيقية يتم تعلمها وعيشها بالسير معا، فهكذا فقط تصبح خبرة مولدة للسلام، وقال في هذا السياق لضيوفه إن ما قاموا به من بحث هو بالتالي دعوة إلى عدم تمييز أحد وإلى دمج الجميع، وخاصة مَن هم أكثر هشاشة على الأصعدة الاقتصادية والثقافية، العرقية والدينية والجنسية.

وفي حديثه عن الجانب الثاني، أي احترام أفضل للآخر، شدد البابا فرنسيس على ضرورة احترام كل شخص في كرامته وحقوقه الأساسية مثل التعليم والعمل وحرية التعبير. وتابع أن هذا ينطبق بشكل خاص على النساء اللواتي يسهل تعرضهن للعنف والقمع، وأضاف أنه لا يمكننا الصمت أمام آفة زمننا هذه، لا يمكننا أن نترك بلا صوت النساء ضحايا الاعتداءات والاستغلال والتهميش والضغط، قال البابا، ولنكن صوت ألمهن ولنُدِن بحزم ما يتعرضن له من ظلم، وذلك غالبا في ظروف تحرمهن من أية إمكانية للدفاع أو النهوض مجددا. ودعا الأب الأقدس من جهة أخرى إلى توفير فسحة لأعمال النساء بما يميزهن من حساسية طبيعية وقوية إزاء حماية الحياة في أية ظروف ومراحل.

ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الجانب الثالث الذي يريد تسليط الضوء عليه ألا وهو مواجهة التحديات الجديدة بشكل جديد. وتوقف في هذا السياق عند الإسهام الخاص للنساء والذي لا يمكن إنكاره في الخير العام، وأشار إلى أننا نجد هذا الإسهام في الكتاب المقدس حيث النساء هن غالبا من يحدد تغيرات هامة في لحظات حاسمة في تاريخ الخلاص. ودعا قداسته هنا إلى التفكير في سارة ورفقة ويهوديت، سوسنة وراعوت، وصولا إلى مريم والنساء اللواتي تبعن يسوع حتى أقدام الصليب بينما كان يوحنا فقط هو مَن بقي من الرجال. أشار الأب الأقدس أيضا إلى بعض النساء في تاريخ الكنيسة مثل كاترين السيانية، جوزفين بخيتة، إديت شتاين والأم تيريزا وغيرهن كثيرات. وتوقف البابا عند ما يميز هذه الشخصيات من عزم وشجاعة وأمانة وقدرة على تحمل الألم ونقل الفرح، الصدق، التواضع والإصرار. وتابع الأب الأقدس أن تاريخنا يمتلئ بنساء بهذه الصفات ما بين معروفات وغير معروفات، ولكن لا بالنسبة لله، واللواتي يسرن إلى الأمام بالعائلة والمجتمع والكنيسة. وأراد قداسته تسليط الضوء على أن هذا ما نلمسه هنا أيضا في الفاتيكان، قال البابا، حيث النساء يعملن بجهد كبير وهن كثيرات وفي مواقع مسؤولية كبيرة أيضا.

وعقب التأمل في هذه النقاط الثلاث تطرق البابا فرنسيس إلى عيشنا اليوم مرحلة تغير حقبة تتطلب إجابات ملائمة ومقنعة، وأراد في هذا السياق الإشارة إلى أحد إسهامات النساء في مسيرات التغير هذه. تحدث قداسته عن تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي وما يطرح هذا من مواضيع حساسة، وقال إن النساء في هذا المجال، الذي لا يزال مجهولا بشكل كبير، لديهن الكثير مما يمكن قوله، وذلك لقدرتهن على الجمع بين ثلاث لغات، لغات العقل والقلب والأيادي. وقال قداسته إن هذه قدرة تميز الكائن البشري تجسدها المرأة بشكل رائع ولا يمكن لأية آلة أن تفعل هذا، فالآلة لا تشعر بنبض قلب ابن تحمله في أحشائها، لا تَسقط متعبة وسعيدة بجوار سرير طفل صغير، ولا تبكي ألما وفرحا مشارِكةً مَن تحبهم آلامهم وأفراحهم. هذا ما تفعله المرأة بشكل طبيعي ومتفرد، قال البابا، وذلك بفضل قدرتها على الرعاية. وتابع قداسته مذكرا بما كتب آباء المجمع الفاتيكاني الثاني حول قدرة النساء على الإسهام في فترات التغيرات الكبيرة للعمل على تفادي التردي.

وفي ختام كلمته إلى أعضاء مؤسسة السنة المائة و Strategic Alliance of Catholic Research Universities، الاتحاد الاستراتيجي لجامعات البحث الكاثوليكية أراد البابا فرنسيس التذكير بما كتب البابا القديس يوحنا بولس الثاني في الرسالة الرسولية كرامة المرأة حيث وجه الشكر باسم الكنيسة للنساء جميعا، للأمهات والأخوات، الزوجات والمكرسات والعاملات. وختم البابا فرنسيس شاكرا الجميع مهنئا إياهم على ما قاموا به من بحث، ثم بارك الحضور وسألهم أن يُصلوا من أجله.  

11 مارس 2023, 13:32