الشبكة الإعلامية الأرجنتينية Infobae تجري مقابلة مع البابا فرنسيس

أجرت الشبكة الإعلامية الأرجنتينية على إنترنت Infobae مقابلة مع البابا فرنسيس بدأت بالحديث عن انتخابه حبرا أعظم عشر سنوات مضت، وسئل الأب الأقدس عن أول ما يتذكر من يوم انتخابه، وقال في إجابته إنه تنبه في ظهر ذلك اليوم إلى توجيه البعض أسئلة له مثل هل صحيح أنه قد تم استئصال إحدى رئتيك، وأجاب على هذا السؤال بأنه قد تم استئصال جزء من رئته اليمني، أو سؤال بعض الكرادلة من وسط أوروبا: حدثنا عن أمريكا اللاتينية، ووصف البابا هذه الاسئلة باختبارات له. ومن بين ما تذكر البابا فرنسيس حديثه المطول مع الكاردينال رافازي قبل دخول كابلة السيستين ذلك اليوم، وإطالة قداسته في الحديث إلى الكاردينال عن أنه يدرس كتبه لطلابه، وقال البابا إن هذا كان تصرفا من العقل الباطن وكأنه يريد تأجيل دخول القاعة لأطول وقت ممكن إلى أن طُلب منهما الدخول قبل إغلاق الباب.

سأل مؤسس الشبكة الإعلامية بعد ذلك البابا فرنسيس إن كان يشعر بسعادة أكبر مما قبل حيث هذا ما يقول كثيرون ممن يعرفون الكاردينال برغوليو منذ سنوات، وأجاب البابا إنه كان يشعر دائما بالرضا عن خدمته مضيفا أنه كان عليه في بعض الأحيان حل مشاكل شائكة أو المساعدة على حلها وأنه لم يفقد أبدا السلام الداخلي، وتابع أن هذا الانطباع بسعادة أكبر قد يكون سببه أن الناس يرونه اليوم أكثر مما سبق بينما لا يعتقد هو أنه قد طرأ عليه تغيير.

تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى ما ذكر البابا فرنسيس حول المثليين والتعامل معهم خلال عودته من البرازيل سنة ٢٠١٣ حين قال إن كان هناك شخص له ميول مثلية يتميز بالأمانة ويبحث عن الله فمن أكون أنا لأحكم عليه. وأضاف البابا هنا إنه قد تحدث عن المثليين ثلاث مرات، الأولى هي تلك التي تمت الإشارة إليها، ثم خلال عودته من ايرلندا حين دعا آباء وأمهات المثليين إلى أن يرافقوهم، ثم جاء الحديث عن هذا الأمر للمرة الثالثة خلال مقابلة أجرتها مع قداسته وكالة اسوشيتيد بريس حيث تم التطرق إلى خطورة تجريم المثلية الجنسية وهو ما يحدث بشكل أو بآخر في حوالي ٣٠ بلدا وصولا إلى عقوبة الإعدام في بعض الحالات. وتابع البابا بعد هذا التذكير بأن الإجابة الكبيرة قد أعطاها يسوع: الجميع، وأضاف قداسته أن الكنيسة هي للجميع، وليحل كل شخص مواقفه أمام الرب بما لديه من قوة، وذكَّر الأب الأقدس بأننا جميعا خطأة.

سؤال آخر أجاب عليه البابا فرنسيس كان حول بطلان الزواج والزواج مجددا، وعاد الأب الأقدس هنا إلى حديث البابا بندكتس السادس عشر عن غياب الإيمان كسبب لفشل الزواج وعن غياب الوعي بأن الزواج هو دائم، وهو ما يقوله الشباب والشابات لحظة الزواج. كما وتحدث البابا فرنسيس عن أهمية مرافقة الأساقفة للأزواج حين يواجهون مشاكل. وتطرق الحديث من جهة أخرى إلى بتولية الكهنة، وقال قداسته إن هناك كهنة متزوجين في كنائس الطقس الشرقي الكاثوليكي وهناك أحدهم في الكوريا الرومانية، وأضاف أن البتولية في الكنيسة الغربية وعلى عكس السيامة الكهنوتية ليست دائمة فهي قضية نظامية. وُجه السؤال بالتالي للبابا إن كان هذا يعني أنه يمكن إعادة النظر في هذا الامر أجاب قداسته بالإيجاب.

سأل مؤسس الشبكة الإعلامية الأب الأقدس عما وصفها بمقاومةٍ لمَسها في بداية حبرية البابا فرنسيس لبعض التغيرات التي يدعو قداسته إليها. وقال البابا في هذا السياق إن المقاومة هي شكل من الدفاع أمام المستجدات ووصفها بأمر طبيعي، كما وأضاف أنه يرحب بالانتقادات التي تُوجّه إليه بشكل مباشر.

انتقل الحديث بعد ذلك إلى المواضيع السياسة العالمية وسئل الأب الأقدس حول الحرب في أوكرانيا وإن كان يتحدث مع الرئيس الروسي بوتين، وأجاب البابا إنه لا يتحدث مع بوتين في هذه الفترة، وذكَّر بتحدثه إلى السفير الروسي وبإجابة وزير الخارجية الروسي لافروف على طلب قداسته التوجه لزيارة الرئيس الروسي والتحدث إليه، وكانت إجابة وزير الخارجية بالإيجاب ولكن من المفضل أن تكون الزيارة في وقت لاحق. وعن احتمال التوصل إلى حل على المدى القصير قال البابا إن الجميع يعملون لبلوغ هذا الهدف، وأشار إلى معرفته بتحرك حكومات مختلفة. وتحدث الاب الأقدس عن الألم الكبير بسبب هذا الحرب، وذكَّر بالحروب والنزاعات في مناطق كثيرة من العالم، كما وكرر البابا إدانة صناعة الأسلحة والاتجار بها.

وفي ختام المقابلة تم الحديث عن الأوضاع في بعض دول أمريكا اللاتينية، وأيضا عن تجارة المخدرات في القارة. وسئل الأب الأقدس من جهة أخرى عن احتمال زيارته الارجنتين وقال إنه كان من المزمع أن يزرها سنة ٢٠١٧ مع دول أخرى إلا أن برنامج الزيارة قد تغير لأسباب مختلفة، وأكد رغبته في زيارة بلده ولكن أيضا عدم رغبته في أن تُستغل زارة بابا سياسيا.