البابا فرنسيس: أسلوب الله القرب، الرحمة والحنان

وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة استهلها مرحبًا بالجميع ولافتًا إلى أن هذا المجمع العام يُعقد في إطار الذكرى الثلاثمائة والخمسين لتأسيس رهبانيتهم وذلك في كراكوفيا في كانون الأول ديسمبر عام١٦٧٠ على يد القديس ستانيسلاو ليسوع ومريم. وسلط الضوء من ثم على الإرث الذي تركه لهم هذا القديس متوقفًا عند ثلاث نقاط مرتبطة بروحانيته وروحانيتهم، كما قال الأب الأقدس في كلمته، وهي محبة العذراء مريم، الصلاة من أجل راحة أنفس الموتى والاهتمام بالفقراء.

وأشار البابا فرنسيس بداية إلى محبة مريم العذراء مسلطا الضوء على التقوى المريمية قائلا إن هذه التقوى تتغذى وتنمو من خلال الإصغاء إلى كلمة الله والتأمل فيها. وتوقف من ثم عند النقطة الثانية وهي الصلاة من أجل راحة أنفس الموتى، ولفت إلى أنه في القرن السابع عشر قضت الأوبئة والحروب على زهاء ستين بالمائة من سكان أوروبا، وأضاف: كانت هناك حاجة إذا للصلاة حينها من أجل راحة أنفس الموتى ومن أجل تعزية العائلات والجماعات المتألمة بسبب فقدان أحبائها. أما النقطة الثالثة التي أشار إليها الأب الأقدس فهي الاهتمام بالفقراء وأضاف أن رهبانيتهم ساهمت في الإجابة على بعض المسائل الجدية في ذاك الوقت: ضعف الإيمان، نقص الدعوات الكهنوتية والرهبانية، وحالة الفقر لجزء كبير من السكان. وتابع البابا فرنسيس كلمته داعيا إلى أن يواصلوا الإجابة، بإبداع، على التحديات المطروحة في عصرنا الحاضر أيضا، وشجعهم في الوقت نفسه على مواصلة الأمانة للأصول، وسلط الضوء أيضا على أولوياتهم الرعوية ومن بينها الانفتاح على العلمانيين، حماية الحياة منذ الحبل بها وحتى الموت، والاهتمام بالأخيرين ومساعدة العائلات التي تعاني من المصاعب.

وذكّر البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركين في مجمع عام رهبانية Congregazione dei Chierici mariani dell'Immacolata Concezione della Beata Vergine Maria بثلاثة ألقاب كان البابا القديس يوحنا بولس الثاني يدعوهم ليكرّموا بها مريم العذراء وهي مريم "كرسي الحكمة" و"معزية الحزانى" و"أمّ الرحمة"، وختم كلمته داعيا الجميع إلى عدم نسيان أسلوب الله: القُرب، الرحمة والحنان.