بحث

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء الجمعية الفاتيكانية للرياضيين الهواة البابا فرنسيس يستقبل أعضاء الجمعية الفاتيكانية للرياضيين الهواة 

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء الجمعية الفاتيكانية للرياضيين الهواة

استقبل البابا فرنسيس هذا الخميس أعضاء الجمعية الفاتيكانية للرياضيين الهواة المعروفة باسم "رياضة في الفاتيكان"، ووجه لهم تحية أكد فيها أن المبارزة الرياضية السليمة هي نشاط يمكن أن يساهم في نضوج روح الإنسان، وتحدث عن ركائز ثلاث هي التمرين، الانضباط والحافز.

استهل البابا تحيته شاكراً رئيس الجمعية على الكلمة التي وجهها له نيابة عن الحاضرين ولفت إلى أن هذه السنة تصادف الذكرى السنوية الخمسون لتأسيس بطولة كرة القدم في الفاتيكان، والتي نُظمت للمرة الأولى في العام ١٩٧٢. وأضاف أنه انطلاقاً من تلك الخبرة، وحتى من العام ١٥٢١ حيث نُظمت أول مباراة كروية في الفاتيكان بحضور البابا لاوون العاشر، وصلنا اليوم إلى هذه الجمعية التي تضم رياضات أخرى.

بعدها لفت الحبر الأعظم إلى البطولات المتعددة التي يشارك فيها ضيوفه إذ يتجولون حول العالم للمشاركة في مبادرات تضامنية رياضية، وأكد أنهم مدعوون للشهادة للصلة التي تجمعهم بالكرسي الرسولي، وذكرهم بما كتبه القديس بولس الرسول في رسالته الأول إلى أهل كورنتس: "ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكن واحدا يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلا يفنى، وأما نحن فإكليلا لا يفنى". وفي رسالته إلى أهل فيليبي كتب: "ليس أني قد نلت أو صرت كاملا، ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضا المسيح يسوع". ولفت البابا إلى أن هذين المقطعين من الكتاب المقدس يسمحان بقراءة المبارزة الرياضية السليمة كنشاط يمكن أن يساهم في نضوج الروح في ضوء ثلاث ركائز أساسية بالنسبة لكل رياضي: التمرين، الانضباط والحافز.

فيما يتعلق بالتمرين، مضى البابا يقول، يتجه الفكر فوراً نحو التعب والعرق والتضحية، وذلك انطلاقاً من الشغف الذي يكنه الإنسان حيال الرياضة، وهذا شغف مجاني عندما يكون الرياضيون من الهواة، لأن كلمة "هواة" تعني من يهوون أو يحبون نشاطاً ما. وأكد فرنسيس أن هذا الموقف يجعل من التباري الرياضي نشاطاً سليماً وصحياً، لكن عندما تطغى عليه المصالح المختلفة، يتضرر هذا التباري ويمكن أن يفسد أيضا.

أما الانضباط فهو بعد من أبعاد التربية والتنشئة. فالرياضي المنضبط ليس فقط شخصاً يحترم القواعد وحسب، مع أن هذا الأمر مهم وضروري. فعبارة انضباط توحي بالتلمذة، ما يعني أن المرء يرغب في التعلّم، ولا يعتبر أنه وصل إلى غايته، ويكون مستعداً ليعلم الجميع. وأكد البابا في هذا السياق أن الرياضي الحقيقي يسعى دوماً لأن يتعلم وينمو ويتحسّن، وهذا الأمر يتطلب انضباطا، أي قدرة السيطرة على الذات، وتصحيح الميل إلى التهوّر الموجود لدينا جميعاً بأشكال متفاوتة. الانضباط يسمح لكل شخص بأن يقوم بدوره، وللفريق بأن يعبر عن أفضل ما تنجزه الجماعة.

هذا ثم أشار البابا إلى أن القديس بولس يقول: "قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان"، وأكد فرنسيس أن الحافز هو الختم الكامل لتلبية الدعوة حتى بالنسبة للرياضيين، لافتا إلى أن ما يعطي هؤلاء الدفع خلال المباراة هو الحافز، والقوة الداخلية. واعتبر أن طريقة عمل ضيوفه في إطار التعاون يمكن أن تشكل قدوة لدوائر الكوريا الرومانية مشيرا إلى أن الرياضة هي صورة مجازية عن الحياة. ختاما شكر البابا ضيوفه على زيارتهم وشجعهم على السير قدماً، وباركهم وأحباءهم وطلب منهم أن يصلوا من أجله.

09 فبراير 2023, 12:11