بحث

09645_04062017 ok.jpg

الخوف كعطية: كتاب حوار مع البابا فرنسيس

في كتاب له حول الخوف حاور عالم وطبيب النفس سالفو نوي قداسة البابا فرنسيس وتم التطرق إلى قضايا عديدة.

"الخوف كعطية" هذا عنوان كتاب سيصدر في ٢٥ كانون الثاني يناير عن المكتبة ودار النشر الفاتيكانية ويتضمن حوارا بين البابا فرنسيس وعالم وطبيب النفس سالفو نوي الذي أراد حسب ما ذكر أن يخصص كتابا لقضية الخوف وطلب من البابا فرنسيس أن يقدم إسهامه في هذا الموضوع، فوافق الأب الأقدس وتحول هذا الإسهام إلى حوار بينهما غني بالأفكار والتأملات.

هذا ويبدأ الكتاب الحوار بحديث البابا عن انتخابه خليفة للقديس بطرس فتوقف قداسته عند ما رافقه خلال الكونكلاف من مشاعر وأحاسيس، وقال إنه لم يكن يتوقع انتخابه لكنه لم يفقد السلام أبدا. تحدث الأب الأقدس أيضا عن اختياره العيش في بيت القديسة مرتا فقال إنه فعل هذا لأنه يحتاج إلى لقاء الأشخاص والتحدث معهم. وكرر البابا الحديث عن افتقاده السير في الطرقات مثلما كان يفعل في الأرجنتين. وقال إنه في بداية حبريته حاول الخروج بدون إعلام أحد ما تَسبب في مشاكل كبيرة للقائمين على ضمان سلامته. وشدد البابا في حديثه على أن قرب الأشخاص وعمل الأشياء معا هو الترياق الحقيقي ضد الخوف، كما وأشار إلى الوحدة باعتبارها المرض الحقيقي لمجتمعنا، فالجميع متصلون عبر الهاتف وغير مرتبطين في الواقع.

هذا ويتطرق الكتاب إلى عدد كبير من المواضيع من بينها تنشئة الإكليريكيين. وقال الأب الأقدس في هذا السياق إنه حين تبدأ مسيرة دعوة فمن الضروري أن يُجرى تقييم متكامل لأسلوب العيش والجانب النفسي والعلاقات الإنسانية لمن يبدا هذه المسيرة بالتحاقه بالإكليريكية، وأضاف البابا أنه من الأفضل فقدان دعوة مقارنةً بالمخاطرة بمرشح غير أكيد، كما ووصف قداسته بالمفيد جدا اقتراح إدخال علم النفس في الإكليريكيات. وواصل البابا فرنسيس أن كل ما حدث فيما يتعلق بالاعتداءات على القاصرين قد أوضح هذا بشكل مأساوي، ومن الضروري الانتباه قبل سيامة الكهنة إن كانت هناك ميول إلى مثل هذه التصرفات وهو ما يمكن أن يقوم به متخصص.

كانت العلاقة مع المثليين من المواضيع الأخرى التي تطرق إليها الكتاب وقال البابا فرنسيس حول هذه القصية إن الله آب لا ينكر أيا من أبنائه، وأسلوب الله هو القرب والرحمة والحنان لا الإدانة أو التهميش. فالله يقترب بمحبة من كلٍّ من أبنائه وقلبه مفتوح للجميع، فهو آب، والمحبة توحد لا تُفرق.

يتضمن الكتاب أيضا أفكار البابا فرنسيس حول قضية يهتم بها كثيرا ألا وهي المهاجرون واستقبالهم، وأشار قداسته إلى أن المهاجرين يُستغلون كأداة لزرع الخوف وجعل الأشخاص يعتقدون أن مشاكلنا تنتج عن هذه القضية، بينما هي ثمرة غياب القيم السامية وأيضا الأسلوب غير المنظَّم للعيش في بيوتنا ومدننا، ثمرة فقدان الإيمان، وهو ما يؤدي إلى ابتعادنا أحدنا عن الآخر ولا يمَكننا من عيش الأخوّة. 

كان احترام البيئة من بين المواضيع الأخرى. الكثيرة، وكرر الأب الأقدس هنا الدعوة إلى تبَني أسلوب حياة يحترم البيئة ويحمي حياة من يعيش على كوكبنا الذي وصفه البابا بالمريض ضحية سوء المعاملة والنهب. وأضاف أن هذا هو نتاج أسلوب حياة تهيمن عليه الفردانية وثقافة الإقصاء، وشدد على الحاجة إلى ارتداد إيكولوجي وتحمُّل الإنسان مسؤولية الالتزام بالعناية بالبيت المشترك.

وفي حديثه عن الخوف المبالَغ فيه قال البابا فرنسيس إنه مناقض للمسيحية، فهو يضعفنا ويشلنا، ومَن يصبح عبدا للخوف لا يتحرك ولا يعرف ماذا عليه أن يفعل. من المناقض للمسيحية هناك الرياء أيضا، واصل البابا، فالمرائي يخشى الحقيقة ويفضَّل الادعاء بدلا من أن يكون ذاته، وهذا التظاهر يلغي شجاعة قول الحقيقة بصراحة، ووصف الأب الأقدس الرياء في الكنيسة بعامل مزعزِع.

هذا ويدعو البابا فرنسيس في الكتاب المؤمنين إلى العيش بحب وتعلُّم إيكال الذات للآب، كما ويدعو الكهنة إلى إبراز الرحمة والشجاعة وفتح الأبواب. وحذر قداسته من الدنيوية بالنسبة للكنيسة فقال إنها تقتل، وأضاف أن الناس يحتاجون إلى أن يروا أننا مثلهم، لدينا المخاوف ذاتها والرغبة ذاتها في أن نرضي الله، وشدد على ضرورة التقرب من الجميع بقلب مفتوح.

21 يناير 2023, 22:05