البابا يشكر الرئيس ماتاريلا على رسالته لمناسبة عيد رأس السنة ويتمنى للشعب الإيطالي الازدهار الدائم
قال البابا فرنسيس إنه يود أن يعرب عن شكره للرئيس ماتاريلا الذي بعث برسالة إلى الحبر الأعظم لمناسبة حلول العام الجديد كما جرت العادة. وشاء الرئيس الإيطالي أن يضم صوته إلى نداءات البابا برغوليو العديدة التي تناول فيها التحديات المطروحة اليوم أمامنا، والتي تعيق الدرب المؤدية إلى السلام. وذكّر بمقولة البابا الشهيرة أي أن لا أحد ينجو بمفرده، داعيا إلى الانطلاق مجددا من جائحة كوفيد ١٩ كي نتمكن سوياً من رسم دروب للسلام. وشدد على أهمية أن تتكاتف الجهود كي نواجه التحديات – المعقدة والمأساوية أحياناً – بروح من الأخوة. وأضاف أنه خلال الأشهر الطويلة التي طُبعت بالجائحة وصل إلى آذان الجميع صوت البابا فرنسيس ومناشدته من أجل إبقاء الباب مفتوحاً على الأمل وبغية نبذ الخوف وعدم الاستسلام للامبالاة حيال الآخر. توقف الرئيس ماتاريلا بعدها عند تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية الراهنة، والتي تساهم في تعميق الانقسام وانعدام المساواة، ولفت إلى الأمثلة العديدة من التعاضد التي عرفناها خلال زمن الجائحة. وكتب أن التفاهم بين المؤسسات والهيئات والمجتمع المدني حفز الشعب الإيطالي على الوحدة في النوايا، ما أدى إلى نتائج باهرة على صعيد الدفاع عن الحياة وتوفير الرخاء والصحة للمواطنين. وأضاف أن البابا فرنسيس وبعد أن لمس بيده الهشاشة التي تميز واقعنا البشري ووجودنا الشخصي ترك لنا تعليماً بالغ الأهمية ألا وهو: أن ندرك أننا بحاجة إلى بعضنا البعض، وأن مسؤولية كل واحد منا تتطلب أن تُترجم عملياً هذه المشاعر بتضامن متجدد. رئيس الجمهورية الإيطالية شاء أن يضم صوته إلى صوت البابا ويحثّ الجميع على أن يكونوا بناة للسلام، وأكد أن التضامن والسلام والعدالة هي الركائز الثلاث التي يعتمد عليها مصير التلاحم الاجتماعي. وتوقف ماتاريلا عند ما سماه بالعودة المأساوية إلى الحرب في القارة الأوروبية. وتحدث عن "عدوان روسي غير مقبول على أوكرانيا"، مع ما يحمل معه من موت وألم، ونتائج وخيمة على المستويين الإقليمي والعالمي، لافتا إلى أهمية أن يُقدم الدعم إلى الشعب الأوكراني الذي وصفه البابا فرنسيس بالشعب الشهيد. في الختام أكد رئيس الجمهورية الإيطالية أنه يضم صوته بقناعة كبيرة إلى صوت الحبر الأعظم داعياً الجميع إلى تخطي بُعد المصالح الخاصة والانفتاح على نظرة مختلفة إلى الخير العام والسعي إلى صنع السلام. مسألة السلام كان قد تحدث عنها الرئيس ماتاريلا في رسالته الاعتيادية إلى الشعب الإيطالي لمناسبة نهاية العام والتي بُثت على القنوات كافة مساء السبت. وقال إن السلام هو جزء لا يتجزأ من الهوية الأوروبية، ومنذ بداية الصراع الروسي الأوكراني تسعى أوروبا جاهدة لتحقيق السلام في إطار العدالة والحرية. وذكّر الإيطاليين بأن البابا فرنسيس يحثّ دوماً الجميع على صنع السلام، موجها تحية قلبية له ومعربا عن تعازيه وتعازي الإيطاليين لرحيل البابا الفخري بندكتس السادس عشر. |