البابا يعرب عن قربه من الشبان الأوروبيين المشاركين في اللقاء السنوي لجماعة تيزي المسكونية
اللقاء السنوي الخامس والأربعون لجماعة تيزي المسكونية بدأ إذا هذا الأربعاء لينتهي يوم الأحد المقبل ويجري حول موضوع "الحياة الداخلية والتضامن"، وقد تلقى المشاركون رسائل تشجيع من العديد من المسؤولين المدنيين والدينيين وفي طليعتهم البابا فرنسيس الذي لفت إلى إمكانية العودة للقاء حضورياً بعد سنتين من الجائحة، معتبرا أن هذا الأمر يشكل مؤشراً للأمل. هذا ما جاء في رسالة وجهها إلى المؤتمرين المطران إدغار بينيا، وكيل الشؤون العامة في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان، باسم الحبر الأعظم، وكتب فيها أن العالم يجد نفسه اليوم أمام تحديات جديدة، لاسيما إزاء عودة الحرب لتقض مضجع الأوروبيين، مضيفا أن هذا الأمر يحمل كل واحد منا على التساؤل بشأن الإسهام الذي يمكن أن يقدمه لصالح السلام والأخوة. واعتبر سيادته أن الموضوع الذي تم اختياره لهذا العام يحمل الأشخاص على وضع ثقتهم بالله، ولفت إلى أن البابا لا يستطيع إلا أن يشجع الشبان والشابات ويؤكد لهم أنه من خلال الصلاة والحياة الداخلية والعلاقة الشخصية مع الرب يبقى الأمل حياً وتتجدد الثقة به باستمرار. كما أن ممارسة التضامن الإنساني تجعل المرء يشعر بكيفية عمل الله من خلاله من أجل تغيير العالم. بعدها شدد سيادته على أن الله يدعو الشبان إلى ممارسة الإبداع في التصدي للخوف الذي يشل الإنسان، وهو يهبهم روحه الذي من خلاله يستطيعون أن يقولوا لا لظلم هذا العالم، وأن يبحثوا عن حلول للمشاكل الراهنة في زماننا هذا. وأضاف المسؤول الفاتيكاني أن البابا فرنسيس يود أن يشجع الشبان والشابات المشاركين في لقاء جماعة تيزي على القيام بدورهم وسط هذه العملية وهو يدعوهم إلى الصلاة على هذه النية، ويمنح الجميع فيض بركاته الرسولية. هذا وتلقى المشاركون رسالة من بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول الذي رأى أن الخبرة التي سيعيشونها في الأيام المقبلة تلامس جوهر المسيحية نفسها. وأضاف أن المقاسمة التي تطبع لقاءات تيزي المسكونية هي تعبير ملموس عن خبرة الشركة الأصيلة، لافتا إلى أن المسيرة التي يجتازها الشبان والشابات تكمن في اتّباع الحقيقة التي كشف عنها المسيح المتجسد، والذي وهب حياته من أجل العالم. ولم تخل كلمات غبطته من الإشارة إلى ضرورة البحث دوماً عن الوحدة بين المسيحيين، متمنيا أن تُشرق من خلال كل واحد من المشاركين نعمة الوحدة والسلام، حاملةً معها الرجاء الذي يعضد حياة الكنيسة. وقد وجه أمين عام الأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس رسالة إلى المشاركين في اللقاء كتب فيها أن جماعة تيزي تشكل منارة رجاء وسلام ورأفة بالنسبة للعديد من الأشخاص. وشكر الجميع على التزامهم لصالح السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، مؤكدا أن الأمم المتحدة تدعم الجهود الرامية إلى بناء عالم أكثر عدلاً واستدامة واشتمالا. |