البابا يستقبل الفنانين الذين سيشاركون في الحفل الموسيقي الميلادي في الفاتيكان
استهل البابا كلمته شاكراًَ ضيوفه على مشاركتهم في هذه المبادرة الفنية، لافتا إلى أن السلام هو خلاصة كل الأمور الجيدة التي يمكن أن نطمح إليها، وهو يستأهل أن نبذل من أجله كل طاقاتنا المادية والفكرية والروحية. وأكد فرنسيس أن السلام يُبنى يوما بعد يوم، وهو رغبة ترافق وتحفز حياتنا اليومية، موضحا أن السلام وللأسف بات اليوم حاجة ملحة. هذا ثم أكد البابا أن الرهبان الساليزيان يقفون إلى جانب السكان في أوكرانيا، ويقدمون الضيافة للنازحين ويوزعون الطعام والدواء على المحتاجين. وأضاف أن الحفل الموسيقي الميلادي يعود ريعه هذه السنة لدعم نشاطات الرهبان السياليزيان، مذكراً بأننا مدعوون جميعاً لأن نكون صانعي سلام وأن نصلي ونعمل من أجله. بعدها أشار الحبر الأعظم إلى أن انضمام عدد كبير من الفنانين إلى هذه المبادرة يعكس الرغبة في المشاركة في التضامن مع الأخوة والأخوات المتألمين نتيجة الحرب، كما أن عيد الميلاد يحثنا على الاقتراب منهم. وأضاف أن الرسالة التي توجهها لنا كلمة الله في زمن المجيء ليست رسالة استسلام وحزن، بل هي رسالة رجاء وفرح، لا بد من قبولها ونقلها إلى الآخرين. ويمكن أن يحصل ذلك أيضا من خلال الموسيقى والغناء، كما هو واقع الليتورجيا والتقاليد الشعبية الميلادية. مضى البابا إلى القول إن ضيوفه، ومن خلال الغناء، يساهمون في نشر رسالة المحبة والحياة هذه، لتلامس الكثير من القلوب، وتوسّع نطاق الأخوة. واعتبر أن الله يعمل بهذه الطريقة وسط التاريخ البشري، حتى وسط الألم والمعاناة. فهو يدعونا جميعا برحمة، ويستخدم مواهبنا ومحدوديتنا، ويريد أن يخلّص البشرية اليوم. وتوجه الحبر الأعظم إلى الفنانين والفنانات قائلا لهم: أيها الأصدقاء الأعزاء، إن موهبتكم هي عطية، وهي أيضا مسؤولية، لا بد أن تدركوا ذلك بامتنان، وذكّرهم بالرسالة التي وجهها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى الفنانين عام ١٩٩٩، مؤكدا أن هؤلاء الأشخاص، الذين يحركهم تفانٍ شغوف، يبحثون عن تجلٍّ جديد للجمال ليجعلوا منه هبة للعالم بأسره. وقال فرنسيس في الختام: إن الموسيقى تهدّئ الإنسان، تجعله ينفتح على الحوار، وتسهل التلاقي والصداقة، وهي درب مفتوحة باتجاه السلام. هذا ثم شكر البابا ضيوفه مجددا على حضورهم، موجها لهم ولأحبائهم أطيب التمنيات. |