بحث

2022.11.28 Papa Francesco con alcuni membri di America Magazine a Santa Marta 2022.11.28 Papa Francesco con alcuni membri di America Magazine a Santa Marta 

البابا فرنسيس: إنَّ الله يجعلني سعيدًا

في مقابلة مع مجلّة "America Magazine" البابا فرنسيس يتحدّث حول مواضيع عديدة من الحرب في أوكرانيا إلى دور المرأة في الكنيسة إلى حيث يجد هو الفرح في حياته

نشرت مجلة "America Magazine" اليوم مقابلة حصرية مع البابا فرنسيس، وهي المرة الأولى التي يوافق فيها الأب الأقدس بأن يجري مقابلة مع محرري مجلة أمريكية. التقى البابا بمحرري وموظفي مجلة "America Magazine" في الثاني والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري وأجاب على مجموعة واسعة من الأسئلة حول مواضيع عديدة من الحرب في أوكرانيا إلى دور المرأة في الكنيسة إلى حيث يجد هو الفرح في حياته.

في جواب على سؤال حول ما الذي يجعله سعيدًا وفرحًا في خدمته قال البابا فرنسيس لم أكن أعرف أنني دائمًا هكذا. عندما أكون مع الناس، أكون سعيدًا دائمًا. من الأشياء التي يصعب عليّه قبولها كحبر أعظم هو عدم تمكني من السير في الشارع مع الناس. لكنني لن أقول إنني سعيد لأنني بصحة جيدة، أو لأنني آكل جيدًا، أو لأنني أنام جيدًا أو لأنني أصلي كثيرًا. أنا سعيد لأنني أشعر بالسعادة في داخلي، إنَّ الله يجعلني سعيدًا. لقد قادني دائمًا طوال حياتي على دربه وأحيانًا أيضًا في أوقات صعبة، ولكن كان لدي دائمًا اليقين بأنني لست أسير بمفردي. لدي هذه الضمانة بأنني لا أسير وحدي، بل هو يسير إلى جانبي.

تابع الحبر الأعظم مجيبًا على سؤال حول كيف يمكن لأساقفة مجلس اساقفة الولايات المتحدة أن يستعيدوا إيمان الكاثوليك في أمريكا الشمالية وقال السؤال جيد لأنه يتحدث عن الأساقفة. ولكن أعتقد أنه من المضلل أن نربط بين الكاثوليك ومجلس الأساقفة. إن مجلس الأساقفة ليس الراعي، أما الاسقف فهو الراعي. ومجلس الأساقفة هو لجمع الأساقفة، لكي يعملوا معًا، ويناقشوا القضايا، ويضعوا الخطط الرعوية. ولكن كل أسقف هو الراعي. إنَّ يسوع لم يخلق مجلس الأساقفة، بل خلق الأساقفة وكل أسقف هو راعٍ لشعبه. فالسؤال إذن كيف هي علاقة الأسقف بشعبه؟ وأسمح لنفسي أن أتحدّث عن الأسقف سيتز، على الحدود مع المكسيك، إنه رجل يمسك بيده كل تناقضات ذلك المكان ويسير بها قدمًا كراعٍ. أنا لا أقول إن الآخرين ليسوا جيدين، لكنني أعرفه. وبالتالي الجواب على سؤالك هو: يمكن أن للمجلس الأسقفي أن يتغيَّر، لأنّه منظمة تساعد وتجمع، إنه رمز للوحدة. لكن نعمة يسوع المسيح تكمن في العلاقة بين الأسقف وشعبه، وأبرشيته.

أضاف الأب الأقدس مجيبًا على سؤال حول إن كان على الأساقفة أن يعطوا الأولوية للإجهاض على قضايا العدالة الاجتماعية الأخرى وقال حول الإجهاض أقول لك هذه الأشياء التي أكررها الآن. يقال في أي كتاب عن علم الأجنة أنه في أول شهر من الحمل، تتحدّد الأعضاء في الجنين الصغير والحمض النووي. حتى قبل أن تتنبّه الأم لحملها. لذلك فهو كائن بشري حي. وبالتالي هل من العدل القضاء على إنسان لحل مشكلة؟ والسؤال الثاني: هل من العدل توظيف قاتل مأجور لحل مشكلة؟ إنَّ المشكلة هي عندما تصبح حقيقة قتل الإنسان مشكلة سياسية. أو عندما يدخل راعي الكنيسة في التصنيف السياسي. إنه أمر عالمي. عندما أرى مشكلة كهذه، أي جريمة، تكتسب قوّة سياسية، أقول إنَّ هناك نقص في العناية الراعوية في طريقة التعامل مع هذه المشكلة. سواء في مشكلة الإجهاض هذه أو في مشاكل أخرى، لا يجب أن نغفل أبدًا عن العناية الراعوية. 

تابع البابا فرنسيس مجيبًا على سؤال حول كيف يمكنه أن يشرح موقفه من الحرب بين روسيا وأوكرانيا للأوكرانيين أو للأمريكيين وغيرهم ممن يدعمون أوكرانيا وقال عندما أتحدث عن أوكرانيا، أتحدث عن شعب شهيد، وإذا كان هناك شعب شهيد فهناك من يقتله. وعندما أتحدث عن أوكرانيا، أتحدث عن القسوة لأن لدي الكثير من المعلومات حول قسوة القوات التي تأتي. من المؤكد أن الغازي هو الدولة الروسية. هذا واضح جدًا. أحيانًا أحاول ألا أُحدد لكي لا أُسيء إلى أحد وأدينُ بشكل عام، رغم أنه من المعروف جيدًا إلى من تتوجه هذه الإدانة. ليس من الضروري أن أضع الاسم والكنية. في اليوم الثاني من الحرب، ذهبت إلى السفارة الروسية، وهي لفتة غير عادية لأن البابا لا يذهب أبدًا إلى السفارة. وهناك قلت السفير أن يُخبر بوتين أنني على استعداد للسفر، بشرط أن يترك لي نافذة صغيرة للتفاوض. فأجابني المستشار لافروف، بفوقيّة كبيرة، برسالة لطيفة، فهمتُ من خلالها أن زيارتي ليست ضرورية في الوقت الحالي. مع الرئيس زيلينسكي تحدثت عبر الهاتف مرتين. وعملي بشكل عام هو استلام قوائم الأسرى، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، وإرسالها إلى الحكومة الروسية. وكانت الاجابة دائما إيجابية. ذهب العديد من الكرادلة إلى أوكرانيا: ذهب الكاردينال تشيرني مرتين، وذهب المطران غالاغير، أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، إلى أوكرانيا لمدة أربعة أيام وتلقيت تقريرًا عما رآه؛ كذلك سافر الكاردينال كراييفسكي أربع مرات. ذهب بشاحنته محملة بالمساعدات وقضى عيد الفصح كله في أوكرانيا. بمعنى آخر، إنَّ حضور الكرسي الرسولي مع الكرادلة هو قوي جدًا وأنا على اتصال مستمر بأشخاص مطلعين. وأود أن أذكر أن هذه الأيام هي ذكرى المجاعة الكبرى، الهولودومور، الإبادة الجماعية التي ارتكبها ستالين ضد الأوكرانيين (في ١٩٣٢-١٩٣٣). أعتقد أنه يجب ذكر ذلك كخلفية تاريخية للنضال. إنَّ موقف الكرسي الرسولي هو السعي للسلام والتفاهم. ودبلوماسية الكرسي الرسولي تسير في هذا الاتجاه وهو مستعد على الدوام للوساطة.

تابع الحبر الأعظم مجيبًا على سؤال حول ما قد يقوله لامرأة تخدم في حياة الكنيسة، لكنها تشعر بأنها مدعوة للكهنوت وقال إنها مشكلة لاهوتية. أعتقد أننا نبتر كيان الكنيسة إذا نظرنا فقط إلى درب الخدمة الكهنوتيّة. الدرب ليست الخدمة الكهنوتية فقط. الكنيسة هي امرأة. الكنيسة هي العروس. نحن لم نطور لاهوتًا للمرأة يعكس هذا الأمر. يمكننا أن نقول إن درب الخدمة الكهنوتيّة هو درب الكنيسة البطرسيّة. وبهذا القول أنا أستخدم تصنيف اللاهوتيين. إنَّ مبدأ البطرسي هو مبدأ الخدمة الكهنوتيّة. لكن هناك مبدأ آخر أكثر أهمية، لا نتحدث عنه، وهو المبدأ المريمي، وهو مبدأ الأنوثة في الكنيسة، والمرأة في الكنيسة، حيث ترى الكنيسة صورتها لأنها امرأة وعروس. الكنيسة هي امرأة. الكنيسة هي عروس. لذلك تنعكس كرامة المرأة في هذا الخط. هناك مسار ثالث وهو الإداري. وبالتالي فهناك مسار الخدمة الكهنوتيّة، والمسار الكنسي أي المريمي والمسار الإداري، الذي ليس أمرًا لاهوتيًّا، وإنما أمر إداري بحت. وفي هذا الجانب، أعتقد أنه يجب إعطاء مساحة أكبر للنساء. وهنا، في الفاتيكان، الأماكن التي وضعنا فيها النساء تعمل بشكل أفضل. ولماذا لا تستطيع المرأة أن تنال السيامة الكهنوتيّة؟ ذلك لأن المبدأ البطرسي لا يسمح بذلك. وإنما نعم، يجب أن تكون في المبدأ المريمي، وهو الأهم. لأن المرأة هي شبيهة أكثر بالكنيسة، التي هي امرأة وعروس. لذا، فإن عدم حصول المرأة على السيامة الكهنوتيّة ليس حرمانًا، لا. لأن مكانها هو أهم بكثير وهذا ما لم نطوره بعد، التعليم المسيحي حول المرأة بما يتماشى مع المبدأ المريمي.

وخلص البابا فرنسيس مجيبًا على سؤال حول إن هناك ثلاثة أشياء كان سيقوم بها بشكل مختلف وإن كان هناك أمور يندم على فعلها وقال سأقوم بكل شيء بشكل مختلف لكنني فعلت ما كان يقوله لي الروح القدس. وعندما لم أكن أفعل ذلك، كنت أُخطئ.

28 نوفمبر 2022, 13:23