بحث

البابا يستقبل مجموعة من الشبان البلجيكيين خلال زيارة حج إلى روما البابا يستقبل مجموعة من الشبان البلجيكيين خلال زيارة حج إلى روما  

البابا يستقبل مجموعة من الشبان البلجيكيين خلال زيارة حج إلى روما

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في الفاتيكان مجموعة من الشبان والشابات البلجيكيين يشاركون في رحلة حج إلى روما ووجه لهم كلمة شجعهم فيها على أن يكونوا صانعين للسلام من حولهم، وأن يكونوا سفراء للسلام كي يكتشف عالمنا من جديد جمال المحبة والعيش معا، والأخوة والتضامن، مشيرا إلى أن السلام هو من أبرز التحديات التي نواجهها في هذا الزمن الصعب إزاء المخاطر المحدقة بالبشرية.

استهل البابا خطابه مرحباً بضيوفه ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان، وعبر عن قربه الروحي منهم ومن جميع الشبان الملتزمين في الرعايا والجماعات المسيحية في بلجيكا، قائلا إنه معجب بجرأة إيمانهم، وبالتزامهم وشهادتهم المسيحية في مجتمع معلمن. واعتبر أنه لأمر جميل أن نرى شبانا وشابات مستعدين لتكريس أنفسهم من أجل القيام بمشاريع الكرازة بالإنجيل، وعيش رسالة المسيح وسط انشغالاتهم اليومية مذكرا بأن هؤلاء هم ليسوا مستقبل الكنيسة وحسب إنما حاضرها أيضا، لأن الكنيسة تحتاج إليهم وإلى سخائهم وفرحهم ورغبتهم في بناء عالم مختلف مشبع بقيم الأخوة والسلام والمصالحة.

مضى البابا فرنسيس مشيرا إلى أن ضيوفه يختبرون الفرح والحماسة، وأيضا الخوف والصعوبات والجراح والمحدودية، من هذا المنطلق لا بد أن تكون علاقتهم بالمسيح صلبة ووطيدة، لافتا إلى أن الرب هو الصديق الأمين الذي لا يخيّب أبداً. وأضاف أن اللقاء مع يسوع يمنحهم نظرة جديدة لأوضاعهم، ويعطيهم أجوبة على تساؤلاتهم، ويجعلهم قادرين على تحمّل المسؤوليات، والتقدم في الحياة وتعزيز الإيمان من خلال تبادل القناعات. وقال للحاضرين: لا تخافوا من تقبّل هشاشتكم وضعفكم بتواضع. لستم بحاجة لأن تكونوا أبطالاً خارقين، بل أشخاصا صادقين، حقيقيين وأحرارا.

تابع البابا كلمته إلى الحجاج الشبان البلجيكيين حاثا إياهم، بصفتهم سفراء للشبيبة البلجيكية في إطار التحضيرات للأيام العالمية للشباب في البرتغال العام المقبل، على أن يكونوا قريبين من جميع الشبان والشابات، لاسيما من يعيشون أوضاعاً من الهشاشة وانعدام الاستقرار، فضلا عن الشبان المهاجرين واللاجئين، وأطفال الشوارع، وجميع من يختبرون حياة الوحدة والحزن.

بعدها أكد الحبر الأعظم أن ضيوفه متعطشون إلى كنيسة حقيقية وأصيلة تتألف من رجال ونساء يتمتعون بإيمان حيّ ومعدٍ. وطلب منهم أن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: ما هو الإسهام الذي أقدمه أنا شخصياً من أجل هذه الغاية؟ ما هو إسهامي من أجل جماعة مسيحية فرحة؟ وطلب البابا في هذا السياق من الشبان الحاضرين أن يستنيروا بنصائح وشهادات القدماء لافتا إلى أنه حيثما يتكلم الشبان مع الأشخاص المسنين ثمة مستقبل، وإذا انعدم الحوار بين المسنين والشبان يصبح من الصعب أن نرى المستقبل بوضوح. وأكد فرنسيس أنه من خلال النمو في الحوار مع المسنين نقوم بصقل شخصية صلبة في مواجهة التحديات اليومية، كما أن هؤلاء ينقلون لنا الإيمان وقناعاتهم الدينية.

هذا ثم لفت البابا إلى تحدي السلام. وقال: تعلمون جيدا أننا نعيش اليوم أوضاعا صعبة إزاء المخاطر المحدقة بالبشرية، إذا أقول لكم: كونوا صانعين للسلام من حولكم، وكونوا سفراء للسلام كي يكتشف عالمنا من جديد جمال المحبة والعيش معا، والأخوة والتضامن. وأضاف: إن حياتكم هي التزام ملموس، انطلاقاً من الإيمان، من أجل بناء مجتمع جديد، إنها عبارة عن العيش وسط العالم والمجتمع كي ينمو السلام والتعايش والعدالة وحقوق الإنسان والرحمة وكي ينتشر ملكوت الله في العالم كله. وقال البابا: إزاء كل تلك التحديات، يمكنكم أن تشعروا بالإحباط، وبأنكم عاجزون تماما. لا تخافوا! كونوا مبدعين وخلاقين، وارفعوا رأسكم كي تواجهوا تحديات الحياة، مفعمين بنعم الرب وبقوة الروح القدس. وأضاف: لا تنتظروا الغد كي تساهموا في تغيير العالم من خلال طاقاتكم وجرأتكم وإبداعكم.

في ختام خطابه شجع البابا الحجاج البلجيكيين الشبان على عدم الكلل من حمل الإنجيل حيثما ذهبوا. وقال إنه يعلم أنهم أسخياء، ومفعمون بالحماسة ومستعدون لغزو العالم. وطلب منهم عدم الالتهاء بأمور الحياة العقيمة والتي هي كثيرة، إذ لا بد من صب الاهتمام على المسائل الجوهرية التي تنبع من الصداقة مع يسوع المسيح. هذا ثم هنأ البابا ضيوفه على العمل الذي يقومون به وسط جماعاتهم، وأوكلهم إلى شفاعة العذراء والقديسين الشبان. ومنح الجميع بركاته الرسولية طالبا منهم أن يصلوا من أجله.

10 أكتوبر 2022, 12:02