كلمة البابا إلى المشاركين في الجمعية العامة لاتحاد الصناعيين في إيطاليا
استهل فرنسيس كلمته مشيرا إلى جائحة كوفيد ١٩ التي أثرت سلباً على العديد من النشاطات الإنتاجية، وألحقت الضرر بالمنظومة الاقتصادية ككل. وجاءت الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة لتزيدا الطين بلة. وتطرق البابا بعدها إلى مفهوم المال في الكتاب المقدس قائلا إنه يمكن أن يُستخدم لصنع الخير، على غرار السامري الصالح، أم لصنع الشر، كما فعل يهوذا الإسخريوطي الذي باع المسيح بثلاثين قطعة من الفضة. ولفت إلى أن هذا ما نراه يومياً في الأسواق. بعدها أكد البابا أن الإنسان يستطيع أن يكون رجل أعمال أو تاجراً، وأن يتبع المسيح في الوقت نفسه، ويسكن في ملكوته. وشدد على وجود بعض الشروط لذلك بدءا من عيش المقاسمة، واستخدام المال لصالح الخير العام. وقال إن المقاسمة هي الاسم الآخر للفقر الإنجيلي، مشيرا إلى المقاسمة التي عاشها التلامذة الأوائل في سفر أعمال الرسل. وهذه المقاسمة تُمارس من خلال مساعدة الآخرين وتوفير فرص العمل، كما أن تسديد الضرائب هو نوع من المقاسمة لأن الأرباح تُخصص للخير العام. ولفت البابا بعدها إلى مشكلة تراجع معدل الولادات ما يؤثر على عالم الأعمال والمنظومة الاقتصادية بشكل عام، وشدد على ضرورة التصدي لأي شكل من أشكال استغلال العامل، وأكد أن خلق فرص العمل يساهم في تحقيق المساواة في المجتمع. وأشار البابا في الختام إلى أن التحديات الكبرى يمكن تخطيها بوجود رجال أعمال صالحين، ومن هذا المنطلق شجع ضيوفه على أن يكونوا رواداً لمرحلة التغيير التي نعيشها، وأن يعملوا على بناء منظومة اقتصادية مختلفة تأخذ أيضا في عين الاعتبار حماية البيئة. هذا ثم شكر ضيوفه على حضورهم ومنحهم بركته الرسولية. |