البابا فرنسيس يستقبل القادمين من أبرشية لودي الإيطالية في زيارة حج
في مستهل كلمته إلى القادمين من أبرشية لودي الإيطالية في زيارة حج، أراد قداسة البابا فرنسيس التذكير برباط يجمعه بهم مشيرا إلى أن الكاهن الذي عمّده، الأب انريكو بوتسولي، هو ابن أرضهم. وُلد في سينّا لوديدجانا. وإذ جذبته موهبة دون بوسكو، توجه في سن الشباب إلى تورينو وأصبح ساليزيانيًا وتم إرساله بعد ذلك إلى الأرجنتين حيث بقي طيلة حياته. وقد أصبح صديقًا لوالديه وساعدهما أيضا على قبول دعوته إلى الكهنوت. ووصف البابا فرنسيس في كلمته الأب بوتسولي برجل حكيم وصالح ورحيم، قادر على الإصغاء وتقديم نصائح جيدة.
وتابع البابا فرنسيس كلمته مسلطا الضوء مجددا على روابط بأرضهم، مشيرا إلى القديسة فرانشيسكا سافيريو كابريني التي وُلدت في سانت انجيلو لوديدجانو وأسست مرسلات القلب الأقدس في كودونيو وهي أيضا شفيعة المهاجرين. وقال الأب الأقدس إنه ابن مهاجرين، وقد أصبحت الأرجنتين موطنا للعديد من عائلات المهاجرين، معظمهم إيطاليون. وأشار إلى أن لمرسلات القلب الأقدس اللاتي أسستهن القديسة كابريني حضورًا هاما في بوينس آيرس. وتابع كلمته معبّرا عن امتنانه لهذه المرأة التي هي شاهدة على قرب الكنيسة من المهاجرين وقال: إن موهبتها هي آنية أكثر من أي وقت مضى.
وقال البابا فرنسيس في كلمته إلى القادمين من أبرشية لودي الإيطالية إن الأب بوتسولي وخصوصا القديسة كابريني يذكّراننا بأن البشارة تتم بشكل أساسي بقداسة الحياة، من خلال الشهادة للمحبة بالأعمال والحق (راجع ١ يوحنا ٣، ١٨). وهكذا يتم أيضا نقل الإيمان في العائلات، من خلال شهادة بسيطة وصادقة. وقال الأب الأقدس: أفكّر في الأجداد والجدات الذين ينقلون الإيمان بالمثل وحكمة نصائحهم. وإذ ذكّر بأن أبرشية لودي قد احتفلت بسينودسين أبرشيين بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، تابع قداسة البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أن المسيرة السينودسية التي نقوم بها الآن ككنيسة جامعة تهدف إلى مساعدة شعب الله كله على النمو في هذا البُعد الجوهري لكوننا كنيسة: السير معا، في الإصغاء المتبادل، في تنوع المواهب والخدمات، بإرشاد من الروح القدس. وأضاف يقول أتسلّم منكم الكتاب حول سينودسكم الأبرشي الأخير كعلامة شركة وأحثكم على مواصلة المسيرة، أمناء للجذور ومنفتحين على العالم، بحكمة وصبر المزارعين وإبداع الحرفيين، ملتزمين بالاعتناء بالفقراء وبالأرض التي أوكلها الله إلينا.
كما وتوقف البابا فرنسيس في كلمته عند الخبرة المؤلمة للمرحلة الأولى من جائحة كوفيد ١٩ والتي ضربت أرضهم وخصوصا الجزء الجنوبي، وأشار إلى أن العلامة التي يقدّمونها اليوم هي جماعة تريد الانطلاق مجددا معا، من خلال الإستفادة من الخبرة المُعاشة وتثمين المواهب التي ظهرت في اللحظات الأشد قسوة. كما وذكّر البابا فرنسيس بالزيارة التي قام بها القديس يوحنا بولس الثاني إلى أبرشية لودي الإيطالية لثلاثين سنة خلت، وختم كلمته شاكرا القادمين من هذه الأبرشية على زيارتهم وطلب منهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.