بحث

Villaggio-Monte-biblele_Federica-Pron.jpg

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى أساقفة إيطاليا المجتمعين للتأمل حول المناطق التي يرحل عنها سكانها

المناطق الداخلية التي يهددها خطر انتهاء الحياة فيها كانت محور لقاء لأساقفة إيطاليا يومَي ٣٠ و٣١ آب أغسطس. وإلى المشاركين في اللقاء وجه البابا فرنسيس رسالة ثمَّن فيها عملهم مشددا على أهمية الشهادة لكنيسة للجميع فيها مكان.

عقد أساقفة إيطاليا في مدينة بينيفنتو الجنوبية يومَي ٣٠ و٣١ آب أغسطس لقاءً للتأمل حول المناطق الداخلية، أي تلك المناطق في شمال وجنوب البلاد والتي يواجهها خطر تراجع كبير لأعداد سكانها. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى الأساقفة المشاركين في هذا اللقاء ذكر في بدايتها أن اجتماعهم هذا من أجل تقاسم مقترحات ومشاريع لعمل رعوي مثمر في الأبرشيات هو علامة التزام للنمو في خدمة الجماعة. وتابع الأب الأقدس معربا عن تثمينه لمسيرة الحوار والصداقة هذه التي يجب القيام بها بأذهان وقلوب منفتحة، وذلك للشهادة لكنيسة تشمل الجميع بدون حواجز، كنيسة يمكن فيها لكل شخص أن يشعر بالاستقبال.

وواصل البابا فرنسيس رسالته متوقفا عند الضرورة الملحة في المرحلة الحالية إلى أن تحركنا الرغبة في بلوغ الجميع كي لا يُستبعد أحد من إعلان الإنجيل. وشدد قداسته على أن الأفكار الرسولية والخطط الرعوية لا يمكنها ألا تنطلق من هذه النقطة الهامة وهي أن هناك في الكنيسة مكانا للجميع. وأضاف قداسته أن هذا يعني النظر إلى الآفاق الوجودية الواسعة والخروج من الأطر الضيقة وذلك بوداعة متواضعة للروح القدس.

توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند المصاعب التي تواجه المناطق محور لقاء مجلس أساقفة إيطاليا فقال للأساقفة المشاركين إنهم مدعوون إلى مساعدة الكهنة والمكرسين والمؤمنين العلمانيين، وإن رسالتهم هي أن يكونوا خميرة للعالم. ودعا الأب الأقدس الأساقفة إلى عدم التوقف عن القيان بأعمال اهتمام بالحياة البشرية وحماية الخليقة، كرامة العمل ومشاكل العائلات وأوضاع المسنين ومَن هم على هامش المجتمع. وهكذا، تابع البابا فرنسيس، سيصبحون صورة ديناميكية وجميلة لكنيسة تعيش إلى جانب الأشخاص وخاصة مَن هم أكثر ضعفا، كنيسة في خدمة شعب الله لكي ينمو في وحدة الإيمان والرجاء والمحبة.

وفي ختام الرسالة التي وجهها إلى الأساقفة المشاركين في اللقاء الذي نظمه مجلس أساقفة إيطاليا يومَي ٣٠ و٣١ آب أغسطس في مدينة بينيفنتو الجنوبية للتأمل حول المناطق الداخلية أعرب قداسة البابا فرنسيس عن الرجاء في أن يكون هذا اللقاء خبرة أخوية مثمرة لصالح المؤمنين الموكلين إلى العناية الرعوية للأساقفة. كما وأكد صلاته من أجلهم ومن أجل جماعاتهم، والتضرع كي يتمكن الأساقفة من أن يشهدوا دائما للإنجيل بروح الحنان والرحمة. أوكل قداسة البابا بعد ذلك الجميع إلى الحماية الأمومية للعذراء ومنحهم بركته سائلا إياهم أن يُصلوا من أجله.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء، والذي نظمه مجلس الأساقفة وشارك فيه أساقفة من ١٢ من المقاطعات الإيطالية، قد انطلق من مبادرة لرئيس أساقفة بينيفنتو المطران فيليتشي أكروكا والذي حذَّر في مداخلته من أن توجُّه المواطنين الإيطاليين إلى المدن يتسبب في ما وصفه بموت بطيء لمناطق بكاملها ما يشكل ضررا كبيرا على البلاد بأسرها. وتابع أنه حين يرحل سكان منطقة ما عنها فإن الأمة بكاملها تتضرر، وذلك لان منطقة غير مأهولة بالسكان تصبح معرضة إلى ضغط أكبر من قبل قوى الطبيعة، ما يعني تعرضها لخطر وقوع كوارث بيئية جديدة ومتزايدة. كما ويؤدي هذا إلى عدم التمكن من الحفاظ على الإرث الثقافي والمعماري الكبير الذي يجعل من إيطاليا متحفا في الهواء الطلق.

هذا وكان أساقفة إيطاليا قد أطلقوا في أيار مايو ٢٠١٩ مسيرة تتضمن مبادرات عديدة، وذلك في إطار الحوار مع المؤسسات، سعيا إلى تكثيف الإسهام الذي يمكن للجماعات الكنسية أن تقدمه إلى مشروع نهضة المناطق الداخلية، وذلك بدءً من وضع خطط رعوية خاصة لهذه المناطق. ويسعى مجلس الأساقفة إلى تقديم رجاء إلى مناطق يبدو أن الرغبة في الرحيل عنها كبيرة حيث هناك بالفعل بلدات تواصل فقدان سكانها الشباب وحيث لم تعد هناك تقريبا متاجر، بل ولم تعد هناك حتى المدارس أو مراكز البريد وغيرها من خدمات أساسية، حسب ما أشار المطران فيليتشي أكروكا رئيس أساقفة بينيفنتو مشددا على الحاجة إلى ما وصفه بذكاء سياسي ورعوي لإنعاش أماكن يهددها خطر إنتهاء الحياة فيها.   

31 أغسطس 2022, 13:17