البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للمؤتمر العالمي للمعاهد العلمانية
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة رحّب فيها بالمشاركين في الجمعية العامة للمؤتمر العالمي للمعاهد العلمانية ( CMIS) معبّرا عن رغبته في تقديم أفكار لمساعدتهم على التأمل في ميزة الدعوة المُعطاة لهم كي تكون موهبتهم أكثر فعالية في الزمن الذي نعيش فيه، وسلط الضوء على كنيسة في انطلاق، غير بعيدة وغير منفصلة عن العالم، إنما منغمسة في العالم وفي التاريخ لتكون الملح والنور، بذرة وحدة ورجاء وخلاص. وأشار إلى أن رسالتهم المميزة تحملهم إلى أن يكونوا وسط الناس ليعرفوا ويفهموا ما يجول في قلوب رجال ونساء اليوم، كي يفرحوا معا ويحزنوا معا، من خلال أسلوب القرب. وأضاف البابا فرنسيس أنه أسلوب الله الذي أظهر قربه ومحبته للبشرية، مسلطا الضوء في كلمته على سر التجسد.
هذا وأشار البابا فرنسيس إلى أن الموهبة التي نالوها تحثهم - كأفراد وكجماعة – على الجمْع بين التأمل وتلك المشاركة التي تتيح لهم أن يتقاسموا مخاوف البشرية وتطلعاتها متلقين الأسئلة لإنارتها بنور الإنجيل، وقال إنهم مدعوون للشهادة لصلاح الله وحنانه بأعمال محبة يومية. ولكن أين نجد القوة لخدمة الآخرين بسخاء؟ وأين نجد شجاعة خيارات تدفع إلى شهادة جذرية؟ - تابع الأب الأقدس كلمته – وقال توجد هذه القوة وهذه الشجاعة في الصلاة والتأمل الصامت في المسيح. وأشار إلى أن اللقاء مع يسوع من خلال الصلاة يملأ القلب بسلامه ومحبته ويستطيعون تقديمهما إلى الآخرين. وأضاف أن البحث عن الله والألفة مع الكتاب المقدس والمشاركة في الأسرار هي مفتاح خصوبة عملهم.
كما وأشار الأب الأقدس في كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة للمؤتمر العالمي للمعاهد العلمانية إلى أن دعوتهم تفتح دروبا، ودعاهم إلى عدم التعب من إظهار وجه كنيسة تحتاج إلى إعادة اكتشاف ذاتها في مسيرة مع الجميع، ومعانقة العالم بكل متاعبه وجماله. الكنيسة هي رسالة. فقط معا – قال البابا فرنسيس – نستطيع السير كشعب الله. كما وحثّهم على الإصغاء بوداعة إلى الروح القدس ليعرفوا كيف يجعلون عملهم أكثر فعالية على الدوام، وذلك أيضا من خلال السير على دروب جديدة تجعل الغنى الذي يحملونه مرئيا. وفي هذا الصدد، قال الأب الأقدس من الأهمية بمكان أن يكون رعاة الكنيسة إلى جانبكم ويصغوا إليكم.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة للمؤتمر العالمي للمعاهد العلمانية، عبّر البابا فرنسيس مجددا عن قربه وتقديره للإسهام الذي يقدّمونه للكنيسة بكل شغف، ودعاهم كي لا يتعبوا أبدا من أن يحملوا للعالم بشرى حياة جديدة وأخوّة عالمية وسلام دائم، العطايا الرائعة للرب القائم من الموت.