البابا فرنسيس يستقبل وفدا بوذيا تايلانديا ويتحدث عن أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون
استهل الحبر الأعظم كلمته مرحباً بالحاضرين ومعرباً عن سروره للقائهم في الفاتيكان وقال إن الهدف من هذه الزيارة يتمثل في إحياء الذكرى السنوية الخمسين للقاء التاريخي الذي تم بين Somdej Phra Wannarat البطريرك البوذي السابع عشر في تايلاند والبابا القديس بولس السادس، وذلك في الخامس من حزيران يونيو من العام ١٩٧٢. بعدها عبر البابا فرنسيس عن امتنانه الكبير للبطريرك البوذي الحالي Somdej Phra Sri Ariyavongsagatanana التاسع، ورئيس السانغا في تايلاند على إرسالهما Somdej Phra MahaTheerajarn والوفد التايلاندي إلى الفاتيكان من أجل تجديد علاقات الصداقة والتعاون المتبادل. بعدها قال البابا إنه يود – في هذه المناسبة – أن يجدد التعبير عن المشاعر التي تحدث عنها البابا بولس السادس لدى لقائه الوفد التايلاندي لخمسين سنة خلت، إذ تحدث البابا مونتيني عن الاهتمام الخاص الذي توليه الكنيسة الكاثوليكية للكنوز الروحية والخلقية والاجتماعية – الثقافية ضمن التقاليد البوذية. وشدد بولس السادس آنذاك على القيم التي يحفظها البوذيون معرباً عن رغبته في أن يُحافظ دوماً على هذه القيم، متمنياً أن يُقام حوار مطبوع بالصداقة والتعاون الوثيق بين التقاليد البوذية والكنيسة الكاثوليكية. تابع البابا فرنسيس قائلا إنه خلال السنوات الخمسين الماضية، شهدنا على نمو تدريجي ومثابر للحوار الودي والتعاون الوثيق، بين التقليدين الدينيين. ولفت إلى أنه يتذكر الزيارة التي قام بها إلى الفاتيكان الوفد التايلاندي في السادس عشر من أيار مايو ٢٠١٨، عندما قدم ترجمة لمخطوط بوذي قديم بلغة "بالي" وهو محفوظ اليوم في المكتبة الفاتيكانية. وأضاف أنه يتذكر بفرح كبير الزيارة التي قام بها إلى البلد الآسيوي من العشرين وحتى الثالث والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر ٢٠١٩، والترحاب الحار الذي لقيه لدى الشعب التايلاندي. وقال في هذا السياق إنه يثمن الصداقة والحوار الأخوي القائمين بين الجماعة البوذية التايلاندية من جهة والمجلس البابوي للحوار بين الأديان والكنيسة الكاثوليكية التايلاندية من جهة أخرى. هذا ثم أشار البابا فرنسيس إلى أن العائلة البشرية وكوكب الأرض يواجهان اليوم عدداً كبيراً من التحديات، وهذا الأمر يجعل تعزيز الحوار الودي والتعاون الوثيق أمراً ضروريا أكثر من أي وقت مضى. وقال إننا نسمع وللأسف صراخ الإنسانية الجريحة والأرض المعذبة، يتصاعد من كل حدب وصوب، مضيفا أن بوذا ويسوع أدركا أهمية تخطي الأنانية التي تولد الصراعات والعنف. ولفت فرنسيس إلى أن سفر Dhammapada يشير إلى تعاليم بوذا بشأن "تفادي الشر، تعزيز الخير وتصفية الذهن"، كما أن يسوع قال لتلاميذه "وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا". وأشار البابا إلى أن واجبنا اليوم هو أن نقود مؤمنينا نحو حقيقة كوننا أخوة وأخوات. وهذا الأمر يتطلب أن نعمل معاً من أجل تعزيز الرأفة والضيافة حيال جميع الكائنات البشرية، خصوصا الأشخاص الفقراء والمهمشين. في ختام كلمته إلى الوفد البوذي التايلاندي شجع البابا فرنسيس ضيوفه على بذل الجهود من أجل توطيد وتوسيع الحوار والتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية، وشكرهم مرة جديدة على زيارتهم للفاتيكان، إحياء لذكرى اللقاء بين بطريركهم البوذي الراحل والبابا بولس السادس. وتمنى للجميع إقامة ممتعة في روما آملا أن يتكلل بالنجاح المؤتمر الذي يُعقد عصر الجمعة في حرم جامعة أوربانيانا الحبرية بروما تحت عنوان "الصداقة بين البوذيين والمسيحيين من أجل ثقافة التلاقي". وسأل لضيوفه وسكان تايلاند البركات السماوية. |