بحث

1653303318893.JPG

البابا فرنسيس يستقبل متطوعي الحماية المدنية الإيطالية

الحاجة إلى الحماية من العزلة الاجتماعية ومن الكوارث البيئية والحماية عبر الوقاية. كان هذا محور حديث البابا فرنسيس اليوم الاثنين خلال استقباله متطوعي خدمة الحماية الوطنية الإيطالية.

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين متطوعي الخدمة الوطنية الإيطالية للحماية المدنية. وتحدث الأب الأقدس إلى ضيوفه عن إدراكه لأهمية ما يقومون به من عمل، وأراد التذكير بعملهم خلال الجائحة وبشكل خاص في مراحلها الحادة. وتوقف عند مساعدتهم العائلات الأكثر هشاشة ومرافقتهم للمسنين والأشخاص الضعفاء، هذا إلى جانب خدمة المرضى والفقراء ومَن يعيشون بمفردهم، وأيضا دعمهم لحملة التلقيح ضد كوفيد ١٩. وأشار الأب الأقدس من جهة أخرى إلى نشاط الحماية المدنية ومتطوعيها في مجال المساعدة الإنسانية والاستقبال للاجئين الأوكرانيين وخاصة النساء والأطفال الفارين من الحرب. وشكر البابا الجميع على ما قاموا ويواصلون القيام به في صمت مؤكدا أن فعل الخير لا يعلو صوته لكنه يبني العالم.

وواصل البابا فرنسيس انه يريد أن يتقاسم مع الحضور ثلاث نقاط للتأمل والعمل انطلاقا من اسم خدمتهم، الحماية. وقال إن قيامهم بحماية الأشخاص الأكثر تعرضا للمخاطر والضعف هو رسالة تُذكرنا برسالة السامري الصالح الذي يحدثنا عنه الإنجيل. وتطرق قداسته أولا إلى ما وصفها بالحماية الأولى التي نحتاج إليها، الحماية من العزلة الاجتماعية، وهذا أمر هام من أجل منح صوت للرجاء. وقال البابا لقد سمحت لنا الجائحة الأخيرة باستعادة وتقدير العديد من رفاق ورفيقات السير الذين تفاعلوا ووهبوا حياتهم، واستطعنا الوعي بأن حياتنا منسوجة ومسنودة من قِبل أشخاص عاديين كتبوا الأحداث الحاسمة في تاريخنا المشترك، فقد فهموا أن لا أحد ينجو بمفرده. وشدد قداسته على حاجتنا إلى أن ندرك وأن نرى اعتماد حياتنا على حياة الآخرين وكون الخير مُعديا، كما وأكد أن القرب من الأخوة يجعلنا أفضل، أكثر استعدادا وتضامنا، كما ويجعل هذا الحياة في مجتمعاتنا ممكنة بشكل أكبر. وتابع أن تنامي هذه الأفعال وارتباطها في أسلوب مواطَنة تضامني يؤدي إلى بناء "حماية مدنية". وأشار الأب الأقدس في هذا السياق إلى أهمية مد اليد للفارين من الحروب أو التغيرات المناخية، وكرر قداسته وأمام الحرب في أوكرانيا نداء البابا القديس بولس السادس في الأمم المتحدة سنة ١٩٦٥ "لا حرب بعد اليوم". وشدد البابا فرنسيس على ضرورة حماية حلم الشعوب بالسلام وحقها فيه.

توقف الأب الأقدس بعد ذلك عند الحماية من الكوارث البيئية، وذكَّر بالأحداث الجوية القصوى الناتجة عن التغيرات المناخية وبتبعاتها المأساوية على السكان. وأشار قداسته في هذا السياق إلى التدخلات الحاسمة للحماية المدنية خلال الزلازل أيضا. وأضاف أن الحماية هي علامة على العناية بالأرض التي نسكنها، ودعا ضيوفه إلى أن يكونوا قوة لإنقاذ الحياة البشرية وتعزيز الجماعات، وشدد على كوننا مدعوين إلى حماية العالم لا نهبه.

ثم تحدث البابا فرنسيس عن الحماية التي تتم عبر الوقاية، وقال إن كل شخص يحب أرضه ويعتني بها بمسؤولية خاصة ويهتم بشؤون وطنه، تماما كما يجب أن يحب كل شخص منزله ويعتني به حتى لا ينهار، لأن الجيران لن يفعلوا ذلك. وتابع أن خير الكون أيضا يتطلب أن يحمي كل شخص أرضه ويحبها. وأكد الأب الأقدس إمكانية توفير الحماية من خلال إشراك الأطراف المسؤولة عن الإدارة، كما وشدد على أهمية التنشئة على عدم إهمال الخيور المشتركة أو جعل الاستفادة منها مقتصرة على قليلين. تحدث البابا فرنسيس أيضا عن اليقظة والانتباه كي لا تسفر الأحداث السيئة عن كوارث لا يمكن إصلاحها، كما وتوقف عند أهمية التربية على الجمال وحماية قصص الحياة والتقاليد والثقافات والخبرات الاجتماعية. وأضاف أن بإمكاننا هكذا أن نصبح صانعي رجاء، تلك الفضيلة الجريئة القادرة على النظر إلى ما وراء الراحة الشخصية والضمانات الصغيرة والتعويضات التي تضيّق الأفق، وذلك للانفتاح على المثل العليا التي تجعل الحياة أكثر جمالا وجلالا.

ثم ختم الأب الأقدس متوقفا عند العمل الطوعي، وقال إنه رأى في إيطاليا ثلاثة أشياء لم يرها في أماكن أخرى، ومن بينها قوة العمل الطوعي للشعب الإيطالي، قوة هذه الدعوة، وشدد على كون هذا كنزا ثقافيا يجب الحفاظ عليه. ثم ذكَّر بأن الحماية تعني الرعاية، وهو ما يمكننا القيام به بحنان فقط حين نعترف بأن هناك مَن يحرسنا، الله، الأب الذي لا يحرمنا من حبه أبدا. ثم شجع قداسته ضيوفه على مواصلة عمل الخير وسط أكثر الأشخاص عوزا، وبارك الجميع وعائلاتهم مؤكدا مرافقته لهم بالصلاة سائلا إياهم أن يُصلوا من أجله.

23 مايو 2022, 13:31