بحث

09645_04062017 ok.jpg

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى المشاركين في مؤتمر لمناسبة ذكرى تأسيس معهد علم النفس في جامعة غريغوريانا الحبرية

قبول وتطبيق التحديث الكنسي الذي دعا إليه المجمع الفاتيكاني الثاني، كان هذا محور رسالة وجهها البابا فرنسيس إلى المشاركين في مؤتمر بعنوان "آدم أين أنت؟ القضية الأنثروبولوجية اليوم" تنظمه جامعة غريغوريانا الحبرية في ذكرى تأسيس معهد علم النفس في الجامعة.

وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في مؤتمر دولي تنظمه جامعة غريغوريانا الحبرية لمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس معهد علم النفس في الجامعة، ويحمل المؤتمر عنوان "آدم أين أنت؟ القضية الأنثروبولوجية اليوم". وعقب تحية الجميع أشار الأب الأقدس إلى أن المعهد المذكور قد تأسس في إطار التحديث الكنسي الذي أطلقه المجمع الفاتيكاني الثاني. وذكَّر البابا هنا بالدعوة المذكورة في الدستور الرعوي حول الكنيسة في عالم اليوم "فرح ورجاء" والتي تؤكد أنه في العمل الرعوي يجب ألا تُعرف معرفة كافية مبادىء اللاهوت وحسب، بل يجب الإلمام بالإكتشافات العلمية الدنيوية، لا سيما علم النفس والإجتماع، وذلك ليتوصل المؤمنون بدورهم الى حياة إيمان أكثر نقاوة وأشد نضجا.

وتابع الأب الأقدس حديثه إلى المشاركين في المؤتمرا مشيرا إلى قبول الجامعة والمعهد  خلال نصف قرن من الزمن هذا التحدي عبر مقاربة متعددة الجوانب في الاهتمام الرعوي بالمؤمنين، وذلك سواء في مجال البحث عبر الاصدارات الكثيرة أو في التطبيق الرعوي والتكويني. كما ونجح المعهد في إعداد متخصصين قادرين على الجمع بين الروحانية وعلم النفس في النشاطات الرسولية والتربوية في أطر كنسية عديدة ما بين جغرافية وثقافية، وقد أسس هؤلاء الخبراء بالتعاون مع المعهد ١٥ من المراكز المتخصصة للمنئشين في مناطق مختلفة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا.

وفي حديثه عن المؤتمر قال البابا فرنسيس إنه لا يهدف إلى التأمل في الماضي بل إلى استنباط ما فيه من إرث ثمين لمواجهات تحديات المستقبل. وأضاف أن السؤال "آدم أين أنت؟" تتردد أصداؤه اليوم بقوة ويدعونا إلى اختبار الضمير وإلى الارتداد. وتحدث البابا عن الأزمة الانثروبولوجية التي يواجهها عالم اليوم، أزمة معنى على الكنيسة الرد عليها بشكل ملائم وفعال، وذكَّر الأب الأقدس بأننا نشهد مرة أخرى مأساة الحرب الرهيبة. وتابع أن الكنيسة تنتظر من المعهد الذي يُحتفل بذكرى تأسيسه خدمة تتميز بالجودة تقوم على معرفة علم النفس بمساهمة علم اللاهوت والفلسفة. وأكد قداسته أن رسالة المعهد هي في خدمة تعزيز الشخص البشري ومسيرة الكرازة المستمرة، والتي تتحقق من خلال أن تترجَم بشكل ملموس في حياة الأشخاص العطية العظمى، عطية الفداء التي قدمها ربنا يسوع المسيح.   

19 مايو 2022, 13:22