البابا فرنسيس: نحن قد خلقنا لكي ننمو ونحقق ذواتنا عن الحقيقة وفي بذل الذات الصادق في سبيل الآخرين
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان مجموعة من مرشديّة جامعة "Queen’s University" في بلفاست وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وقال أحييكم جميعًا بمودّة وفرح بالرب القائم من بين الأموات بمناسبة حجكم إلى روما. يتمُّ لقاءنا هذا فيما تحتفلون بالذكرى السنوية الخمسين على تأسيس مرشديّة جامعة "Queen’s University"، وبالتالي أشجعكم ليس فقط على تعميق فهمكم وتقديركم للغنى الفكري والروحي للتقاليد الكاثوليكية، وإنما أيضًا، وبروح إنجيلية حقيقية، لكي تنمّوا ثقافة اللقاء بينكم وفي الجماعة الجامعيّة. إنَّ الإيمان المسيحي هو في جوهره لقاء مع يسوع المسيح. إذا كنا نؤمن بيسوع حقًا، فعلينا أن نحاول أن نتصرف مثل يسوع: أن نلتقي بالآخرين، وبمن هم حولنا، ونشاركهم حقيقة الإنجيل الخلاصيّة. كأشخاص، ولاسيما كمسيحيين، نحن قد خلقنا بطريقة لكي لا نعيش وننمو ونحقق ذواتنا إلا في البحث عن الحقيقة وفي بذل الذات الصادق في سبيل الآخرين.
تابع البابا فرنسيس يقول إن بناء ثقافة اللقاء في خدمة ملكوت الله يلزمنا شخصيًا. لا يتعلّق الأمر بأن نرى وحسب وإنما أن ننظر بإمعان، كما لا يتعلّق الأمر بالسماع وحسب وإنما بالإصغاء ولا يكفي أن نلتقي بالأشخاص أو نمُرَّ بقربهم، وإنما علينا أن نتوقف ونلتزم معهم في الأمور المهمة حقًا. إنه أمر مبهج أيضًا، لأننا نشارك رحلتنا مع الآخرين، وندعم بعضنا البعض في بحثنا عن الحقيقة ونسعى جاهدين لنسج شبكة من العلاقات التي يمكنها أن تجعل حياتنا معًا "خبرة حقيقية للأخوة، وقافلة تضامن، وحجٌّ مقدّس". ليكن كلُّ فردٍ منكم، بطريقته الخاصة، معززًا لثقافة اللقاء هذه في البيئة الجامعية، فيساهم هكذا في الحفاظ على التقاليد الأيرلندية النبيلة للضيافة والمصالحة والأمانة للإنجيل والمثابرة في البحث عن القداسة.
وخلص البابا إلى القول بهذه المشاعر أوكلكم جميعًا إلى شفاعة الطوباوية مريم العذراء الوالدية، لكي تتمكنوا من أن تستمروا في كونكم جماعة إيمان وصداقة في قلب الحرم الجامعي. وأسألكم، من فضلك، ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي!