بحث

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر تنظّمه رهبانيّة الثالوث الأقدس البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر تنظّمه رهبانيّة الثالوث الأقدس  

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر تنظّمه رهبانيّة الثالوث الأقدس

"أشكركم على عملكم وأشجعكم على المضي قدمًا فيه، وكذلك من خلال التعاون مع المؤسسات الكنسية وغيرها، التي تشارككم هدفكم النبيل" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركين في مؤتمر "Solidarietà Internazionale Trinitaria"

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر "Solidarietà Internazionale Trinitaria" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أهنئكم على هذا الالتزام الذي تقومون به من خلال الاستقاء من موهبتكم الأصلية. نعود إلى أكثر من ثمانية قرون إلى زمن القديس فرنسيس الأسيزي. عندما حرّك الروح القدس في ذلك الوقت - كما يفعل دائمًا، في كل عصر – شهودًا قادرين على الاجابة بحسب الإنجيل على تحديات اللحظة. لقد دعا المسيح جوفاني دي ماثا لكي يبذل حياته من أجل تحرير العبيد، مسيحيين ومسلمين. لكنّه لم يرِد أن يفعل ذلك بمفرده، بل أسس لهذا الهدف رهبانية جديدة، رهبانية في انطلاق، جديدة أيضًا في شكل الحياة، الذي كان يجب أن يكون رسوليًا "في العالم". وأعطاه البابا إينوشنسيوس الثالث موافقته ودعمه الكامل.
تابع البابا فرنسيس يقول "رهبانية الثالوث المقدس والأسرى"، أي العبيد والسجناء. هذا الاقتران أيضًا يجعلنا نفكر: الثالوث والعبيد. وبالتالي لا يسعنا ألا نفكّر في أوّل عظة ليسوع في مجمع الناصرة، عندما قرأ مقطعًا من النبي أشعيا: "روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر الفقراء وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأفرج عن الـمظلومين". يسوع هو مُرسل الآب ويحرّكه الروح القدس. فيه يعمل الثالوث كله. وعمل إله المحبة، الآب، الابن والروح القدس هو فداء الإنسان: ولذلك سفك المسيح دمه على الصليب، لكي يفتدينا. إنَّ هذا العمل يمتد في رسالة الكنيسة جمعاء، ولكنّه قد وجد في رهبنتكم تعبيرًا فريدًا وغريبًا، - يشبه إلى حد ما الفقر لدى القديس فرنسيس - أي الالتزام بتحرير العبيد.
أضاف الأب الأقدس يقول هذه الموهبة للأسف لا تزال آنية! والسبب في ذلك هو أنه حتى في عصرنا، الذي يتفاخر بإلغاء العبودية، هناك في الواقع عدد كبير جدًا من الرجال والنساء، وحتى من الأطفال الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية ومستعبدون. والسبب، كما يؤكِّد مؤتمركم، هو أن الحرية الدينية تُنتهك، وتُداس أحيانًا في أماكن كثيرة وبطرق مختلفة، بعضها فجٌّ وواضح، والبعض الآخر مُتقنٌ وخفي.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأصدقاء الأعزاء، أشكركم على عملكم وأشجعكم على المضي قدمًا فيه، وكذلك من خلال التعاون مع المؤسسات الكنسية وغيرها، التي تشارككم هدفكم النبيل. لترافق العذراء مريم والقديس جوفاني دي ماثا على الدوام مسيرة  وخدمة التضامن الثالوثي العالمي. أبارككم من قلبي. ورجاء لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.
 

25 أبريل 2022, 12:18