بحث

IMG_5874aem.jpg

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في المؤتمر الإرسالي للشباب

ثلاثة أفعال رئيسية بالنسبة للرسالة هي قُم، اعتنِ بـ واشهد، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس اليوم السبت إلى المشاركين في المؤتمر الإرسالي للشباب الذي تنظمه مؤسسة ميسيو.

استقبل قداسة البابا فرنسيس اليوم المشاركين في المؤتمر الإرسالي للشباب الذي تنظمه مؤسسة "ميسيو" التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا. وفي حديثه إلى الشباب أراد الأب الأقدس التوقف عند ثلاثة أفعال يسهل تذكرها، حسب ما ذكر، يعتبرها أساسية بالنسبة لرسالتهم، أفعال نجدها في أعمال يسوع والتلاميذ وهي قُم، اعتنِ بـ واشهد. وفي تطرقه إلى الفعل الأول عاد البابا فرنسيس إلى حديث لوقا الإنجيلي عن إحياء يسوع لابن أرملة نائين، وتوقف الأب الأقدس عند تفاصيل هذه الحدث المؤثرة حيث يروي لنا الإنجيل عن الأم الأرملة "فلَمَّا رآها الرَّبّ أَخذَتُه الشَّفَقَةُ علَيها، فقالَ لَها: ((لا تَبكي! ))". وقال البابا إننا نحن أيضا نقول خلال تشييع الموتى لا تبكِ، إلا أن يسوع قال هذا ليبدأ عملا، فهو يهتم بألم من يعاني ومن يفقد الرجاء ومن لا يرى مستقبلا. وتابع مذكرا بأن يسوع دنا من النعش ولمسه ثم قال: "يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!". وواصل البابا فرنسيس أن إعادة الحياة إلى هذا الفتى تعني إعادة المستقبل للأم وللجماعة بأسرها. وأضاف قداسته إن كلمات يسوع هذه تتردد أصداؤها في قلوب فتية كثيرين وتدعو كلا منهم "أقولُ لَكَ: قُمْ"، يمنحنا يسوع القوة للنهوض ويدعونا إلى عدم الانغلاق على الذات وتفادي شلل الأنانية والكسل والسطحية الذي يجعلنا نعيش إيمانا ميتا أكثر منه حيا. يدعونا يسوع بكلماته هذه إلى الانطلاق نحو مستقبل حياة مفعم بالرجاء والمحبة إزاء الأخوة.

الفعل الثاني الذي أراد البابا الحديث عنه هو العناية، وانطلق هنا من مَثل السامري الصالح الذي توقف للعناية بالرجل الذي ضربه اللصوص وتركوه جريحا على الطريق. وقال البابا إن السامري قد اعتنى بهذا الرجل بشكل ذكي حيث ضمد جراحه ثم حمله إلى فندق ليلقى العناية. العناية تعني عيش المحية بديناميكية وذكاء، قال البابا فرنسيس، مضيفا أننا في حاجة اليوم إلى أشخاص، وخاصة شباب، لديهم أعين قادرة على رؤية احتياجات الأشخاص الأكثر ضعفا وقلوب كبيرة تجعلهم قادرين على هبة الذات. وقال الأب الأقدس لضيوفه الشباب إنهم مدعوون إلى الاستفادة من قدراتهم وأن يجعلوا ذكاءهم في خدمة ممارسة المحبة من خلال مشاريع واسعة المدى. وأضاف أن إرساليين كثيرين سبقوهم في العناية بالآخرين وعليهم هم اليوم أن يفعلوا ذلك بمحبة رقيقة وفعالة تتمتع بالمخيلة والذكاء.

ثم تحدث البابا فرنسيس عن الفعل الثالث، اشهد، وعاد هنا إلى أعمال الرسل متحدثا عن ظهور يسوع للتلاميذ بعد قيامته كي يشرح لهم سر موته ويغفر هروبهم لحظة التجربة وفي المقام الأول ليشجعهم على أن يكونوا شهودا له في العالم بكامله، حيث قال لهم: "ولكِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يَنزِلُ علَيكم فتَنَالون قُدرَةً وتكونونَ لي شُهودًا في أُورَشَليمَ وكُلِّ اليهودِيَّةِ والسَّامِرَة، حتَّى أَقاصي الأَرض". وتابع البابا أن كل معمَّد مدعو إلى العيش وكأنه منغمس في فصح دائم، إلى العيش كقائم لا كميت، وليست هذه هبة لنا نحن فقط بل يجب تقاسمعها مع الجميع. ودعا الشباب بالتالي إلى الانطلاق من هذا الفعل، الشهادة، ليشهدوا بحياتهم.   

23 أبريل 2022, 13:25