البابا فرنسيس : العمل لبناء مجتمع أكثر أخوّة
شكر قداسة البابا فرنسيس المؤسسة الإيطالية لمرض التوحد على العمل الذي تقوم به منذ العام ٢٠١٥، وقال إن المواضيع التي تهتم بها هي اليوم أكثر من أي وقت مضى ذات أهمية حيوية، وأشار إلى أنه من خلال مشاريع الأبحاث والمبادرات لصالح الأشد ضعفًا، تقدّم هذه المؤسسة إسهاما كبيرا في مكافحة ثقافة الإقصاء.
وتابع الأب الأقدس كلمته متوقفًا بداية عند ثقافة الادماج والانتماء وقال إن الإعاقة بجميع أشكالها، تمثل تحديا وفرصة لكي يتم معا بناء مجتمع أكثر ادماجًا، وسلط الضوء على أهمية مواصلة تعزيز الوعي بمختلف جوانب الإعاقة من خلال هدم الأحكام المسبقة وتعزيز ثقافة الإدماج والانتماء المرتكزة إلى كرامة الإنسان، وقال: إنها كرامة جميع أولئك الرجال والنساء الأشد ضعفا الذين يتم تهميشهم غالبًا، ولكنهم يمثلون في الواقع غنى كبيرا للمجتمع. وذكّر البابا فرنسيس بمثل القديسة Margherita da Città di Castello، الشابة التي كانت لديها إعاقة ووضعت حياتها بين يدي الرب لتكرّس ذاتها للصلاة ومساعدة الفقراء. وأشار من ثم إلى أن مثل السامري الصالح (راجع لوقا ١٠، ٢٥ -٣٧) يرشد إلى الدرب من أجل مجتمع أكثر أخوّة.
وتوقف قداسة البابا فرنسيس من ثم عند كلمة المشاركة وقال إن تمكّن الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة بشكل فعال يمثل جانبًا أساسيا في ثقافة الادماج، وأشار إلى أهمية ضمان مشاركتهم في مبادرات الجماعة المدنية والكنسية، من خلال تقديم اسهامهم، وشدد بالتالي على دعم مشروع حياتهم من خلال توفر التعليم والعمل والاستفادة من إمضاء أوقات الفراغ حيث يتمكنون من إقامة علاقات اجتماعية والتعبير عن ابداعهم. وأضاف أن ذلك يتطلب تغييرا في الذهنية، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه قد تم تحقيق خطوات كبيرة في هذا الاتجاه، ولكن لا تزال هناك أحكام مسبقة ولامساواة وتمييز. وأمل الأب الأقدس أن يصبح الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر فأكثر رواد هذا التغيير.
هذا وأشار البابا فرنسيس إلى أن جائحة كوفيد ١٩ كان لها تأثير كبير خصوصا على الأشد ضعفا، على المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم. وأشار أيضا إلى مأساة الحرب في أوكرانيا... وقال: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ينبغي أن يكون التضامن جوابنا. التضامن في الصلاة والتضامن في المحبة. وأضاف أنه إزاء جراح كثيرة، وخصوصا الأشد ضعفا، لا ينبغي أن نهدر فرصة مساعدة بعضنا البعض.
وفي مجال الإعاقة أيضاً، تابع البابا فرنسيس كلمته قائلا تُدعى الجماعة الكنسية والمدنية إلى التعاون بشكل متناغم لمساعدة الأشد ضعفًا واسماع صوتهم، وهكذا يتم تحقيق التكافل ويُثمّن اسهام الذين يعملون مع الأشخاص ذوي الإعاقة. وأشار أيضا إلى أهمية اقتصاد تضامني. وأضاف البابا فرنسيس أن العمل الذي يقومون به من خلال المؤسسة الإيطالية لمرض التوحد يحتاج إلى دعم مادي، وشكر في هذا الصدد المحسنين الذين وإذ يخصصون موارد لصالح القريب يبنون مجتمعا أكثر تضامنا، ادماجًا وأخوّة، وأشار إلى أنها طريقة ملموسة أيضا للقيام باقتصاد تضامني.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء المؤسسة الإيطالية لمرض التوحد، شجع البابا فرنسيس الجميع على المضي قدما في عملهم، وأشار إلى أن بعض الأشخاص المصابين بالتوحد سيحضّرون الطعام ويقدّمونه للإخوة الفقراء في ساحة القديس بطرس بعد هذا اللقاء، وقال إنها مبادرة تشهد على أسلوب السامري الصالح، أسلوب الله: القرب، الرأفة، الحنان.