بحث

1650700418811.JPG

البابا فرنسيس: العالم في حاجة إلى إنماء حضارة محبة

إنماء حضارة محبة ونشر فرح الإنجيل ورجائه والقرب من المتألمين، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس اليوم السبت خلال استقباله المشاركين في منتدى تنظمه جمعية Fiat.

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت المشاركين في منتدى تنظمه جمعية Fiat بعنوان "على خطى الكاردينال سوينس. الروح القدس، مريم والكنيسة". وعقب ترحيبه بضيوفه وتأكيده قربه الروحي من جميع أعضاء الجمعية أراد الأب الأقدس شكر الله على عمل الكاردينال سوينس وفيرونيكا أوبراين مؤسسَي الجمعية. وتابع قداسته قائلا لضيوفه إنهم اليوم، وفي أمانة للحدس الإنجيلي لمؤسسَي الجمعية، يعملون على تقاسم الإنجيل مع كل شخص تضعه العناية الإلهية على طريقهم. ثم تحدث البابا عن الكرازة مؤكدا كونها في قلب رسالة الكنيسة، مضيفا أننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى مطالَبون بأن نكون رواد كنيسة في انطلاق بتحفيز من الروح القدس.

ثم واصل قداسة البابا مؤكدا أن هناك حاجة في عالم اليوم الذي يزداد علمنة إلى تلاميذ ثابتين في إعلان الإيمان وقادرين على نقل شعلة الرجاء إلى رجال ونساء هذا الزمن. وتابع البابا فرنسيس أن المآسي التي نعيشها حاليا، وخاصة الحرب في أوكرانيا، تستعدي بشكل عاجل حضارة محبة، ففي نظرات أخوتنا وأخواتنا ضحايا فظائع الحرب نقرأ الحاجة العميقة والملحة إلى حياة يطبعها الكرامة والسلام والمحبة. وعلينا ومثل مريم العذراء، أن ننمي باستمرار روحا إرسالية لنكون قريبين ممن يعانون فاتحين قلوبنا لهم. علينا السير معهم، الكفاح معهم من أجل كرامتهم البشرية، وأن ننشر في كل مكان عطر محبة الله. وقال البابا فرنسيس: مع الروح القدس مريم حاضرة دائما وسط الشعب. كانت مع التلاميذ للتضرع إليه. وهكذا مكنت من حصول التفجر الإرسالي يوم العنصرة. إنها أم الكنيسة المبشرة بالإنجيل، وبدونها لا يمكننا أن نفهم بشكل كامل روح التبشير الجديد بالإنجيل.

ثم تحدث الأب الأقدس عن بيتتا المشترك الذي تهزه أزمات كثيرة، ولهذا نحن في حاجة إلى بناء إنسانية، مجتمع من علاقات أخوية مفعمة بالحياة. وواصل قداسته أن الأعمال تنبع من اتحاد يجعلنا ننحني أكثر فأكثر نحو الآخر، معتبرين إياه قيّما وجديرا وجميلا، بعيدا عن المظاهر الجسدية أو الخُلقية. تدفعنا محبتنا للآخرين لما هم عليه إلى البحث عن الأفضل لحياتهم. وفقط بإنماء روح التعامل هذه سنجعل ممكنة الصداقة الاجتماعية التي لا تستبعد أي شخص، والأخوّة المفتوحة للجميع. ودعا قداسته ضيوفه إلى أن يكونوا شهودا لرحمة الله، حنانه وصلاحه.

وفي ختام حديثه إلى أعضاء وفد جمعية Fiat أكد البابا فرنسيس ثقة الكنيسة فيهم ودعاهم إلى أن يقدموا بالكلمات والأفعال والشهادة رسالة قوية إلى عالمنا الفقير بالإنسانية، وإلى الاستلهام بالصلاة وبالرسالة في حد ذاتها من ينبوع الخير والحقيقة، واستنباط من الشركة مع المسيح القائم القوة لرؤية العالم بنظرة إيجابية، نظرة محبة ورجاء، شفقة وحنان، وذلك مع اهتمام خاص بالضعفاء والمهمشين.  

23 أبريل 2022, 13:34