البابا يستقبل رئيس الوزراء المجري ويشيد بجهود حكومة بودابيست من أجل مساعدة النازحين الأوكرانيين
استغرق اللقاء بين البابا ورئيس الوزراء المجري – الذي أُعيد انتخابه في الثالث من الجاري – استغرق أربعين دقيقة تقريباً، وقد رافق السيد أوربان عقيلته ووفدٌ رسمي يضم ثلاث شخصيات. وبما أن الزيارة تحمل طابعاً خاصا لم يلتقِ الضيف المجري بأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين، المتواجد في المكسيك، أو بأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول، رئيس الأساقفة غالاغر، كما هي الأعراف خلال الزيارات الرسمية. إنها الزيارة الأولى إلى الخارج، التي يقوم بها أوربان منذ إعادة انتخابه لولاية رابعة، بعد فوز حزبه بثلثي مقاعد المجلس التشريعي، وقد ترك منشوراً على موقع فايسبوك، في أعقاب فوزه في الانتخابات، كتب فيه أن أول زيارة إلى الخارج ستقوده إلى الفاتيكان حيث سيلتقي البابا فرنسيس. فيما كانت زيارته الأولى، بعد انتخابات العام ٢٠١٨ إلى وارصو ببولندا. وقد استقبل البابا ضيفه في المكتبة الرسولية، وعبر عن سروره بهذا اللقاء، وخاطبه بالإنجليزية سائلا الله أن يباركه ويبارك أسرته والمجر بأسرها. وفي أعقاب اللقاء أوضح متحدث بلسان رئيس الوزراء أن هذا الأخير طلب من الحبر الأعظم أن يعضد الجهود التي تُبذل من أجل تحقيق السلام. وقدم السيد أوربان للبابا هدية هي عبارة عن كتابين عن الموسيقى ومجموعة أسطوانات من الموسيقى الكلاسيكية، فيما أهداه البابا نسخة من رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام ٢٠٢٢، ونسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها في أبو ظبي مع إمام الأزهر أحمد الطيب. يعود اللقاء الخاص الأول بين البابا ورئيس الوزراء المجري إلى الثامن والعشرين من آب أغسطس ٢٠١٦، وقد عُقد في الفاتيكان، أما اللقاء الأخير فكان في بودابيست العام الماضي عندما زار البابا العاصمة المجرية لمناسبة المؤتمر القرباني الدولي. وقبل ترؤسه الاحتفال بالقداس عقد فرنسيس لقاء مع السيد أوربان ورئيس الجمهورية يانوس أدير، يرافقه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر. وتم التطرق خلال ذلك اللقاء إلى مجموعة من القضايا، بينها دور الكنيسة في البلاد وحماية البيئة والدفاع عن العائلة وتعزيز دورها. وقد استقطب اللقاء اهتماما من قبل وسائل الإعلام المحلية والأوروبية نظراً لتباعد المواقف بين الطرفين فيما يتعلق بملف الهجرة. مسألة الهجرة والنزوح عادت إلى الواجهة مع تفاقم الحرب في أوكرانيا. وقد أبدت المجر استعدادا لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين. وفي مطلع شهر أبريل نيسان الجاري أجرى فيكتور أوربان اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطالبه بوقف إطلاق النار فورا في أوكرانيا. وأوضح رئيس الوزراء المجري في أعقاب الاتصال أن رد بوتين كان إيجابياً لكنه جاء مرفقاً بشروط. وقال أوربان إنه دعا الرئيس الروسي إلى زيارة بودابيست مع رؤساء كل من فرنسا، ألمانيا وأوكرانيا. وقد اتُهم أوربان بتبني مواقف لينة حيال موسكو والعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، وتعرض للانتقادات بسبب رفضه تزويد الأوكرانيين بالسلاح. في أعقاب اللقاء بين البابا وأوربان أدلى المتحدث بلسان الحكومة المجرية بتصريح للصحفيين أوضح فيه أن بلاده تأوي حالياً حوالي ستمائة وستة وعشرين ألف نازح أوكراني، لافتا إلى أن حكومة بودابيست أطلقت سلسلة من المبادرات لتوفير الضيافة لهؤلاء الأشخاص. وأكد أن أكثر من سبعة عشر ألفا طالبوا بالحماية الإنسانية، فيما طلب مائة ألف آخرون إذن الإقامة الموقت. ومما لا شك فيه أن العديد من هؤلاء النازحين الأوكرانيين يرون في المجر جسر عبور باتجاه بلدان أوروبية أخرى، شأن ألمانيا وإيطاليا، حيث لديهم أقرباء وأصدقاء. حكومة بودابيست تحدثت عن عزمها على توفير الدعم اللازم للنازحين الأوكرانيين خلال الزيارة التي قام بها إلى المجر الشهر الفائت العميد الموقت للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، الكاردينال شيرني. وأشادت الحكومة بالتعاون الوثيق القائم بين الدولة والكنيسة، على صعيد الأعمال الإنسانية لصالح النازحين، وعبرت عن أملها في التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الدائر في أوكرانيا. |