بحث

مقدّمة البابا فرنسيس فرنسيس لكتاب لقس من الكنيسة المشيخيّة مقدّمة البابا فرنسيس فرنسيس لكتاب لقس من الكنيسة المشيخيّة  

مقدّمة البابا فرنسيس فرنسيس لكتاب لقس من الكنيسة المشيخيّة

مقدّمة البابا فرنسيس لكتاب القس مارتشيلو فيغيروا من الكنيسة المشيخيّة الذي يحمل عنوان " Le diversità riconciliate. Un protestante nel giornale del Papa "

صدر اليوم عن دار النشر التابعة للكرسي الرسولي الكتاب " Le diversità riconciliate. Un protestante nel giornale del Papa" للقس مارتشيلو فيغيروا من الكنيسة المشيخيّة كتب مقدِّمته البابا فرنسيس، ويجمع الكتاب، بترتيب زمني، المقالات والمساهمات والمقابلات التي نشرها المؤلف في صحيفة "L'Osservatore Romano"، منذ عام ٢٠١٦. لأكثر من عشرين عامًا، كان القس مارتشيلو فيغيروا وهو صديق شخصي للبابا فرنسيس، يواجه في كتاباته مجموعة من القضايا التي تتمحور حول المسيرة المسكونية بين الكنائس.

كتب البابا فرنسيس في مقدّمة الكتاب لقد قبلتُ بفرح كبير هذا العمل الأدبي الذي يبدو في البداية وكأنّه كتاب حول الحوار بين الأديان، ولكن يكتشف فيه المرء، بعد ذلك، تقريبًا رحلة حج مسكونية حقيقية وشخصية وروحية بشكلٍ خاص. لقد أعجبني المصطلح الذي استخدمه القس مارتشيلو فيغيروا عندما قدم لي مسودة عمله: "لقد كتبته من أحشائي!". لسنوات، ويمكن رؤية ذلك في هذا الكتاب، وصفنا العمل المسكوني كمسكونية الحب ومسكونيّة الرجاء ومسكونيّة الرحمة ومسكونيّة التضامن ومسكونيّة السلام. وأنا شخصياً استخدمت تعبيراً قوياً، وحاولتُ بهذه الطريقة أن أوقظ الحقائق التي توحدنا بدءاً من الأوردة المفتوحة للعديد من الإخوة والكلمة المتجسد، الذي تألّم وصلّى من أجل الوحدة، وهو "مسكونية الدم". أفكر في "المسكونية من الأحشاء" على أنها التعريف الذي يمكنه أن يشير إلى أسلوب فهم للأخوة البشرية المتحدة في صورة ومثال الله الذي أحبنا جميعًا من قلبه، تحت إرشاد روحه القدوس، في جسد ابنه، وإلى الطريقة التي يحب فيها الأب أبناءه، "من الأحشاء". يروي الكتاب المنافذ المختلفة لرحلتي في اتجاه مسكونية تسعى إلى الإبحار في البحر المفتوح للبشرية جمعاء، ولمشاكلها الحقيقية، ومخاوفها وأهم أبحاثها. مسكونية يُصِرُّ القس فيغيروا على دمجها في الخلق والكون كجزء من نظام بيئي متناغم ومترابط تعتمد فيه مكوناته على بعضها البعض. وهذا الفكر حاضر جدًا في الرسالتين العامتين "كُن مُسبحًا" و"Fratelli tutti" وهما كليهما مسكونيّتين.

تابع الأب الأقدس يقول يحمل هذا العمل أيضًا بصمة شخص قد تعلم في ملكوت السماوات ويعرف كيف يجد كنوزًا في الأشياء الجديدة والقديمة. أعرف القس مارتشيلو فيغيروا منذ أكثر من عشرين عامًا. وأنا شاهد على التزامه الصادق بالحوار الحقيقي واللقاء المسكوني، حيث تشاركنا صداقة أخوية مُغنية وكذلك برنامجًا تلفزيونيًّا في بوينس آيرس، تحت عنوان "Biblia, dialogo vigente"، مع الحاخام أبراهام سكوركا. وبالتالي لا ينبغي أن يمر مرور الكرام أن هذا اللاهوتي في الكتاب المقدّس البروتستانتي يقترح في هذا المجلد مجموعة مختارة من مائة مقال نُشرت صحيفة "L'Osservatore Romano" في السنوات الست الماضية. إنه لمن دواعي سروري أن يكون هذا الحدث التاريخي وهذا الانفتاح المسكوني الحقيقي لصحيفة الفاتيكان قد تحقق مع حبريتي! أقرأ دائمًا مقالات القس مارتشيلو بعناية وسأستمر في قراءتها لأنها تساعدني في النظر إلى المسيرة المسكونيّة التي قمنا بها والمسيرة التي لا يزال يتعين علينا القيام بها، بعيون أخ يحاول إعادة قراءة وتفسير حبريتي من منظور مسكوني.

أضاف الحبر الأعظم يقول إنني مسرور بالرؤية التي يقدمها أخي عن المسكونية ويطيب لي أن أُذكِّر أنها مفهوم متجذر في أسس حبريتي، لكونها الأسلوب لكي نسعى لنكون كنيسة واحدة تأسست في المسيح الرب، وانطلاقًا من هنا، مع جميع تعابير الايمان، كمسيرة نقوم بها معًا في الصلاة وأعمال المحبة والشهادة تحت نظر الله. ولذلك أنا أعتبر جزءًا أساسيًا من التعليم البابوي هذا البعد اليومي للعمل المسكوني الذي يسير على الدرب الذي فتحه المجمع الفاتيكاني الثاني انطلاقًا من الشهادة البيبليّة الرسولية والذي أغناه أسلافي بالدفع الذي أعطوه للحوار والالتزام المسكوني.

وخلص البابا فرنسيس إلى القول أسمح لنفسي بأن أوصي بحماس وأرافق ببركتي هذا الكتاب " Le diversità riconciliate. Un protestante nel giornale del Papa". وليستخدمه رب التنوع المتصالح لكي ينير الأنظار التي تتحرّق شوقًا، ويوسِّع الآفاق الروحية إلى ما يذهب أبعد من الانتماء الديني ويعانق القلوب التي تتوق إلى إله يكون مع الجميع وفوق الجميع وفي البيت المشترك عينه!

 

 

 

 

 

14 مارس 2022, 11:50