بحث

البابا فرنسيس يستقبل المشاركات في لقاء ينظمه المركز النسائي الإيطالي البابا فرنسيس يستقبل المشاركات في لقاء ينظمه المركز النسائي الإيطالي 

البابا فرنسيس يستقبل المشاركات في لقاء ينظمه المركز النسائي الإيطالي

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركات في لقاء في روما ينظمه المركز النسائي الإيطالي برئاسة السيدة ريناتا ميكيلي، ووجه كلمة حيّا فيها الجميع وشكر هذا المركز الذي، وكما قال، يحرّكه الإنجيل ويريد الحوار مع الجميع من أجل الخير العام للمجتمع.

قال البابا فرنسيس في كلمة وجهها للمناسبة إن المركز النسائي الإيطالي قد تأسس في إطار الدفاع عن كرامة المرأة وحقوقها، في تلك الفترة الغنية والمثمرة جدا لإيطاليا التي تلت الحرب العالمية الثانية، وأضاف أن المركز قد نشأ كخيار مسؤولية والتزام بالعناية بالإنسان، مسلطا الضوء على ثقافة العناية. كما وأشار إلى أن المشاركة في الحياة السياسية، بالنسبة لهذا المركز، ليست مجرد إجابة على مطلب المواطنة الكاملة للمرأة، وإنما تهدف إلى أن تكون فِعل عدالة إزاء المجتمع وتثمينًا للسياسة التي تُعتبر أسمى أشكال المحبة، وأضاف أن المركز النسائي الإيطالي يعبّر اليوم كما الأمس عن نظرة للسياسة كخدمة للخير العام، تحرّكها المحبة.

وتابع الأب الأقدس كلمته لافتًا إلى أن السياسة الجيدة لا يمكن أن تأتي من ثقافة السلطة كسيطرة وهيمنة، وإنما فقط من ثقافة العناية، العناية بالإنسان وبكرامته، والعناية ببيتنا المشترك. وسلط الضوء من ثم على الحرب المخزية التي نشهدها. وقال لا يمكن احتمال رؤية ما حصل ويحصل في أوكرانيا. وأشار إلى أن ذلك وللأسف هو ثمرة ذاك المنطق القديم للسلطة والذي لا يزال يهيمن على ما يُعرف بــ  الجيوسياسة. وأضاف أن تاريخ السنوات السبعين الأخيرة يُظهر ذلك: حيث لم تغب الحروب الإقليمية، وصولاً إلى هذه الحرب التي تهدد العالم بأسره. وأشار إلى أن المشكلة الأساسية هي نفسها: الاستمرار في حُكم العالم مثل "رقعة شطرنج" حيث يدرس الأقوياء الحركات لبسط الهيمنة على حساب الآخرين. وأشار البابا فرنسيس إلى أن الجواب الحقيقي ليس أسلحة أخرى، وعقوبات أخرى، وتحالفات سياسية – عسكرية أخرى، وإنما طريقة مختلفة لحُكم العالم، عالم معولم، وإدارة العلاقات الدولية.

وتابع الأب الأقدس كلمته إلى المركز النسائي الإيطالي لافتًا إلى أنه أراد أن يقوم بهذا التأمل لكون هذا المركز جمعية للنساء، والنساء هن الرائدات في هذا التغيير. وإذ سلط الضوء على مقطع من الرسالة التي وجهها البابا القديس بولس السادس إلى النساء في ختام المجمع الفاتيكاني الثاني، أشار البابا فرنسيس إلى أن النساء يستطعن تحويل السلطة من منطق السيطرة إلى منطق الخدمة، العناية. وتابع أنه أراد أن يتحدث معهن عن ذلك لتذكير الجميع، بدءا منا نحن المسيحيين، بأن تبديل الذهنية هذا يتعلق بالجميع ويعتمد على كل واحد. إنها مدرسة يسوع الذي علّمنا أن ملكوت الله ينمو دائما انطلاقًا من البذرة الصغيرة. إنها مدرسة غاندي الذي قاد شعبًا إلى الحرية على طريق اللاعنف. إنها مدرسة القديسين والقديسات في كل زمن الذين ينمّون البشرية من خلال شهادة حياة في خدمة الله والقريب. إنها أيضا مدرسة عدد لا يُحصى من نساء حمين الحياة؛ وعالجن الضعف والجراح؛ وكرّسن عقولهن وقلوبهن لتربية الأجيال الجديدة.

وتابع البابا فرنسيس كلمته مسلطا الضوء على عيش ثقافة الرعاية والاستقبال وقال إنهن تعلّمن ذلك في الكنيسة، ومن خلال التنشئة على الحياة الروحية والاعتناء ببعضهن البعض، وفي الصداقة والاهتمام المتبادل وخصوصا في هذه الأوقات الصعبة، والصلاة. وختم الأب الأقدس كلمته إلى المشاركات في لقاء ينظمه المركز النسائي الإيطالي شاكرا على ما يتم القيام به وحاثا اياهن على المضي إلى الأمام.

24 مارس 2022, 14:24