حديث البابا فرنسيس عن قدرة المرأة، حتى في الألم، على فتح آفاق المحبة والرجاء
كم من مرة أراد البابا فرنسيس منذ بداية العام الحالي لفت انتباهنا إلى ما يميز النساء من إنسانية. ومع الاحتفال اليوم ٨ آذار مارس باليوم الدولي للمرأة نسترجع بعض أهم ما قال الأب الأقدس حول النساء. ونتذكر هذه الكلمات بينما تُظهر لنا الحرب في أوكرانيا وجه النساء، حيث مزيح من العناية والقوة والرقة، وفي المقام الأول التعبير عن محبة تصبح بيتا وملجأ في لحظات الألم.
ففي أول أيام العام ٢٠٢٢ واحتفالا بعيد القديسة مريم والدة الإله تحدث البابا فرنسيس، مترئسا القداس الإلهي، عن مريم، المرأة التي كانت "تحفظ متأمِلةً". وقال قداسته في هذا السياق: تنظر الأمهات والنساء إلى العالم ليس من أجل استغلاله، ولكن لتكون له الحياة: عندما ينظرن بقلوبهن، يتمكنَّ من أن يجمعن معًا الأحلام والجانب العملي. كما وقال البابا: وبينما تعطي الأمهات الحياة وتحفظ النساء العالم، لنعمل جميعًا على تعزيز الأمهات وحماية النساء. كم من العنف يُمارَس ضد المرأة! كفى! الإساءة إلى امرأة هي إساءة إلى الله الذي أخذ الإنسانية من امرأة.
وعن النساء تحدث قداسة البابا فرنسيس أيضا خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه شبكة ميدياسيت الإيطالية في كانون الأول ديسمبر ٢٠٢١، حيث توقف تحديدا عن تعرضهن للعنف والذي وصفه بالشيطاني. كما وتوقف عند الكرامة مشيرا إلى ما يمكن أن تمنحنا من قوة وشجاعة مريم العذراء التي لم تفقد كرامتها أمام ألم ما حدث لابنها المصلوب. وتحدث البابا فرنسيس عن معاناة الأمهات فقال إنه يفكر في وجوه الأمهات التي يرعين أبناءهن المرضى أو المعانين من مصاعب. وقال قداسته: كم من محبة في أعينهن، فحين يبكين هن قادرات على نشر مبرر رجاء. نظرتهن هذه هي واعية بدون إيهام، ولكن وبغض النظر عن الألم والمشاكل هي نظرة تقدم أفقا أكثر اتساعا، أفق الرعاية والمحبة التي تولد الرجاء.
كلمات الأب الاقدس هذه تمنحنا الرجاء وذلك لأنه في النساء وحتى حين يتعرضن لسوء المعاملة والانتهاكات وحين يكن ضحايا، هناك بذرة الله التي هي المحبة، وهناك مثال مريم الذي يساعدنا، هناك "نَعمها" التي تعني الثقة في الرب وذلك حتى حين لا نرى، ومثل اليوم، النور الذي يبدو وقد قضى عليه ضجيج الحرب الأليم.