البابا فرنسيس: نحن متنوعون لنشكل سمفونية من الشعوب، وهذا هو السلام، تناغم في التنوع
استقبل قداسة البابا فرنسيس اليوم السبت جوقة المعهد الأنطوني الصغيرة من مدينة بولونيا الإيطالية. وأعرب في بداية حديثه إلى الأطفال والفتية عن سعادته لاحتفاله معهم اليوم بعيد القديس يوسف بمرافقة غنائهم الذي يمنح الرجاء، وذلك أيضا في لحظة عصيبة مثل هذه التي نعيشها اليوم بسبب الحرب. ودعا قداسته إلى تكريس هذا اللقاء لأطفال وفتية أوكرانيا مذكرا بوصول أطفال أوكرانيين جرحى إلى مستشفى الطفل يسوع في روما ودعا إلى الصلاة من أجلهم.
وواصل الأب الأقدس مشيرا إلى سبب خاص يدفعه إلى توجيه الشكر إلى أطفال وفتية الجوقة ومن شاركوا فيها منذ بدايتها، وهو أنهم قد جمعوا بين الأجيال. وقال للأطفال إن أغانيهم تلقى إعجاب الصغار والكبار وخاصة الأجداد، ويغنيها معا الآباء والأمهات والأجداد والأحفاد. وذكَّر قداسته بالحاجة إلى ربط الأجيال معا وبشكل خاص إلى تعزيز الحوار بين المسنين والصغار، بين الأجداد والأحفاد، وهذا ما تفعلون، قال البابا لضيوفه الصغار. وأعرب عن الرجاء أنه يفعلوا هذا في الحياة اليومية أيضا، وسألهم إن كانوا يتوجهون لزيارة أجدادهم وأضاف: هل تصغون إلى أجدادكم حين تذهبون إليهم أم تتكلمون أنتم فقط، أو ربما وأسوأ من هذا تتابعون التلفاز أو الهاتف المحمول؟ وواصل الأب الأقدس ناصحا الصغار بأن يطلبوا من أجدادهم أن يرووا لهم شيئا من حياتهم، أن يوجهوا الأسئلة إلى الأجداد ويصغوا إليهم. وأضاف أنهم سيكتشفون هكذا كنوزا مختبئة في ذاكرة الأجداد وفي قلوبهم، ولا يقتصر هذا على الذكريات بل ويشمل أيضا أفكار حكمة وإيمان تكونت لديهم عبر مسيرة الحياة، أفكار ثمينة خاصةً لهم، أي الأطفال، لأنهم في مرحلة نمو. ويعني هذا حسب ما قال البابا فرنسيس أن تكون لنا جذور جيدة، وقال للأطفال إنهم كالبراعم التي تُخرِج الورقات الأولى، إنهم ينفتحون على الحياة. وشدد هنا على أن نبتة بدون جذور لا يمكنها أن تنمو.
ثم انتقل قداسة البابا إلى الحديث عن الاحتفال اليوم بعيد القديس يوسف فقال إنه الرجل الذي ربط يسوع بشعبه، الشعب الذي اختاره الله كي يحمل بركته إلى البشرية جمعاء. وفي حديثه إلى الصغار عن يسوع قال البابا فرنسيس إنه لم يأتِ من العدم، لم يأتِ من السماء وكأنه من كوكب آخر، بل لقد وُلد لامرأة من شعب الله وكان له أب، يوسف الذي رباه حسب شريعة الرب وقدم له المثال على فعل مشيئة الله.
وفي ختام حديثه إلى أطفال وفتية جوقة المعهد الأنطوني الصغيرة من مدينة بولونيا الذين استقبلهم اليوم السبت أعرب البابا فرنسيس عن سعادته لتزامن هذا اللقاء مع الاحتفال بعيد القديس يوسف الذي يعلمنا أن لا أحد منا هو جزيرة منعزلة، بل نحن جزء من شعب، شعب الله. وتابع أن هذا الشعب، وبفضل يسوع ومحبته العظيمة التي وهبنا إياها على الصليب، يستقبل الرجال والنساء من كل اللغات والدول والثقافات كجوقة كبيرة. وتحدث البابا إلى ضيوفه عن التناغم الذي يميز غناءهم معا وتساءل عما يمكن أن يكون هذا الغناء في حال تطابقت أصواتهم جميعا، لا يكمن لهذا أن يكون تناغما بل سيصبح مجرد صوت واحد ممل. وختم أننا متنوعون لنشكل سمفونية من الأصوات، سمفونية من الشعوب، وهذا هو السلام، تناغم في التنوع.