بحث

البابا فرنسيس: لا تخفنَّ من المشاكل والصعوبات، بل سرنَ قدمًا بثقة في العناية الإلهية البابا فرنسيس: لا تخفنَّ من المشاكل والصعوبات، بل سرنَ قدمًا بثقة في العناية الإلهية 

البابا فرنسيس: لا تخفنَّ من المشاكل والصعوبات، بل سرنَ قدمًا بثقة في العناية الإلهية

"لديكنَّ مدرسة مؤسسكنَّ، الذي علمكنَّ أن تكُنَّ سامريات صالحات، في مسيرة على الدوام وإنما مستعدات للتوقف والاعتناء بالفقراء، وجرحى الحياة، ولتضميد الجراح والإصغاء، وللشفاء من اللامبالاة والوحدة وإعادة الكرامة للأشخاص" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركات في المجمع العام لرهبانيّة "Figlie di Maria SS. dell'Orto"

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركات في المجمع العام لرهبانيّة "Figlie di Maria Santissima dell'Orto" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيفاته وقال يمثل المجمع العام في كل عائلة رهبانية وقفة أساسية في مسيرة حياته، فهو يعني اللقاء والحوار والمسؤولية والشركة الإنجيلية. ويطيب لي أن أفكّر أنكنَّ أردتنَّ أن توكلنَ أعمالكنَّ ونجاحها إلى حماية القديس يوسف الذي شارك أيضًا بعمله في مخطط الخلاص وخدمه بأمانة. نجد أيضًا هذا النموذج للقديس يوسف في مؤسسكنَّ، القديس أنطونيو ماريا جيانيللي، الذي كان أيضًا رسولًا لإنجيل العمل، العنصر الأساسي في الحياة الشخصية والعائلية والاجتماعية. لقد كان عاملاً غيورًا في حقل الرب، كرّس نفسه لخدمة كلمة الله من خلال الوعظ والعمل. فشهد في الوعظ وأعلن إيمانه بعناية الله، وأظهر بواسطة أعمال الرحمة درب القداسة وجذب الناس لاتباعها، مقدِّمًا هكذا مثالاً للمحبّة الملموسة والعناية بالأخيرين والمهمّشين في المجتمع.

أضاف الأب الأقدس يقول أيتها الأخوات العزيزات، إن الموضوع الذي اخترتُنَّه لهذا المجمع العام: "منتبِّهات للعالم، وقلوبنا في الله"، يترجم جيدًا إلهام مؤسسكنَّ في العناية والقرب وفعل الخير، المتجذر في الحياة المكرسة للرب. لقد تساءلتنَّ بالتأكيد عن كيفية الإجابة على التحدي الحالي لثقافة المرجعية الذاتية واللامبالاة والأنانية، التي تخل بنظام العلاقات الإنسانية وتفتح على العديد من الدروب المختصرة للعبودية والظلم والاستغلال التي تسيء إلى كرامة الأشخاص.

تابع البابا فرنسيس يقول أنتنَّ حاضرات في العديد من البلدان وتواجهنَ العديد من حالات الألم والفقر والتسلُّط. تواجه رسالتكنَّ في البشارة أيضًا عقبات ومقاومات، ولكن، على مثال القديس أنطونيو ماريا جيانيللي، بدلاً من أن تستسلمنَ للإحباط، أنتنَّ تواجهنَ هذه الصعوبات بثقة ورجاء، عالمات أنكنَّ أنفسكنَّ أول الفقيرات والمعوزات إلى الله. إنَّ هذا الموقف المتواضع والشجاع يشبه موقف العذراء مريم في مواجهة مِحَنها. وهذا الأمر يجعل من كل واحدة منكُنَّ أرضًا صالحةً يمكن أن تنبت فيها بذرة المحبة، التي تُدعَونَ "لريِّها" يوميًّا بالصلاة، ولا سيما بالعبادة، لكي تبقى "قلوبكنَّ في الله"، كما يقول عنوان مجمعكنَّ.

أضاف الحبر الأعظم يقول مع هذه الجذور، وبهذه الصلابة الداخلية، يمكنكنَّ الانطلاق على دروب العالم وأن تكُنَّ، كما تقترحنَ، "منتبِّهات للعالم". وماذا يعني هذا؟ أود أن أقترح عليكنَّ نقطتين بسيطتين للتأمل والسير. الأولى وهي هذه: الشخص المتنبِّه للعالم - بالمعنى الإنجيلي - هو الذي يعرف كيف يندهش، وينفتح على فهم علامات ملكوت الله الحاضرة في الواقع، لأنه يعلم أن الروح القدس يعمل على الدوام وبعمل بحريّة وغالبًا بشكل مفاجئ. وبالتالي، فالتنبُّه هنا ليس حكمًا أو تحيزًا، كما وأنّه ليس شكًّا أو عدم ثقة أو خوفًا، وإنما واقعية سليمة وبساطة ومعرفة كيفية التعامل مع المواقف والأشخاص كما هم. أما النقطة الثانية فهي أنَّ الشخص المُتنبِّه للعالم هو الذي لا يبقى "على الشرفة"، ويراقب عن بُعد، بل يقترب من الآخر، وينحني عليه، ويلمسه بيده. وبالتالي فالتنبُّه هنا هو القرب والعناية. وهنا، أيتها الأخوات العزيزات، لديكنَّ مدرسة مؤسسكنَّ، الذي علمكنَّ أن تكُنَّ سامريات صالحات، في مسيرة على الدوام وإنما مستعدات للتوقف والاعتناء بالفقراء، وجرحى الحياة، ولتضميد الجراح والإصغاء، وللشفاء من اللامبالاة والوحدة وإعادة الكرامة للأشخاص.

وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيتها الأخوات العزيزات أشكركنَّ على حضوركنَّ وسط شعب الله وبالقرب من الفقراء. لا تخفنَّ من المشاكل والصعوبات، بل سرنَ قدمًا بثقة في العناية الإلهية، أمينات على الدوام للموهبة الأصلية. أمانة مُبدعة، يقودها التمييز الصبور والحكيم، والشجاع، يستنير على الدوام من كلمة الله، وسلطة الكنيسة التعليمية ومشورة الخبراء والاختصاصيين. أبارككنَّ من كلِّ قلبي. سرنَ إلى الأمام بفرح متنبِّهات للعالم وقلوبكنَّ في الله؛ ومن فضلكنَّ لا تنسينَ أن تُصلِّينَ من أجلي.  

26 مارس 2022, 12:03